حاورته: لمياء جباري
تشارك الشركة الملكية لتشجيع الفرس (SOREC) في النسخة 16 لمعرض الفلاحة بمدينة مكناس. في هذا الحوار يقدم الدكتور هشام الدباغ، المدير العام المساعد بالشركة، تعريفا بأهمية قطاع الفروسية.
- اعتبارًا من عام 2021، قامت شركة «SOREC» بدمج استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، كيف تتناسب الشركة مع هذه الاستراتيجية؟
+ كان طموح الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفروسية، التي تم تنفيذها سنة 2011، جعل المغرب بلدا للخيول وقطاع الفروسية محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى مدى أكثر من عشر سنوات، كرست شركة SOREC نفسها لهذه المهمة، حيث حرصت، على وجه الخصوص، على بناء أسس هذا القطاع من خلال التحسين الوراثي وزيادة عدد قطعان الخيول، حماية وزيادة عدد الخيول البربرية، تطوير وتجديد وتحديث المشاريع الكبرى بهدف تزويد البلاد بالبنية التحتية لسباق الخيل المطابقة للمعايير الدولية وإطلاق العديد من المبادرات لتطوير الاستخدامات الحديثة والقديمة للحصان. بعد تثبيت الأساسيات، انتقلت شركة SOREC إلى استراتيجية الأداء والربحية. أصبح العنصر البشري الآن في قلب جميع قراراتنا. اعتبارًا من عام 2021، قامت شركة SOREC بدمج استراتيجية الجيل الأخضر الجديد 2020-2030 التي تهدف- أولا- إلى إعطاء الأولوية للعنصر البشري، ولنشوء طبقة وسطى زراعية قادرة على القيام بدور مهم في التوازن الاجتماعي والاقتصادي للبيئة القروية. فعندما نعطي الأولوية للعنصر البشري سيتحسن دخل مربي الخيول مما سيعطينا خيولا ذات جودة عالية وبقيمة مرتفعة في السوق. نقوم بذلك من خلال عدة مبادرات، منها تقديم تعويض مادي أو «زرورة» عند ولادة خيل. بدأنا مرحلة جديدة لتنشيط القطاع، والهدف تعزيز السلالات وتحقيق الدخل من استخدامات الخيول، بالإضافة إلى ظهور أنظمة بيئية قابلة للحياة اقتصاديًا ومستقلة ماليًا. ومن استخدامات الخيول نذكر «التبوريدة»، سباقات الخيل، سياحة الفروسية التي نجدها في أغلب المدن السياحية المغربية، مسابقات «رالي الفروسية»، وكلما زادت استخدامات الخيل ترتفع قيمته السوقية، مما يمكن ملاك الخيول من الاستفادة ماديا وهذا ما سيؤدي إلى ظهور طبقة متوسطة في هذا القطاع. وأريد أن أشير إلى أن هذا القطاع «صناعة» متكاملة تشارك فيها العديد من المهن والخدمات، فمثلا في فن «التبوريدة» هناك الأزياء التقليدية والسرج والأكسسوارات، مما ينعش العاملين في الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى الطبيب البيطري الذي يقوم بالفحوصات وإعطاء الأدوية اللازمة للخيول، وأيضا الشخص الذي يقوم بالاهتمام بالخيول، ففي المتوسط لكل أربع خيول يجب توفر شخص للاهتمام بحاجياتها.. إضافة إلى سياحة الفروسية والبيئة، سيما من خلال إنشاء البنية التحتية والخدمات اللازمة على مستوى المنتزهات الوطنية والمناطق المحمية، وتنظيم الأنشطة الرياضية المرتبطة بسياحة الفروسية من أجل تشجيع المتنزهات الوطنية وتطوير هذا الاستخدام فضلا عن تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الفرسان الذين يمارسون أنشطتهم في المنتزهات الوطنية في مجال احترام القوانين وقواعد السلامة ورفاهية الفرس. كل هذا يدل على أن قطاع الفروسية نظام بيئي متكامل يشغل العديد من الأشخاص والقطاعات.
حصلت صناعة الفروسية على عقد برنامج جديد على هامش معرض الفرس بالجديدة، ما الأهداف وما وسائل تحقيقها؟
تم التوقيع على عقد برنامج جديد لتطوير سلسلة القيمة لقطاع الفروسية، يوم 21 أكتوبر 2023، على هامش الدورة الرابعة عشرة لمعرض الفرس الجديدة. تم إبرام هذا العقد برنامج الجديد، المتعلق بتنمية سلالات الخيول العربية الأصيلة ودعم قطاع «التبوريدة» بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الاقتصاد والمالية من ناحية، والجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية (FRMSE)، والجمعية الملكية لتشجيع الفرس (SOREC)، ومجموعة القرض الفلاحي المغرب، والجمعية الوطنية لمربي الخيول البربرية والبربرية-العربية والجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية «التبوريدة» من جهة أخرى. يستند هذا العقد برنامج على أساسين وفقاً لاستراتيجية الجيل الأخضر. يهدف الأساس الأول، الذي يعطي الأولوية للعنصر البشري بالأساس، إلى المساهمة في انبثاق طبقة وسطى من المهنيين في هذا القطاع كما ذكرت سابقا. والأساس الثاني، المتعلق باستدامة تطوير سلسلة قيمة الخيول، يكمل الأساس الأول، من خلال التأكيد على الحفاظ على سلالات الخيول البربرية والبربرية-العربية من خلال توسيع استخدامها. ويشمل العقد برنامج جميع حلقات سلسلة القيمة التي تسمح بإنتاج خيل «التبوريدة» مع احترام التقاليد وسلامة الخيول. بالإضافة إلى ذلك، ستعمل التدابير المتخذة في إطار هذا العقد برنامج على ضمان أسس استدامة سلسلة قيمة الخيول المكونة من الخيول البربرية والبربرية- العربية بفضل تثمينها من خلال تنويع استخدامها المعقلن والملائم. وبالتالي ستساهم في تحسين الأداء وتثمين الخيول البربرية والبربرية- العربية في المغرب ودوليا.
تجدر الإشارة إلى أن هذا العقد برنامج مقسم إلى عقدي برنامج فرعيين، الأول يخص تطوير سلالات الخيول البربرية والبربرية-العربية والثاني دعم سلسلة «التبوريدة». تقدر الميزانية الإجمالية لهذا العقد برنامج، خلال الفترة 2024-2030، بمبلغ 1 مليار درهم، 68 بالمئة منها مساهمة للدولة.
SOREC شريك لمعرض الفلاحة بمكناس لسنوات عديدة، ما المميز في مشاركتكم في هذه النسخة؟
+ في هذه النسخة، أرادتSOREC الترويج لعقد البرنامج وتقديم طموحاتها وتفاصيلها بالإضافة إلى أسسها. ورغم أن معرض الفلاحة مخصص للفلاحين والزراعات بشكل خاص، لكننا ارتأينا تقديم معلومات كافية حول عقد البرنامج لأن أغلب الفلاحين يتوفرون على خيول ويقومون بتربيتها وتشغليها، إذن حضورنا سيكون مهما للتعريف أكثر بالبرنامج والإجابة عن جميع تساؤلاتهم. وللتذكير فإن عقد البرنامج يقوم على أساسين: إعطاء الأولوية للعنصر البشري للمساهمة في ظهور طبقة وسطى من المهنيين الاجتماعيين في القطاع، وإدامة الخيل البربري والعربي البربري من خلال التوسع في استعمالهما ومواصلة تطوير قطاع «التبوريدة».