محمد سليماني
تمكنت عناصر الدرك الملكي بمركز جماعة تغجيجيت التابعة لإقليم كلميم، من تفكيك لغز توالي اندلاع الحرائق بواحات المنطقة، وذلك بعد إيقاف أحد المشتبه فيهم.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد جاء إيقاف المشتبه فيه عقب اندلاع حريق آخر في أشجار نخيل واحة «دودرا تكموت» بجماعة تغجيجيت بعد زوال يوم الجمعة الماضي، حيث تمت السيطرة عليه وإخماده بعد ذلك، وتم فتح بحث من قبل عناصر الدرك، لتسفر التحقيقات عن إيقاف أحد المشتبه فيهم، والذي دأب على صنع مسكر ماء الحياة وسط نخيل الواحة، بعيدا عن منازل السكان، مستغلا خلو الواحة من المارة، ومستعملا في ذلك قنينات الغاز وأنابيب بلاستيكية ونحاسية للتقطير، وغيرها من الوسائل المستعملة، مما يعرض الواحة لخطر الحرائق بين الفينة والأخرى. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه رهن تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث الجاري في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بكلميم.
وكانت واحة «تكموت» بمنطقة تغجيجت، قد اندلعت بها النيران نهاية شهر يوليوز الماضي، حيث التهمت مساحات شاسعة من أشجار النخيل، وأتت على عدد كبير من أشجار النخيل وبعض المزروعات المعاشية التي يعتمد عليها السكان المحليين في معيشتهم، إضافة إلى مزروعات أخرى خاصة بالماشية. ومنذ بداية الحريق، حاول السكان المحليون، تطويقه بإمكانياتهم الذاتية، وإخماد ألسنة اللهب، غير أن هبوب رياح الشركي الحارة، والارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي تعرفتها المنطقة خلال فصل الصيف، زاد من اتساع رقعة النيران، مما جعل جهود الساكنة تبقى محدودة، ولم تفض إلى السيطرة على الحريق، إلا بعد تدخلات مكثفة. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيه هذه الواحة إلى الحريق، فقد سبق أن اندلع بها حريق في نونبر 2020، وقد تعرضت خلالها عشرات الأشجار للتلف، وتحولت مساحات كبيرة إلى رماد.
ومن بين المشاكل الكبيرة التي تعيق السيطرة على الحرائق التي تندلع بالواحات بسرعة فائقة، والحيلولة دون امتداداها الكبير، وبالتالي ارتفاع حصيلة الخسائر المادية، هو انعدام مسالك ومسارات للشاحنات والجرارات الصهريجية داخل الواحات، حيث إن صعوبة المرور داخل الواحة ووعورة التضاريس وغياب المسالك الداخلية يعيق التدخل السريع والفعال، الأمر الذي يدفع المتدخلين في الإطفاء للاعتماد على وسائل يدوية خلال التدخلات.