بينما يستغرب الرأي العام، بإقليم سيدي سليمان، تجاهل وزارتي الداخلية والتربية الوطنية والرياضة، افتحاص صفقة إنجاز ملاعب للقرب وملعبين تنافسيين بإقليم سيدي سليمان، والتي رصدت لها وزارة الشباب والرياضة، خلال الولاية الحكومية السابقة، قرابة خمسة ملايير سنتيم، لفائدة المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، بصفته صاحب المشروع، فضحت «الرياح» جزءا من عيوب إنجاز الصفقة المذكورة، خاصة على مستوى ملعب القرب الموجود بالجماعة الترابية أزغار، والذي جرى تشييده فوق أرض فلاحية بمنطقة خلاء بعيدة عن أي تجمع سكاني، حيث تسببت الرياح في سقوط السياج واعوجاج عمود الإنارة العمومية، الذي ظهر أنه لا يتناسب ومعايير الجودة المتضمنة ضمن كناش تحملات الصفقة الضخمة.
يأتي ذلك في وقت يحرص عبد الواحد خلوقي، المكلف بتسيير شؤون المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، وبمباركة من السلطات الإقليمية، على تمكين المقاولين النائلين للصفقة المذكورة من شهادة تسليم الأشغال، علما أن ملعب القرب بجماعة أزغار، والذي عاينت «الأخبار» به، أول أمس الأربعاء، سقوط أعمدة الإنارة واعوجاج بعضها، دون الحديث عن الغموض الذي يلف مدى جودة السياج المحيط بالملعب، وجودة العشب، ومدى تطابق ذلك مع كناش التحملات، كان محط معاينة ترأسها خلوقي رفقة موظفة مقربة منه، شهر مارس الماضي، بحضور المقاول ورئيس جماعة أزغاز ومهندس المجلس الإقليمي للملعب المذكور، وأُعلن خلالها عن عملية تسليم ملعب القرب المتواجد بدوار الطيسان التابع لجماعة أزغار المنجز في إطار اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي والجماعة ووزارة الشباب والرياضة، دون أن يتم افتتاح الملعب في وجه العموم، في حين تعهدت الجماعة بتزويد الملعب بالماء والكهرباء من طرف الجماعة بموجب الاتفاقية المذكورة، بينما التزم المجلس الإقليمي بتهيئة موقف للسيارات بمحيط الملعب الذي يوجد أصلا بمنطقة خلاء.
في مقابل ذلك، يستمر «البلوكاج» الذي تواجهه صفقة بناء ستة ملاعب للقرب داخل النفوذ الترابي لجماعة سيدي سليمان، على الرغم من توفر الاعتماد المالي المخصص للصفقة المذكورة والذي بلغ 875 مليون سنتيم، وتوفر الجماعة على الوعاء العقاري وشهادة الملكية المتعلقة بمواقع إنجاز الملاعب، حيث سبق الإعلان عن الصفقة عبر بوابة الصفقات العمومية، وبجريدتين وطنيتين، وتمت عملية فتح الأظرفة المتعلقة بالصفقة داخل مقر الجماعة، سيما أن تمويل مشروع إحداث ستة ملاعب للقرب يتم في إطار برنامج تقوية قدرات المجالس الترابية، بناء على تقويم سنوي تخضع له الجماعات الترابية، بدعم من عدد من الشركاء، أبرزهم المديرية العامة للجماعات الترابية والمفتشية العامة بوزارة الداخلية وزارة المالية، والبنك الدولي، AFD الوكالة الفرنسية للتنمية، حيث توصلت جماعة سيدي سليمان في هذا الصدد بدعم مالي بلغ 140 مليون سنتيم برسم سنة 2020 و735 مليون سنتيم برسم سنة 2021، خصصت جلها لإحداث ملاعب للقرب.
ويأمل متتبعون للشأن المحلي، بإقليم سيدي سليمان، في حلول هيئات الرقابة على المستوى المركزي بشكل مستعجل للتدقيق في ملفات المجلس الإقليمي الذي يدبر شؤونه عبد الواحد خلوقي، خاصة ما يتعلق بصفقات ملاعب للقرب، بعدما تم بناء أحدها وسط «حفرة كبيرة» بدوار العواودة بالجماعة الترابية دار بلعامري، مثلما جرى بناء ملاعب للقرب بمنطقة خلاء بالنفوذ الترابي للجماعات القروية (أزغار، المساعدة، بومعيز).
وتتطلع الفعاليات المحلية إلى افتحاص صفقات المسالك الطرقية والوقوف على طريقة إنجاز صفقة بناء مركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا ما يتعلق بالشق التقني، والتدقيق في مئات سندات الطلب، ونفقات الكازوال وقطع الغيار والإطعام وهوية المستفيدين من شرائح الهاتف النقال، ومدى قانونية استفادة أشخاص من بطائق الإنعاش وتعويضات الموظفين، ومصير المقتنيات المتعلقة بالمعدات المكتبية والصباغة ومواد التطهير والتعقيم، ومصير عدد من اتفاقيات الشراكة التي نتج عنها تقديم منح دسمة لجمعيات «محظوظة»، وكذا التدقيق في مدى أحقية بعض المقاولين في الفوز بصفقات عمومية ضخمة، والتدقيق في ملفات الجمعيات المستفيدة من برنامج أوراش، ناهيك عن الفوضى المسجلة بشأن تدبير حظيرة السيارات بالمجلس الإقليمي، التي يتنقل عبرها عمال للإنعاش وموظفون وموظفات بشكل يومي وطيلة أيام الأسبوع، من سيدي سليمان نحو مدينة القنيطرة والأقاليم المجاورة، طيلة أيام الأسبوع، أمام صمت السلطات.