حمزة سعود
كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، مساء أول أمس الثلاثاء، بفاس، أحدث وسائل تدخلاتها في ضبط النظام العام بالمدن، خلال حفل تخليدها للذكرى الـ67 لتأسيسها، والمتزامن هذه السنة مع افتتاح الدورة الرابعة للأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالعاصمة العلمية، تحت شعار “67 سنة من التحديث المتواصل لمرفق مواطن”.
وترأس حفل تخليد الذكرى الـ67 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، بحضور كل من عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، وناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، وعبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس النيابة العامة والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض. بالإضافة إلى شخصيات رفيعة المستوى في مجالات مختلفة.
واستعرضت المديرية العامة للأمن الوطني مجموعة من التشكيلات المشاركة في الحفل، كما استعرضت سيارات بهوية بصرية جديدة دعمت حديثا أسطول الأمن الوطني بما فيها وحدات تسجيل المعطيات الشخصية وسيارات الحرس المُخصصة لنقل الأشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية والمعتقلين، والوحدات الخاصة التابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني.
وفي هذا السياق، قال بوشعيب بوعزة، عميد شرطة ممتاز متقاعد، أمضى 36 سنة من الخدمة بعد أن التحق بجهاز الأمن سنة 1971، إن الإمكانيات كانت ضعيفة حينها (خلال فترة اشتغاله) لكن حب المهنة كان دافعا في تقديم العناصر الأمنية للأفضل خلال الأداء المهني، مضيفا أن سلك الشرطة اليوم تطور كثيرا وأصبح عصريا، ومصدر فخر بالنسبة للشرطيين.
وأوضح الحاضر ادريس، مقدم شرطة رئيس متقاعد أمضى 32 سنة من الخدمة، بعد أن التحق بالجهاز الأمني سنة 1983، أن التطور خلال السنوات الأخيرة شمل المواد اللوجيستيكية واستعمالاتها في التدخلات، موضحا أن رجل الأمن حاليا لديه كل ما يكفيه في التدخلات لفرض النظام العام.
من جانبها، أفادت حكيمة يحيى، عميد شرطة ممتاز رئيسة المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية، بأن المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإفريقي، اعتبارا لمجموعة من المميزات البنيوية والآليات التكنولوجية المستعملة داخل المختبر، مع الحرص على ضمان الجودة بعد حصول المختبر على علامة الجودة إيزو 17025 منذ 2018 وفقا للمعايير الدولية.
الحفل كان فرصة أيضا لاستعراض تشكيلات من قوات الأمن في الميدان، لأفواج جديدة لموظفي الشرطة ومختلف فرق الشرطة المتخصصة، والقوات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كما تخلل الحفل عرض أفلام وثائقية حول تطور الزي الرسمي والأداء الأمني منذ التأسيس. وتضمن الحفل أيضا استعراضا للأسلحة البديلة للأعيرة النارية، المستخدمة من طرف ضباط الأمن وعناصر الشرطة في فرقة محاربة العصابات أثناء إيقاف الجناة والتدخل في حال تعريض المواطنين للخطر، وضمن هذه الأسلحة “البولاراب”.
وتضمنت الاحتفالات بالذكرى الموافقة ليوم 16 من ماي هذه السنة، توزيعا لأوسمة الاستحقاق الوطنية على مجموعة من الأمنيين، من طرف الشخصيات رفيعة المستوى الحاضرة. كما تضمن الحفل عرضا للشرطة السينوفيلية، وعروضا مهنية تمزج بين الواقعية والصورة الافتراضية، حول تقنيات التدخل والدفاع الذاتي، وتقنيات السلاح وفرق الدراجين وكذا الأسفار الرسمية والفرقة المركزية للتدخل والقوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وأجرى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، في نهاية الحفل، جولة في الفضاء المخصص للأيام المفتوحة بالعاصمة العلمية فاس، تفقد من خلاله أروقة العرض، المتنوعة بين التكنولوجيا والخدمات الرقمية، والحدود الذكية، والتشخيص البيومتري، والجرائم السيبرانية، والمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية ووحدات المراقبة الميدانية وتتبع السير والجولان.
وفي كلمة للمديرية العامة للأمن الوطني، ألقاها والي أمن فاس بالمناسبة، أكدت أن شعار “67 سنة من التحديث المتواصل لمرفق
مواطن” يَربط تاريخ المؤسسة الأمنية بماضيها، ويَنهَلُ من نفحات التاريخ التليد لبلادنا، كما أنه يُحدد بشكل استراتيجي وواضح أهداف المديرية العامة للأمن الوطني ومقاصدها الآنية والمنظورة.
وأضافت المديرية العامة للأمن الوطني أنها “تُعلي من خدمة المواطن، وتَجعلها مناط العمل الشرطي، بل وتتطلع للسمو بالمرفق الأمني لتجعله مرفقا مواطنا بأبعاد خدماتية”، مشيرة إلى أنه لتحقيق هذا الهدف المنشود “تُدرك المديرية العامة للأمن الوطني أن المدخل الأساسي لتنزيل هذه التطلعات الاستراتيجية هو الانخراط الجدي في ورش مستدام من التحديث المتواصل، الذي يَتجاوب مع نبض المواطنين وانتظاراتهم، ويَستشرف التحديات والإكراهات الأمنية المحدقة بهم”.
وأكدت الكلمة ذاتها على أن الهدف المباشر من وراء هذه المبادرة التواصلية والمجتمعية، هو “إبراز تراكمات التحديث المتواصل الذي انخرطت فيه المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة، وكذا استعراض الجانب الخدماتي في العمل الأمني، فضلا عن فتح قنوات مباشرة للإصغاء لانتظارات المواطنين من المرفق العام الشرطي”.
وأشارت إلى أن من الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة “تعزيز الإحساس بالأمن لدى المواطنات والمواطنين والأجانب المقيمين، وتسليط الضوء على الإمكانيات المادية والبشرية التي تُسخّرها مؤسسة الأمن الوطني للذود عن حمى الوطن وحماية أمن وممتلكات المواطن”.
وأضافت كلمة المديرية أن النسخة الحالية لأيام الأبواب المفتوحة تتميز بـ”تدعيم الشراكات التي كانت قائمة من قبل، والانفتاح على متدخلين وفاعلين جدد، إيمانا بأن الأمن هو مبتغى جماعي ومطلب مشترك، يستفيد منه الجميع، ويشارك أيضا في تحقيقه الجميع، كل من نطاق تدخله”.