كشفت صحيفة “الحياة” الصادرة في لندن، أمس، في طبعاتها الدولية، من باريس وفرانكفورت والرياض وواشنطن والبحرين ولبنان، أن خيطا رفيعا أمسكت به الاستخبارات المغربية قاد إلى كشف مناطق الظل في تحديد المتورطين في الهجمات الإرهابية التي كانت باريس مسرحا لها ليلة الجمعة الماضية.
وكتبت الصحيفة، واسعة الانتشار، أنها استقت من مصادر دبلوماسية مطلعة معلومات تفيد بأن اجهزة الاستخبارات المغربية هي التي ساعدت نظيرتها الفرنسية في التعرف على الإرهابي عبد السلام صلاح الذي استطاع الهروب من التراب الفرنسي، بعد تنفيذ العمليات الإرهابية الجمعة الماضي في العاصمة باريس، مباشرة بعد وقوع العمليات الإرهابية مساء الجمعة.
وأوضحت الصحيفة أن المصالح الأمنية المغربية طلبت من نظيرتها الفرنسية الاهتمام بإمكانية تسلل منفذي العمليات من بلجيكا حيث تنشط بكثافة جماعات إرهابية بحي مولانبيك ضاحية بروكسيل. وجاء في التفاصيل أنه في يوم السبت، بعث جهاز المخابرات المغربية برقية إلى نظيره الفرنسي يخبره فيها بعبور عبد السلام صالح للحدود البرية البلجيكية في اتجاه فرنسا يوم الجمعة، وعودته إلى التراب البلجيكي يوم السبت، أي غداة تنفيذ العمليات الإرهابية.
المصالح الاستخباراتية المغربية التي أحدثت مؤخرا المكتب المركزي للأبحاث القضائية المتخصص في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ترصد منذ سنين تحركات المشتبه في كونهم من الإرهابيين في بلجيكا وخاصة حي مولانبيك الذي يعد معقلا للمتطرفين. وقد سبق للمصالح الأمنية أن اعتقلت علي أعراس الذي كان يدير مكتبة لبيع الكتب الإسلامية المتطرفة بالحي المذكور، كما اعتقلت نفس المصالح المدعو عبد القادر بلعيرج الذي كان يرتدد باستمرار على نفس الحي والذي كان يعقد اجتماعاته المتطرفة بمكتبة علي أعراس. ويذكر أن كلا من علي أعراس وعبد القادر بلعيرج حوكما بتهم تتعلق بالإرهاب ويقضيان عقوبات حبسية يسجن سلا بالمغرب.