هشام الطرشي
خلال تقديمه لمجموعة من التفاصيل المرتبطة بالخلية الارهابية التي تم تفكيكها بطريق متزامنة بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، أفاد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن الخلية الإرهابية المكونة من خمسة أفراد تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة، كانت تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية، ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب.
وأوضح الخيام خلال الندوة الصحافية التي عقدها صباح اليوم الجمعة بمقر “BCIJ” بمدينة سلا، أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بتحركات أفراد الخلية الإرهابية وترصد تحركاتهم على مدار الساعة، ميدانيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. مؤكدا أن الخبرة التقنية والعلمية النوعية التي تتوفر عليها المؤسسات الأمنية والتراكم الذي حققته الأجهزة الاستخباراتة الوطنية في حربها على الإرهاب، يجعلها مؤهلة لتتبع الحاملين للأفكار المتطرفة، والتدخل في الوقت المناسب لإفشال مخططاتهم الهدافة.
وأشار المتحدث إلى أن حرص الأجهزة الأمنية على تجنيب المملكة حمام دم وضحايا، وبعد عملية الرصد والتتبع والمراقبة الدقيقة لهؤلاء العناصر والتي استمرت فترة زمنية معتبرة، حيث تم التأكد من بلوغهم مراحل متطورة من الاستعداد لتنفيذ مخططاتهم المتطرفة، قرر وضع خطة أمنية محكمة للتدخل الميداني على مستوى المدن التي يتواجد بها اأفراد هذه الخلية.
وأوضح مدير “البسيج” أن نتائج الخبرة التقنية التي أجريت على المحجوزات والمضبوطات حين مداهمة أماكن تواجد أفراد الخلية الخمسة واعتقالهم، بيّنت أنهم بلغوا مرحلة التركيب والتهييئ لعدد من العبوات والأحزمة الناسفة والسترات المفخخة التي تحتوي على مواد متفجرة، والتي كانت ستستعمل في استهداف شخصيات عمومية وعسكرية، ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب.
وحين تطرقه لأفراد الخلية الإرهابية، قال الخيام إن أميرها هو الذي تم اعتقاله بمدينة تمارة، وأظهرت التحريات أنه اشتغل فترة كبائع سمك، وله سوابق إجرامية وسجنية ما بين عامي 2004 و2006، ومعروف بتكوينه لعصابة إجرامية تنشط بالمنطقة سابقاً، قبل أن يخوض تغييرا جذريا من عالم الإجرام إلى عالم التطرف والإرهاب.
أما باقي أعضاء الخلية فأوضح المتحدث أنهم اشتغلوا في مهن بسيطة مثل النجارة، والفلاحة، والترصيص، والصباغة. مشيرا إلى أن عضو الخلية الذي تم اعتقاله بمدينة تيفلت، كان مكلفا بتجنيد أعضاء يتم استقطابهم للخلية في أفق استغلالهم في عمليات إرهابية مستقبلا، إضافة إلى إشرافه على البيت الآمن الذي كان تحت المراقبة وتم اقتحامه محجز ما الأسلحة والمواد التي كانت مخزنة فيه.
هذا وأكد عمر الخيام، مدير مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائي، أن الفكر الإرهابي يشكل باستمرار تحديا أمنيا لجميع دول العالم، وتحديدا للمغرب كونه يتواجد جغرافيا في منطقة الساحل والصحراء التي تنشط بها المعسكرات السرية للجماعات المتطرفة. كما شدد المتحدث على أن المغرب يضع أمنه واستقراره في المرتبة الأولى، وهو جاهز دئماً للتصدي لمثل هؤلاء.