شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضة

الرهاب المغربي 

ليس هناك من تفسير لحالة الهيستيريا السياسية والإعلامية والعسكرية التي رافقت فوز المنتخب الجزائري على منتخبنا الرديف بضربات الجزاء في كأس العرب، سوى أن النظام الجزائري يعاني حالة مرضية مستعصية تسمى «الرهاب المغربي»، مرض جعل رئيس مجلس الأمة يعتبر كسب مقابلة كروية عادية بمثابة «انتصار كنا نحلم به حققتموه لبنات وأبناء وطنكم»، وربطه البعض الآخر بكونه فأل خير تصادف مع مرور سنتين كاملتين من ولاية تبون، واعتبره البعض «انتصارا على جار السوء حليف اسرائيل» وغيرها من الخزعبلات.

والحقيقة أن النظام العسكري الجزائري مهما كان متخفّيا في لباس الحكم المدني، يعيش أزمة حادة ومعقدة على مستويات كافة الشرعيات وفي القطاعات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وليس له من مخرج لتصدير أزماته، سوى خلق التوتر مرة أو تضخيم انتصارات رياضية وتسويقها على أنها معارك وطنية وقومية مرة أخرى، وهذه طبيعة الحكم العسكري في الجزائر القائم على تأجيج الصراعات والتوترات، ليفتح شهية العسكريين على الاستمرار في الحكم.

لقد أظهرت المواقف الأخيرة لنظام الكابرانات وقاعات تحريره الإعلامي، أنه دخل مرحلة حادة من التوتر والاهتزاز لا يُنتظر أن يخرج منهما بسهولة. وهاته المرحلة تجعل منه يحول مقابلة رياضية عادية إلى غنيمة حرب يتقاسمها الجنرالات لترقيع شرعياتهم المهترئة. فلا بد لنظام «الكابرانات» أن يبحث عن انتصار وهمي تجاه ما يعتبرونه عدوا خارجيا، حتى يتمكنوا من حشد الجماهير ضده، وإشباعهم بالشعارات والأغاني الوطنية، ليتفرغ حكام العسكر لنهب خيرات البلاد والعباد.

بطبيعة الحال لم يبتلع الشعب الجزائري طعم أكذوبة الأعداء الافتراضيين ولم يهضم أكلة الانتصارات الوهمية، رغم كثافة حملة التضليل والتدليس التي تقوم بها وسائل الدعاية العسكرية، وقد أظهرت مقابلة المنتخبين بغض النظر عن النتيجة، انتصارا كبيرا للأخوة العربية والروح الرياضية بين الفريقين، ولم تصمد تلك الأكاذيب التي يروجها حكام الجزائر تجاه بلادنا التي يتهمونها «تهدد» و«تحسد» الجزائر مواقفها ونظامها وثرواتها، والحقيقة أن تلك الثروات التي هي من نصيب الكابرانات وأبنائهم وزوجاتهم الذين جعلوا الجزائر ضيعة يفعلون فيها ما يشاؤون، ورحم الله محفوظ نحناح الجزائري الذي اشتهر بقولته البليغة: «جميع الدول لها جيش، وجيشُ الجزائر له دولة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى