شدد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، على أنه استخلص مجموعة من العبر خلال المباراة التي جمعت، مساء أول أمس الاثنين، «الأسود» بمنتخب لوسوتو، لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات لإقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025، والتي انتهت بفوز صعب للعناصر الوطنية بهدف دون رد، وتطرق الركراكي إلى مجموعة من النقاط بعد هذه النتيجة، ترصد لكم «الأخبار» أهمها.
سفيان أندجار
مباراة لتعلم الدروس
قال الناخب الوطني حول المواجهة: «لم تكن مباراة سهلة، واجهنا منتخبا منظما صعب علينا إنهاء العمليات الهجومية، لأنه لعب بدفاع متأخر، صحيح أننا كنا المسيطرين، لكننا افتقدنا للنجاعة الهجومية».
وزاد: «اضطررت إلى القيام بتغييرات بإدخال لاعبين أكثر نجاعة، وقدموا ما كان منتظرا منهم بتسجيل هدف الفوز، حتى ولو جاء في الوقت بدل الضائع، وهو أمر مهم لأنه يظهر لنا مدى تركيز اللاعبين، لقد كان كرسي البدلاء مفتاح الفوز. تبقى مباراة مهمة لتعلم الدروس مع مثل هذه المنتخبات التي تتكتل في الخلف، كما قلت سنواجه مستقبلا منتخبات من هذا النوع، وعلينا العمل من أجل إيجاد حلول».
وتابع الركراكي: «بعد الانتصار برباعية أمام الغابون، كنا نعتقد أن المباراة ستكون سهلة أمام منتخب ليسوتو، لكن الأخير دافع بشكل جيد، وصعب مأموريتنا. ولا ننسى أنه خطف التعادل أمام نيجيريا في تصفيات كأس العالم، ما يهمنا هو الانتصار».
الشباب خيبوا الآمال
أوضح وليد الركراكي أنه في مباراة ليسوتو، رغب في منح مجموعة من العناصر الشابة الفرصة من خلال الاعتماد عليها مع بداية المباراة، إلا أنها فشلت في الوصول إلى الشباك، ما جعله يقحم ركائز المنتخب، التي تمكنت من خلق توازن في آخر دقائق المباراة.
وقال الناخب الوطني في هذا الصدد: «كنت أرغب في منح الفرصة للاعبين الجدد، وأظهر لهم صعوبة اللعب في إفريقيا مقارنة بأوروبا، فالمباريات في إفريقيا ليست أمرا سهلا، كنت أتوقع بعض الصعوبة لأنني أجريت تغييرا بنسبة 90 في المائة على المجموعة، سيما وأن بعض اللاعبين كان يخوضون مباراتهم الأولى أو الثانية هذا الموسم».
وتابع: «كنت أنتظر أداء أفضل من بعض اللاعبين، لكن الأهم بالنسبة إلي هو منح الفرصة للاعبين الشباب».
اللجوء إلى أصحاب الخبرة
خلال الشوط الأول من مواجهة ليسوتو، عمد الركراكي إلى الاعتماد على العناصر الشابة، لكن كان إيقاع اللعب بطيئا، بوجود غير مؤثر داخل منطقة الجزاء، كما جاء على لسان الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد المباراة، وهو الأمر الذي دفعه للجوء إلى لاعبي الخبرة.
وقال الركراكي: «أعرف مستوى وقيمة اللاعبين الموجودين في الاحتياط، الذين حافظوا على تركيزهم حتى آخر لحظة من أجل الفوز. غيرنا من أسلوب لعبنا في العديد من المرات خلال أطوار المواجهة، وكانت تغييرات بناء على هوية اللاعبين الموجودين في الملعب. كنا نهدر الكثير من الوقت في بناء الهجمات، في حين أن الأمر يتطلب سرعة أكبر، سيما في مواجهة منتخبات تعتمد التكتل الدفاعي».
وزاد الناخب الوطني في حديثه: «لم نستغل الفرص التي أتيحت لنا، حتى الكرات الثابتة والركنيات لم يتم التعامل معها بشكل جيد، لذلك قررنا أن نعزز الطاقم التقني بخبير في هذا المجال لتحسين أداء المنتخب مستقبلا».
أنزو نقطة الضوء
أبدى وليد الركراكي امتعاضه من مجموعة من الأمور التكتيكية، والتي لم تنل إعجابه في مباراة المنتخب الوطني ضد منتخب ليسوتو، مؤكدا أنه كان ينتظر أكثر من اللاعبين، لكنه في المقابل اعتبر أن آدم أزنو، لاعب نادي بايرين ميونيخ الألماني، قدم مباراة جيدة رغم صغر سنه، ورغم أنها المواجهة الأولى له رفقة «الأسود»، مثنيا على أدائه طيلة التسعين دقيقة.
وأشاد الركراكي بأزنو، حيث قال في هذا الصدد: «أمر إيجابي أن نرى لاعبا مثل أزنو في صفوف المنتخب الأول، إنه مكسب لنا، لقد سجل نقاطا خلال مباراة اليوم، رغم صغر سنه، إذا أخذنا مجموعة من الاعتبارات بكونها المواجهة الأولى له وأنه ليس معتادا على اللعب مع المجموعة، وبالتالي يجب مرافقة هذا اللاعب والاشتغال معه، لكن نحن على يقين من أنه لاعب المستقبل للمنتخب المغربي».
وزاد مديح الناخب الوطني لأنزو: «في المجال التدريبي أشعر بالسعادة، عندما أعطي فرصة للاعب ولا يخيب ظني، أنا راض عن أدائه، أعتقد بأننا ربحنا لاعبا كبيرا للمستقبل إن شاء الله، وهذه هي أهمية هذه المباريات، وأقول له هنيئا، لكن عليه أن يبقي رجليه على الأرض».
غياب داري وبنصغير
كشف الركراكي عن سبب عدم الاعتماد على المدافع أشرف داري، الوافد الجديد على نادي الأهلي المصري، خلال مباراة أول أمس الاثنين ضد منتخب ليسوتو.
وأكد الركراكي أن داري تعرض للإصابة خلال فترة الإحماء قبل المواجهة، قائلا: «تعرض لإصابة على مستوى الكاحل، خلال فترة الإحماء، ولم نرغب في المجازفة بإشراكه في انتظار نتائج الفحوصات الطبية، كنت أرغب في رؤية أداء داري، لكن لم يكتب له الحضور».
وحول استبعاد اللاعب إلياس بنصغير من مباراة المنتخب الوطني أمام لوسوتو، أكد مدرب «الأسود» أن ذلك جاء حفاظا على لياقته البدنية، وعدم تفاقم الإصابة العضلية التي يعاني منها.
وغاب بنصغير عن مباراة المغرب والغابون، بسبب هذه الإصابة، رغم أن الفحوصات أكدت انها إصابة خفيفة، إلا أن الطاقمين التقني والطبي للمنتخب المغربي قررا عدم المخاطرة باللاعب، خاصة بعد التعاون الكبير من نادي موناكو الذي سمح له بالمشاركة مع المنتخب الأولمبي المغربي في أولمبياد باريس.