بعد أسبوع على تفكيك المصالح الأمنية بالدار البيضاء لعصابة إجرامية تتزعمها سيدة متخصصة في ترويج «الكونطرات» الوهمية مقابل مبالغ مالية كبيرة، أطاح تنسيق أمني استخباراتي بولاية أمن فاس بشبكة إجرامية مماثلة وصفت بالخطيرة، جنت هي الأخرى الملايين من خلال الترويج لعقود عمل وهمية بالخارج.
القاسم المشترك بين العصابتين هو ترؤسهما من طرف نساء، حيث كشفت التحريات أن مسيرة وكالة للأسفار بتازة وشريكة لها هما المدبرتان للشبكة الإجرامية بفاس ومدن أخرى بالاعتماد على وسطاء، تم اعتقال أحدهم بمدينة فاس وعرضه رفقة المتهمين على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية فاس، صباح أمس الأربعاء.
وأفادت مصادر أمنية رسمية ضمن التفاصيل بأن عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس، تمكنت، الاثنين الماضي، بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف ثلاثة أشخاص، وهم مسيرة وكالة للأسفار وشريكتها ووسيط، وذلك للاشتباه في تورطهم في نشاط عصابة إجرامية متورطة في النصب والاحتيال بدعوى توفير فرص عمل في الخارج.
المصادر ذاتها أكدت أن مصالح الأمن الوطني كانت قد توصلت بشكايات من مجموعة من الضحايا تنسب للعاملين بوكالة للأسفار تقع بمدينة تازة، ارتكاب عمليات نصب بدعوى التوسط لهم في توفير عقود عمل وهمية بدول أجنبية مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 70.000 و100.000 درهم، حيث تم فتح بحث قضائي أسفر عن تحديد هوية المشتبه فيهم وتوقيفهم.
ومكنت عمليات التفتيش المنجزة على ضوء هذه القضية، تضيف نفس المصادر، من حجز إيصالات تتضمن مبالغ مالية سددها الضحايا، فضلا عن مجموعة من الاعترافات بالدين، وعقود عمل وهمية في اسم الغير، وهواتف نقالة تحمل آثارا رقمية لعمليات النصب والاحتيال.
وقد تم إخضاع المشتبه فيهم الثلاثة لتدبير الحراسة النظرية في إطار البحث المنجز تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، بينما لازالت الأبحاث والتحريات متواصلة بغرض توقيف مشتبه فيه رابع متورط بدوره في هذا النشاط الإجرامي.
ويرتقب أن تكشف الأبحاث التفصيلية التي سيخضع لها المتهمون الثلاثة، خاصة المتهمة الرئيسية مسيرة وكالة الأسفار عن امتدادات الشبكة، وكل التفاصيل المرتبطة بعمليات النصب التي تم تنفيذها باسم الوكالة، كما ينتظر أن يتم استدعاء عشرات الضحايا الذين عثرت فرق التحقيق عن أسمائهم ونسخ من وثائقهم الإدارية لدى المتهمتين.