رصد اختلالات والاستماع لقياد ومقاولين وأعوان السلطة
محمد وائل حربول
علمت «الأخبار» من مصدر مطلع أن مدينة اليوسفية تعيش على صفيح ساخن، منذ الأسبوع الماضي، حيث قررت مصالح وزارة الداخلية، الجمعة المنصرم، توقيف باشا المدينة عن مزاولة مهامه، إذ قامت بتوجيه مذكرة عاجلة إلى مصالح عمالة اليوسفية في هذا الشأن. كما وجهت المصالح ذاتها برقية إلى الباشا المذكور للالتحاق بالمصالح المركزية للوزارة بالرباط.
وأفاد المصدر نفسه بأن لجنة من المفتشية العامة لوزارة الداخلية حلت يوم الاثنين الماضي، بمقر عمالة اليوسفية، وذلك مباشرة بعد القرار الذي اتخذ في حق باشا المدينة، حيث بدأت اللجنة تحقيقا مفصلا حول عدد من الملفات الحارقة المرتبطة بموضوع توقيف الباشا، إذ وفي هذا الصدد أكد المصدر ذاته على أن لجنة المفتشية العامة استمعت خلال اليوم نفسه إلى قياد المقاطعات الثلاث بالمدينة، حيث انطلق الاستماع إليهم مباشرة بعد انتهاء فترة مزاولة عملهم الروتينية مساء، ليستمر الاستماع إليهم حتى منتصف الليل، فيما لم يتم تحديد نوعية الأسئلة التي تم توجيهها إليهم، وهل تتعلق جميعها بموضوع باشا المدينة.
وخلال أول أمس الثلاثاء، استمعت اللجنة ذاتها إلى عدد من أعوان السلطة بمختلف رتبهم على مستوى المدينة، وذلك ضمن المهمة التي جاءت لأجلها اللجنة المذكورة من الرباط، حيث استمعت بداية وفق مصدر خاص إلى عدد من «الشيوخ»، دون معرفة نوعية الأسئلة التي تم توجيهها إليهم، وهل تتعلق فقط بباشا المدينة الموقوف، أو بعدد من الملفات الحارقة والتي من ضمنها مجموعة كبيرة من البنايات العشوائية. كما استمعت بعدها إلى عدد من «المقدمين» كل واحد منهم على حدة، للأسباب نفسها التي جاءت من أجلها اللجنة.
وأكد المصدر ذاته على أن لجنة وزارة الداخلية انتقلت، أول أمس، مباشرة بعد إنهاء التحقيق مع أعوان السلطة، للاستماع إلى عدد من المقاولين المعروفين باليوسفية، والذين أدلوا بشهادتهم في حق باشا المدينة، كما أوضحوا العلاقات التي كانت تربطهم به، وهو الشيء الذي جعل عددا آخر من المقاولين على مستوى اليوسفية يتقدمون لعرض إفادتهم في القضية نفسها، غير أن اللجنة لم تستمع إليهم، كما ذكر المصدر ذاته، على أن دائرة المقاولين والمرتبطين بهذه القضية بدأت تتسع، سيما بعد تقديمهم لشكايات رفعت إلى الإدارة العامة لوزارة الداخلية، إذ من المتوقع أن تستمع إليهم اللجنة المذكورة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي هذا السياق، تناقلت مجموعة من وسائل الإعلام المحلية خبر عودة الباشا، أول أمس الثلاثاء، إلى مدينة اليوسفية قادما إليها من الرباط، وذلك على إثر استدعائه من طرف المصالح المركزية لوزارة الداخلية، حيث ذكرت وفق مصادرها على أن اللجنة ستستمع إليه اليوم أو غدا على أبعد تقدير في عدد من الملفات المرتبطة بالمقاولين المذكورين من جهة، والمرتبطة ببعض القضايا الأخرى، والتي من بينها إنشاء صفحات فايسبوكية على شكل ذباب إلكتروني لمهاجمة بعض شخصيات المدينة والإقليم من جهة أخرى.
وحسب مصادر متطابقة تواصلت معها «الأخبار» في هذا الصدد، إضافة إلى ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية نفسها، فقد فتحت اللجنة تحقيقا موازيا حول مجموعة كبيرة من التدوينات التي نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي واطلعت عليها الجريدة، حيث كشفت هذه التدوينات والتي تم وضعها من قبل صفحات وهمية عن معطيات دقيقة لمجموعة كبيرة من المشاريع التي أنجزتها عمالة اليوسفية، أو التي هي في طور الإنجاز أو تلك المزمع إحداثها، وتم الكشف عن الميزانية المخصصة لها. كما أن الصفحات ذاتها قامت بالتشهير بعدد من رجال السلطة على مستوى اليوسفية، ومجموعة من الصحافيين والحقوقيين بالمدينة.