سيدي إفني: محمد سليماني
أثار استغلال مجموعة من المساجد بالنفوذ الترابي لعمالة إقليم سيدي إفني، في الدعاية السياسية وتنظيم بعض اللقاءات والاجتماعات بين بعض الفاعلين السياسيين والجمعويين، حفيظة جمعيات رعاية المساجد والسكان.
وفي هذا الصدد دخلت عمالة إقليم سيدي إفني على الخط، حيث وزعت يوم تاسع غشت الجاري برقية مستعجلة تحمل رقم 860 على باشوات كل من مدن سيدي إفني، والأخصاص ومير اللفت، إضافة إلى كل من رئيس المجلس العلمي المحلي، والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية من أجل التدخل الصارم لاحترام حرمة المساجد التي تقام فيها الشعائر الدينية، وعدم التدخل في شؤون الأئمة، باعتباره اختصاصا حصريا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والعمل على التقيد بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في هذا الإطار، إضافة إلى منع ممارسة أي نشاط جمعوي أو سياسي أو نقابي داخل المساجد. كما دعت البرقية باشوات الإقليم، إلى عقد لقاءات مع جمعيات رعاية وتسيير المساجد، وذلك بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي المحلي، من أجل توضيح اختصاصات ومهام كل المتدخلين وحدودها.
واستنادا إلى المعطيات، فقد جاء دخول عمالة سيدي إفني على الخط، بناء على تتبع الحقل الديني بالإقليم، والذي كشف عن تزايد الشكايات المتعلقة بالشأن الديني، وخاصة الشكايات الصادرة عن جمعيات رعاية المساجد، وسكان مجموعة من الجماعات بالإقليم.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن تدبير الشأن الديني بعدد من المناطق بإقليم سيدي إفني، أصبح محل تجاذبات بين الفرقاء السياسيين، حيث إن البعض يحاول فرض سيطرته على المساجد باعتباره مكانا يجمع كل السكان، حيث يقوم بالتدخل في شؤون الأئمة، بل يطالب البعض بتغيير هذا الإمام أو ذاك في حالة لم يساير رغبات بعض الأعيان، واستمالة هذا الإمام إلى صف الآخر. وبحسب المصادر، فقد تطور الأمر في بعض الجماعات إلى التدخل في اختصاصات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص تدبير المساجد والقيمين الدينيين، إذ إن البعض ما يزال يعتقد أن تغيير إمام مسجد بإمام آخر موال له من اختصاص سكان الجماعة، وأن المسجد نفسه في ملكية السكان يحق لهم تدبيره بالطريقة التي تروقهم.
ومن الأمثلة التي تكشف ممارسات استغلال المساجد في أمور لا علاقة لها بالشأن الديني، إقامة حفل تكريم قائد إحدى قيادات إقليم سيدي إفني داخل مسجد المنطقة قبل سنتين، حيث تمت دعوة مجموعة من المواطنين لتكريم قائد هذه المنطقة، حيث تناوب على تناول الكلمة منتخبون وفاعلون مدنيون وسياسيون، مما يبين الاستغلال الواضح للحقل الديني في نشاط تكريمي لقائد المنطقة.