تطوان: حسن الخضراوي
أفادت مصادر مطلعة بأن مصالح وزارة الداخلية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة تحركت، قبل أيام قليلة، من أجل معالجة جمود هيكلة ملفات مناطق سياحية بشفشاون وتطوان، حيث تجري عمليات القيام بدراسات تقنية وهندسية لتهيئة الفضاءات السياحية وتجهيز الطرق ومواقف السيارات، مع تجويد الخدمات والتنسيق لبناء فنادق جديدة ودعم إنشاء مراكز سياحية مهيكلة.
واستنادا إلى المصادر عينها، أشرف عامل شفشاون على إعطاء انطلاقة الأشغال المتعلقة بتهيئة الموقع السياحي «واد القنار»، الذي يعد مشروعًا استراتيجيًا هاما يهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متميزة، عبر تحسين البنيات التحتية وتطوير الخدمات السياحية. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في دعم القطاع السياحي بالإقليم، ما سيمكن من خلق فرص استثمارية جديدة، وتعزيز التنافسية السياحية على المستوى المحلي والجهوي، وسيساهم، كذلك، في تحسين فرص الشغل، سيما في صفوف الشباب، من خلال الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة.
وأضافت المصادر عينها أن عمالة تطوان تشرف على القيام بالعديد من الدراسات التقنية والهندسية لتحويل المنطقة السياحية الزرقاء إلى منطقة سياحية جاذبة للسياح والاستثمارات السياحية وتوفير مناصب الشغل، وذلك من خلال التنسيق مع المؤسسات المعنية لهيكلة البنيات التحتية وتوفير وسائل النقل وتوسيع الطاقة الاستيعابية لتواكب التحضير لتنظيم تظاهرات عالمية.
وعلى الرغم من التنوع الطبيعي الذي تزخر به مناطق سياحية بالشمال، وتواجدها بين الجبال والشواطئ والشلالات والمناظر الخضراء التي تسلب الألباب بإطلالتها البهية على الساحل الشمالي وضفة البحر الأبيض المتوسط، إلا أن جلها تعاني التهميش وغياب البنيات التحتية، فضلا عن غياب الفنادق المصنفة والاعتماد على الموسمية في السياحة، في غياب استراتيجية واضحة لدعم القطاع من أجل تحويله من سياحة شهري يوليوز وغشت صيفا إلى سياحة دائمة تمكنها المساهمة بقوة في التنمية والتشغيل.
وترتكز مطالب سكان المناطق السياحية بتطوان وشفشاون والمضيق والحسيمة..، على دعم المبادرات والاستثمارات في الفنادق ودور الضيافة التقليدية حسب كل منطقة، وتوفير الطرق بمعايير تسهل وصول السياح إلى الوجهة المنشودة، والرفع من جودة الخدمات، وجلب استثمارات في الفنادق، والتنسيق للتعاقد مع شركات ومكاتب سياحية عالمية، وكذا بحث تشجيع السياحة الداخلية والخارجية بشكل دائم عوض اعتماد الموسمية، ناهيك عن توفير أجواء ممارسة رياضات جبلية وممارسة هوايات الغطس والسباحة والصيد البري والبحري.
ويرى العديد من المهتمين أنه، مع تنظيم المغرب لكأس العالم لكرة القدم 2030 بمشاركة البرتغال وإسبانيا، يمكن استغلال المؤهلات الطبيعية بالمناطق السياحية بالشمال، منها الجبال والشلالات والغابات والينابيع، والتراث الجبلي الرائع، الذي يرتبط بتاريخ مقاومة المستعمر، وفق الحفاظ على روح «تمغربيت» والتشبث بالهوية المغربية.