علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن مصالح الدرك الملكي بسرية الرماني، التابعة للقيادة الجهوية بالخميسات، تمكنت بتنسيق مع المركز الترابي للدرك بالبراشوة، من تفكيك عصابة إجرامية خطيرة حاولت اختطاف فتاة قاصر من أجل اغتصابها.
وأحالت عناصر المركز القضائي كل أفراد العصابة على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل أن يحيلهم الوكيل العام بدوره على قاضي التحقيق في حالة اعتقال، ملتمسا تعميق الأبحاث معهم حول التهم الموجهة إليهم، والمتعلقة بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات وفي اعتراض السبيل والتهديد بالأسلحة البيضاء، ومحاولة اختطاف قاصر من أجل اغتصابها، والاعتداء على مواطنين، والتسبب لأحد الضحايا في عاهة مستديمة.
وحسب مصادر «الأخبار» فإن المتهمين الخمسة، وثلاثة منهم غادروا السجن قبل شهر تقريبا، روعوا منطقة زعير وتحديدا الجماعات الممتدة بين المنزه بتراب عمالة الصخيرات تمارة والرماني بإقليم الخميسات، حيث كانوا يستعملون ناقلة ويتحركون على متنها بين هذه المواقع، مستهدفين كل من صادفوه في طريقهم على امتداد هذه المسافة.
ووفق شكايات العشرات من الضحايا، فإن مداهمات العصابة وأفعالها الإجرامية اتسمت بخطورة بالغة، حيث كان يعمد أفرادها إلى الالتفاف حول الضحية بعد اعتراض سبيله ليلا وسرقته بسرعة قياسية تحت التهديد، قبل أن يلوذوا بالفرار، في الوقت الذي أنهوا بعض العمليات الإجرامية باعتداءات خطيرة في حق كل من أبدى مقاومة ورفض الاستسلام وتمكينهم من ممتلكاته.
وتبقى محاولة اختطاف فتاة قاصر وهي تلميذة بمنطقة البراشوة، أخطر جريمة استنفرت الأجهزة الأمنية بالخميسات، حيث توصلت عناصر الدرك بإقدام العصابة على اختطاف الضحية ووضعها في السيارة من أجل نقلها إلى مكان مجهول بغية اغتصابها، إلا أن يقظة مصالح الدرك بالمنطقة حالت دون وقوع الكارثة، حيث تمت محاصرة أعضائها بمدخل الرماني واعتقالهم.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن مصالح الدرك عرضت أفراد العصابة وهم من ذوي السوابق القضائية، حيث إن ثلاثة منهم غادروا أخيرا السجن، على الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، حيث قرر إيداعهم سجن العرجات بتهم ثقيلة، في وقت ما زالت تخضع فيه الفتاة القاصر للعلاج النفسي، بسبب الاعتداء البشع الذي تعرضت له من طرف العصابة، وقد تقاسمت مع الضابطة القضائية والنيابة العامة تفاصيل صادمة عن ساعة من الجحيم عاشتها مع أفراد العصابة، قبل اعتقالهم.
وحسب مصادر الجريدة، فقد استمعت الضابطة القضائية بمركز البراشوة والأماني وعين العودة والمنزه إلى العديد من الضحايا، الذين شرعوا في التقاطر على مقرات المراكز الترابية والسرايا بالمنطقة، من أجل تجديد وتثبيت الشكايات ضد أفراد العصابة. كما أجرت عناصر الدرك مواجهات مباشرة بين المتهمين وبعض الضحايا من أجل التعرف عليهم، كما وقع مع الفتاة القاصر التي أصيبت بالإغماء بعد رؤيتها للمتهمين.