يوسف أبوالعدل
اعترف وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، بأنه استطاع تغيير ومحو فكرة التأهل إلى كأس العالم على أنه إنجاز بالنسبة إلى منتخب بلده المغرب، أو لجميع الأفارقة، وذلك بعد الإنجاز الذي حققه رفقة المنتخب المغربي في المونديال الأخير بقطر، حيث وصل فيه «الأسود» إلى نصف نهائي المسابقة.
وقال الركراكي في حوار مطول مع صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية، إن هذا المعطى اشتغل عليه منذ أول يوم عند تعيينه ناخبا وطنيا، قبل انطلاق كأس العالم بقطر بثلاثة أشهر فقط، مضيفا أنه رفع من خطابه مع اللاعبين، قبل المسابقة بأيام، حينما أكد لهم أنه رفقتهم ليسوا قادمين إلى قطر للعب ثلاث مباريات والعودة إلى المغرب، أو الوصول إلى دور الثمن النهائي كحلم له ولهم ولجميع المغاربة.
وقال الركراكي في حديثه إن أول خطوة اتبعها هي تقدير اللاعبين الذي تحت تصرفه، حينما أكد أمامهم أن غالبيتهم يلعبون في بطولات رفقة لاعبين من المنتخب الكرواتي والبلجيكي والكندي، لذلك وضع الخصوم أكثر من حجمهم لم يكن عند لاعبي المنتخب الوطني، وهذه نقطة مهمة في مسار المنتخب، والتي اعتبرها العامل الأساسي لنجاح المنتخب المغربي في تلك الدورة.
وأضاف الركراكي في حواره المطول أنه بالإضافة إلى وضع اللاعبين في مكانتهم بين كبار العالم، أكد لهم أن حلمه ليس المرور من الدور الأول، باعتبار المنتخب الوطني لديه كل المقومات لتحقيق ذلك، رغم صعوبة الأمر في ذلك التوقيت الزمني، لكن حلمه كان السير إلى أبعد نقطة، وهو ما حققه، رغم صعوبة المنافسة بعد الدور الأول، عندما تجاوز المنتخب المغربي كلا من إسبانيا والبرتغال.
وأوضح الركراكي أن المنتخبات الإفريقية خلال مشاركتها المقبلة في كأس العالم لن تدخلها من أجل المشاركة فقط، لكن من أجل تحقيق ما أنجزه المغرب في دورة قطر، أو تجاوزه بالوصول إلى النهائي، أو رفع اللقب العالمي، وهي فكرة اعتبرها الركراكي أهم الأشياء التي نقشها المغرب في دماغ كل الأفارقة، لما حققه من إنجازات وأشياء قالوا إنها مستحيلة في دورة قطر.
وعن أصعب مباراة خاضها «الأسود» في المونديال الأخير، اعترف الركراكي بأنها كانت مباراة إسبانيا، خاصة أن منتخب «لاروخا» من أكثر المنتخبات العالمية استحواذا على الكرة، لكنه أكد أنه رفقة لاعبيه أبدوا استياءهم من طريقة تعامل الصحافة الإسبانية وبعض تصريحات لاعبي المنتخب الإسباني، بعد علمهم بمواجهة المغرب في دور ثمن نهائي كأس العالمي، إذ اعتبروا منازلة «الأسود» أفضل لهم من مواجهة كرواتيا أو بلجيكا، وهو ما هيج لاعبيه ورفع من معنوياتهم، لتصحيح الوضع وتذكيرهم أن المغرب أفضل من كرواتيا وبلجيكا، وأن تصدره لمجموعته كان بالكرة، ولم يكن ضربة حظ.