الرجال غير الملتزمين سبب إصابة النساء بسرطان عنق الرحم
إعداد: إكرام أوشن
عالمياً يعد سرطان الثدي ثاني أكثر السرطانات شيوعاً عند النساء، والسبب الثالث لوفيات النساء من السرطان. خلال سنة 2008 تم تشخيص 530 ألف حالة جديدة وتوفيت 275 ألف امرأة بسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم.
سرطان عنق الرحم يتطور عندما تبدأ خلايا عنق الرحم في النمو بشكل خارج عن السيطرة، ويمكن بعد ذلك غزو الأنسجة المجاورة أو الانتشار في جميع أنحاء الجسم، وعادة ما يتطور سرطان عنق الرحم ببطء شديد. يبدأ الداء بحالة سرطانية تسمى «خلل التنسج». وهي الحالة التي يمكن الكشف عنها بواسطة فحص (مسح عنق الرحم) ويمكن معالجتها في هذه المرحلة.
لا تزال الصحافة ووسائل الإعلام الغربية تتحدث عن السيدة كانديس فوكس، التي استطاعت أن تهزم السرطان من خلال تناول أغذية معينة والامتناع عن أخرى، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية. فوكس أصيبت بالسرطان وحدد لها الأطباء أن تعيش ما بين (3 و5) سنوات على أحسن تقدير، وعندما أخبروها بذلك قالوا لها إن الأمر يتطلب منها تناول الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (C)، والابتعاد عن البروتينات الحيوانية وترك التدخين والمشروبات الكحولية. مع الابتعاد عن التوتر العصبي والبقاء في محيط إيجابي يشجعها على محاربة المرض، أي ألا تنفعل وتحاول دائما أن تفكر بشكل إيجابي للغاية.
ونقلت صحيفة «The Mirror»، عن الطبيب الذي كان يعالج فوكس، قوله إنه فوجئ عندما جاءته فوكس لتكشف عن المرض، بأن الخلايا السرطانية تراجعت بشكل كبير. وقالت الصحيفة إن بروتين الخلايا السرطانية في دم فوكس انخفض من 13 إلى 0.7 نانوغرام، ما يعني أن المرض تراجع بشكل كبير وكأن فوكس لم تكن مريضة أصلا.
العلاقات الجنسية خارج الزواج
يعتبر سرطان عنق الرحم «Cervical Cancer» من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بعد سرطان الثدي، إلا أن الأطباء تمكنوا أخيرا من التغلب على هذا المرض بنسبة كبيرة. وخطورة سرطان الرحم أنه يصيب النساء تحت سن 35، حيث أشارت التقارير الطبية إلى أن نحو 4 ملايين امرأة في بريطانيا وحدها يحملن هذا النوع من السرطانات، غير أنه لا يتطور إلا لدى واحد في المائة فقط، وذلك بسبب العلاجات الفعالة التي تمكن العلماء من التوصل إليها للقضاء على هذا النوع من السرطانات. وذكر مركز أبحاث السرطان في بريطانيا «Cancer Research -U.K»، أن 40 في المائة من حالات سرطان الرحم سببها العلاقات الجنسية خارج نطاق الزوجية، حيث تؤدي العلاقات الجنسية المتكررة مع عدد من الرجال إلى إصابة المرأة بهذا النوع من الأمراض، ولهذا بدأت في بريطانيا حملة توعية للفتيات، خاصة المراهقات، بأخطار إقامة علاقات جنسية لأن ذلك محفز لوجود المرض، أما النسبة الباقية من المريضات، فإن المرض يداهمهن لأسباب أخرى، منها ضعف الجهاز المناعي والإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين، وتناول الوجبات الغنية بالبروتينات الحيوانية، مع تناول أدوية غير موصوفة من قبل الطبيب، (هذه الأدوية تسمى «أدوية الرف» وهي تؤخذ من الصيدليات من دون وصفة طبية)، وعادة ما تكون هذه الأدوية غير مناسبة لخلايا الدم البيضاء «W.B.Cs» المسؤولة عن الجهاز المناعي، وبالتالي كلما زاد تناول هذه الأدوية زادت إمكانية الإصابة بالمرض. ومن هذه الأدوية حبوب منع الحمل وأدوية السعال والصداع العادي والصداع النصفي وأوجاع الرقبة ونزلات البرد. لذا فإن مركز الأبحاث السرطانية في بريطانيا يحذر من تناول أي من هذه الأدوية من دون استشارة طبية، فرغم أنها قد تشفي من السعال أو نزلات البرد أو الصداع، فإن أخطارها على جهاز المناعة تكون قاسية جدا ومضرة جدا، لذا يجب توخي الحذر في تناولها، ولكن لا بأس إذا وصفها الطبيب.. لأن المراكز الطبية باتت تجري فحصا للدم حتى تتم معرفة قدرة الجهاز المناعي ونوعية الدواء الذي يجب وصفه للمريضة. وعادة فإن نتائج هذا الفحص لا تستغرق أكثر من خمس دقائق فقط.
التدخين
العامل الثاني لانتشار سرطان عنق الرحم هو التدخين، وقد يبدو هذا الأمر غريبا إلا أن مركز أبحاث السرطان في بريطانيا أشار إلى أن 7 في المائة من النساء البريطانيات اللواتي يعانين من سرطان عنق الرحم كن مدخنات. ويبدو الأمر غريبا إلى حد ما، إلا أنه من الناحية العلمية، فإن التدخين ينتج مادة كيميائية تسمى «Benzyrene»، وهذه المادة عندما تتكون في الدم فإنها تصل عبر الدورة الدموية إلى جميع أنحاء الجسم، وعندما تصل إلى عنق الرحم فإنها تبدأ في تدمير المادة المخاطية (المادة اللزجة) التي تغطي عنق الرحم، ومع استمرار التدخين تستمر هذه المادة الكيميائية بالتدفق عبر الدم إلى عنق الرحم، ويستمر تدميرها للمادة اللزجة حتى يصاب عنق الرحم بالجفاف، وعندها تبدأ معاناة المرأة، وبعد ذلك تنتقل المادة الكيميائية هذه إلى بطانة الرحم عند ذلك تقوم خلايا تسمى «لانغرهانز- langerhans» بمحاربة المادة الكيميائية، ويمكن لهذه الخلايا أن تنجح في محاربتها ولكن بشرط أن تتوقف المرأة عن التدخين، وإلا فإن خلايا «لانغرهانز» ستتوقف هي الأخرى عن العمل بسبب تدفق المزيد من المادة الكيميائية عبر الدم من عنق الرحم إلى بطانة الرحم، وتصبح حياة المرأة المدخنة على المحك عندما تتوقف خلايا «لانغرهانز» عن العمل كليا لأن المادة الكيميائية «Benzyrene» الناجمة عن التدخين تدمرها هي أيضا. وعادة فإن النسبة الكبيرة من المدخنات يتناولن الكحول أو مدمنات على القهوة، وهنا يكون الخطر مضاعفا. وفي دراسة أخيرة أعدها حول علاقة التدخين بمرض سرطان عنق الرحم، تحت عنوان H.P.V Meta analysis» study»، ركز مركز أبحاث السرطان في بريطانيا على عدد كبير من المصابات، وأشار إلى أن التدخين قادر على تدمير الجهاز المناعي للمدخن، وعندما يكون الجهاز المناعي لأي شخص ضعيفا، فإن أي مرض مهما كان بسيطا يصبح قادرا على تدمير حياته.
ختان الرجال
أشارت الدراسة التي أعدها مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، إلى أن النساء المتزوجات برجال مختونين هم أقل عرضة لسرطان عنق الرحم من غيرهم من النساء المتزوجات برجال غير مختونين. وقالت الدراسة إن الرجال المختونين لا يحملون الـ» H.P.V» إلا بنسبة قليلة جدا لا تكاد تذكر، وبالتالي فإنهم لا ينقلون العدوى إلى زوجاتهم. لذا بدأ المركز يطالب العائلات في بريطانيا بضرورة ختان أطفالهم عندما يولدون حتى لا يكونوا حاملين لعدوى الـ «H.P.V» مستقبلا، وكثيرا ما يتم نقل عدوى الـ «H.P.V» إلى الزوجات إذا كان الأزواج على علاقات نسائية متعددة، حيث يكون الزوج هو المصدر الرئيسي لنقل العدوى إلى زوجته، لذا يجب أن تكون العلاقات الجنسية في إطار الزواج الشرعي فقط.
الحمل
من خلال الدراسة التي قام بها المركز لم توجد أية علاقة بين تكرار الحمل وإصابة المرأة بسرطان عنق الرحم، بل عكس ذلك، فإن تعدد مرات الحمل والرضاعة الطبيعية مهمان لصحة المرأة.. لكن الدراسة أشارت إلى أن الحمل أكثر من سبع مرات قد يسبب للمرأة الإصابة بسرطان عنق الرحم أيضا، كما أن الحمل قبل سن الـ 17 عاما يكون سببا آخر في الإصابة بهذا المرض، مقارنة مع النساء اللواتي يحملن لأول مرة في عمر الـ 25 سنة.
أجواء العمل الملوثة
إذا كانت المرأة تعمل في جو يغلب عليه التلوث الكيميائي، مثل مصانع البلاستيك والأحبار والأصباغ وغيرها، فإن ذلك يجعلها عرضة لمرض سرطان عنق الرحم. وأشارت الدراسة إلى أن هناك مادة كيميائية تطلقها هذه المصانع وتنتشر في الأجواء، ويستنشقها العاملون في هذه المصانع، وتسمى هذه المادة الكيميائية «Tetrachlorethylene». ولهذا، فإن الدراسة أكدت أن المرأة التي تتمتع بمركز مالي جيد أقل تعرضا للمرض، لأنها لا تضطر إلى العمل في مصانع وشركات منتجة للمواد الكيميائية الملوثة.