شوف تشوف

الرئيسيةسري للغاية

الدليمي حل بروما سنة 1979 ليتابع ملف تزوير خاتم تمديد جوازات المغاربة

توقفنا عند قرار عدم تجديد صلاحية الجواز المغربي في نهاية السبعينيات بالنسبة للمهاجرين المغاربة الذين لا يتوفرون على عمل قار في إيطاليا لكي يعودوا إلى المغرب. وقلتَ إن هذا فتح الباب أمام التزوير..
+نعم توصلنا بمعلومات من مهاجرين مغاربة كانوا يشكلون بالنسبة لي مصدرا مهما للمعلومات، يقولون إن سيدة إيطالية مسنة راكمت ثروة من وراء تزوير خاتم تمديد صلاحية الجواز المغربي..

قبل أن نواصل قصتها، كان أيضا معارضون مغاربة يعيشون في إيطاليا ودول أوربية أخرى، هل شملهم هذا القرار أم أنهم كانوا غير معنيين بحكم أن أغلبهم كما تعلم كانوا يحملون جوازات دول عربية كالجزائر؟
+القرار شمل جميع من لا يتوفرون على عقود عمل بموجبها نجدد لهم صلاحية الجواز لسنتين أو ثلاث سنوات. لكن كانت السفارة تتوفر على منشورات نتوصل بها من الرباط تحمل أسماء وصور الهاربين المغاربة المحكومين بأحكام طويلة غيابيا. وكانت التعليمات تمنع تمديد صلاحية الجواز المغربي أو إصداره لصالحهم. وكان الجنرال الدليمي شخصيا يتابع هذا الأمر.

هل رفض تجديد مدة صلاحية جوازات مواطنين مغاربة ينتمون للمعارضة؟
+نعم رفض منح مواطن مغربي الجواز المغربي رغم أنه أعلن أنه يريد العودة إلى المغرب وجاء محققون لاستجوابه والتأكد من نواياه ورغم ذلك منع الجنرال الدليمي دخوله إلى المغرب..

سوف نعود إلى تفاصيل هذه القصة. نواصل الآن في مسألة تزوير خاتم السفارة المغربية في روما على الجوازات..
+نعم حتى لا تختلط الخيوط. فهذه القصص مترابطة في الحقيقة.
المهم أنه بمجرد ما راسلتُ الرباط في الموضوع، كان موظف “لادجيد” Chef de Station كما يقال، يأتي إلى مكتبي ويخبرني أنهم في الرباط يسألون باستمرار عن هوية الشخص الذي يقوم بهذا التزوير وأنه يتعين علينا كشفه وإغلاق هذا الملف.

ماذا تقصد بالرباط؟ وزارة الخارجية أم مكتب الجنرال الدليمي؟
+مدير ديوان الجنرال الدليمي على وجه التحديد. يتعلق الأمر بالسيد عبد اللطيف العلوي المدغري. فقد كان مدير الديوان يرسل رسائل يخبرنا فيها أنه يجب التعاون مع الأمن الإيطالي وإيقاف التزوير حتى لا تكون له تداعيات أمنية.
كان هناك تخوف من لجوء المعارضين إلى تزوير تمديد الجواز ويدخلوا به إلى المغرب أو أن يتطور الأمر إلى إصدار جوازات مغربية مزورة من طرف هذه الشبكة، خصوصا وأننا كنا نعيش تداعيات ملف مارس سنة 1973 حيث تسلل معارضون عبر الحدود الشرقية وحاولوا القيام بثورة مسلحة ضد النظام.

طيب كيف تم حل هذا الملف؟
+أولا، تعاون معي مهاجرون مغاربة اعتادوا على جمع الأخبار من أجلي. كان هناك شبان أصولهم من الدار البيضاء، يعيشون من عائدات بيع بعض الأغراض البسيطة في الشوارع. كانوا باعة متجولين. بالإضافة إلى رجلين ينحدران من نواحي منطقة سوس، ورزازات بالضبط، وكانا لا يلفتان الانتباه إليهما. فقد كانا يجلسان في مقهى يجتمع فيه المهاجرون المُسالمون، البعيدون تماما عن الحانات والمشاكل مع الأمن الإيطالي. وزوداني بمعلومات مفادها أن سيدة إيطالية في عقدها السادس تقريبا، وتملك فندقا في روما، هي التي تزور خاتم السفارة المغربية وتمدد صلاحية جواز السفر للمغاربة الذين تمنع السفارة تمديد مدة صلاحية جوازاتهم.
عندما عدت إلى السفارة لكي أرسل معلومات عن الموضوع وجدت أن رئيس المركز قام بإرسال تقرير يقول فيه إن موضوع “التزوير” فارغ وأنه لا يستدعي الاهتمام، وأن الأمور تحت السيطرة.

هل يعني قولك أنه أرسل تقريرا مناقضا للتقرير الذي تريد أنت إرساله؟
+كان هذا سبب توظيفي أصلا لصالح “لادجيد”، لكني قررت أن أتريث لكي أعرف سر طي رئيس المركز للموضوع. المفاجأة أن الجنرال الدليمي جاء إلى روما يومين أو ثلاثة أيام فقط بعد إرسال ذلك التقرير. والمثير أنه سألنا عن هذا الملف تحديدا، فقد كان يريد معرفة تفاصيل تداعيات تزوير خاتم تمديد صلاحية الجوازات.

هل كنتم في اجتماع معه؟
+لم يكن اجتماعا رسميا. كانت دردشة فقط بعد تناول العشاء. وكان معه مدير ديوانه عبد اللطيف العلوي المدغري. وعندما انتهى العشاء التفت الجنرال إليّ وإلى رئيس المركز الذي عيّنه في روما، وسألنا قائلا: “شنو قصة هاد التزوير ديال الباسبورات؟”. لأنه اطلع سابقا على التقرير الأول الذي حذرت فيه من تفشي هذا الخبر في أوساط المهاجرين. وقبل أن أجيب نطق الآخر مؤكدا للجنرال أن الموضوع فارغ تماما وأنه لا يستدعي كل هذا الاهتمام وزاد أنه غير صحيح. أي أنه نفى التزوير.
ولحظتها وجّه عبد اللطيف المدغري رحمه الله نظراته إليّ وكأنه يبحث عن تأكيد لكلام زميلي في السفارة، فغمزته ليفهم أن القضية فيها “إنّ”.
وأعطى الجنرال الدليمي تعليمات صارمة بعدم استسهال القضية.
ولم أعلم وقتها أن القضية على وشك أن تنفجر إذ توصلتُ إلى معطيات خطيرة في الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى