النعمان اليعلاوي
تعاني الرباط من غياب الشواطئ الصالحة للسباحة، في ظل استمرار إغلاق شاطئ الوداية، والذي كشفت تقارير رسمية غياب الجودة في رماله ومياهه، وهو ما يدفع شباب المدينة إلى اللجوء للسباحة بالجرف الصخري على امداد الشريط الساحلي.
وكشفت مصادر مطلعة أن فرق الإنقاذ للوقاية المدنية تمكنت، الأسبوع الماضي، من انتشال جثة شاب من اثنين كانا قد غرقا في المنطقة، وتم نقل جثة شاب واحد إلى مستودع الأموات، فيما لم تثمر عملية البحث عن انتشال جثة الغريق الثاني، حيث وقع الحادث بعدما كان الشابان يسبحان قبل أن تداهمهما الأمواج العالية وتدفعهما إلى عمق البحر، في ظل الارتفاع الكبير للأمواج.
وكان تقرير حول جودة مياه الاستحمام ورمال شواطئ المملكة في نسخته برسم 2022، قد أكد أنه مـن أصـل 493 محطة مبرمجة لرصد جودة مياه الاستحمام، 430 محطـة تتوفر على العدد الكافي من العينات قصد القيام بعملية التصنيف، مضيفا أنه تم بالتالي تصنيف 379 محطة رصد (أي بنسبة 88,14 في المائة) ذات جودة ميكروبيولوجية مطابقة للمعيار. ومن جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن «51 محطة متبقية (أي بنسبة 11,86 في المائة) فهي غيـر مطابقة لهذه المعايير خـلال هـذا الموسم، وذلك نتيجة التلوث الناتج أساسا عـن مقذوفات المياه العادمـة، وارتفاع كثافة المصطافين، وكذا ضعف التجهيزات الصحية وأيضا التغيرات المناخية، خاصة تـدفق مياه الأمطار الملوثة إلى الشواطئ عن طريق مجاري المياه». ومن بين الشواطئ التي أشار التقرير إلى كونها غير صالحة للسباحة 5 محطات بجهة الرباط سلا القنيطرة، على رأسها شاطئ الوداية بالرباط.
في السياق ذاته، أوضحت المصادر أنه رغم الانتقادات التي تلاحق جودة مياه شاطئ الرباط، الوحيد، فإن تأخر أشغال بناء وتهيئة شاطئ الرباط والتي خصص لها غلاف مالي يناهز 27,8 مليون درهم، أي ما يعادل 2,7 مليار سنتيم، زاد من الأزمة. وقالت مصادر من مجلس مدينة الرباط إنه كان من المسطر أن تنتهي الأشغال بالشاطئ في غضون العام الماضي، غير أن ارتباطه أيضا بترميم البنايات العتيقة لقصبة الوداية في إطار مشروع إعادة الاعتبار للتراث المعماري للمدينة قد أخر انتهاء الأشغال، منبهة إلى أن الشاطئ سيستقبل الزوار خلال صيف العام الجاري.