الحياة الباريسية لبرلمانيي ووزراء العدالة والتنمية
ماء العينين ظهرت بلباس شبابي متحرر أمام كباري الطاحونة الحمراء ويتيم ظهر يدا في يد مع عشيقته في الشانزيليزي
محمد اليوبي
بعد شريط «فيديو» وصور لوزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم، رفقة فتاة قال إنها خطيبته بشوارع باريس الفرنسية، عاد الجدل مجددا حول تصرفات وسلوكيات قادة حزب العدالة والتنمية عندما يتواجدون خارج المغرب، وذلك بعدما أثارت صور لبرلمانية حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، بدون حجاب جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان المحامي الحبيب حاجي اتهم البرلمانية ماء العينين بالاتجار في الدين وبـ«التبرج بأموال دافعي الضرائب في البعثات والمهمات خارج أرض الوطن، هناك والتأسلم هنا»، مشيرا إلى «نشاطها بمفهومه العامي وليس الاصطلاحي بنفقات التنقل والسفر المصروفة من أموال وميزانية المواطنين المغاربة»، طالبا منها «مواجهته أمام العدالة لتطلق سراحه في التعبير عن مستوى النفاق والتغليط التي يريد حزب العدالة والتنمية أن يوصلنا إليها».
وأكد حاجي، في تدوينة على صفحته الرسمية، أن الاتهامات التي وجهت إلى القيادية في حزب العدالة والتنمية، لم تكن موجهة لشخصها، أو استهدافا لحياتها الخاصة، أو إمعانا في التنقيص بمناضلات السياسة بنكهة المؤنث، أو إسفافا وابتذالا لمقاربة النوع، موضحا أن الأمر يتعلق بـ«اتهام صريح لمن اختار تدبير الشأن العام، وامتهان السياسة، ملتحفا رداء الوعظ وبراءة الذمة، وممعنا في رجم الآخرين بالتهم الجائرة وتخراج العينين».
وفي ردها على حاجي، كتبت البرلمانية ماء العينين، تدوينة على حسابها الشخصي لم تنف من خلالها الاتهامات الصادرة عنه، وقالت بأن «الحلبة الأسهل لا تعرف غير الخوض في أسئلة تثير شهية النهش في لحوم الناس كهواية لدى من لا قدرة له على الارتقاء لمستوى الانتقاد والمحاججة: هل تزوجت وهل طُلقت وهل أنجبت وماذا ارتدت؟ ومن جالست؟ وأين سافرت؟ وماذا تأكل وماذا تشرب وماذا تلبس وكيف تتكلم وكيف تتنفس وهل سعلت وهل عطست… هذه الأسئلة وغيرها هي التي تهم، بها نمارس الحرب النفسية وبها نستدرج لساحة الإنهاك والاستنزاف والتبرير والاندحار».
واعتبرت البرلمانية أن «الهدف هو الإلهاء والاستنزاف والمزيد من تسطيح وعي الناس وجرهم إلى النميمة وتداول الشائعات والافتراءات وكل مظاهر الوضاعة والحقارة المتجسدة في البشر والخطاب والسلوك والممارسة»، غير أنها تفادت نفي أو تأكيد ظهورها بدون حجاب في شوارع باريس وبلباس البحر في شواطئ أوربا.
ومقابل امتناعها عن نشر هذه الصور، فضلت البرلمانية ماء العينين نشر صور لها في رفقة أفراد من عائلة بأحد المطاعم بفرنسا، ونشرت البرلمانية تدوينة على صفحتها الرسمية قالت فيها «لحظات جميلة في دفء العائلة الثانية ودفء الصداقة الراقية… سنة سعيدة للجميع»، دون أن توضح طبيعة العلاقة التي تجمعها بعائلتها الثانية، وذلك بعد شروعها في إجراءات الطلاق من زوجها السابق، أحمد أكونتيف، القيادي بنفس الحزب الذي عينه الوزير السابق الحبيب الشوباني في منصب مدير بالوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وتدخلت قيادات بارزة بالحزب والحركة، لإقناعها بإجراء «طلاق بالتراضي» والتراجع عن قرار رفع دعوى «طلاق الشقاق» أمام محكمة الأسرة، تجنبا للفضيحة، خاصة أن زوجها كان يشك في علاقتها مع أحد النواب البرلمانيين من حزب العدالة والتنمية، ما دفعه سابقا إلى اختراق حسابها الإلكتروني.
هذا ومازالت القصة الغرامية التي تجمع الوزير يتيم مع «مدلكته» تثير الكثير من الجدل، منذ انتشار صور وشريط يوثق لتجواله برفقتها بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو يمسك بيدها في ساعة متأخرة من الليل، رغم أنهما لم يوثقا عقد زواجهما رسميا. كما أن يتيم لم يباشر إجراءات الطلاق من زوجته الأولى، بعدما رفضت الإذن له بالتعدد. وخلق هذا الموضوع الكثير من الحرج لزملائه في الحزب وذراعه الدعوية، حركة التوحيد والإصلاح، ففي الوقت الذي تجاهلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الضجة المثارة حول خطبة يتيم لإحدى الشابات وتجواله معها في مدينة باريس دون عقد زواج، أدانت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية للحزب، والتي ينتمي إليها يتيم، تصرفه واعتبرته من «الأخطاء غير المقبولة»، موضحة أن «أخطاء يتيم جعلته يخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة. وهو ما تم تنبيهه إليه»، حسب بلاغ للحركة، أما أعضاء بالحزب فقد طالبوا قيادة الحزب باتخاذ إجراءات تأديبية في حقه، بإقالته من الأمانة العامة والحكومة، على غرار «الكوبل» الوزاري، الحبيب الشوباني وسمية بنخلدون، و«الكوبل» الدعوي، فاطمة النجار وعمر بنحماد.