كان الحمام التقليدي أو العمومي بوصفه مكانا للرفقة وفضاء للاسترخاء ولقاء الجيران والأصدقاء ومجالا للشروع في علاقات جديدة، تجتمع فيه كل الفئات الاجتماعية بلا استثناء ودونما أي تمييز، لدرجة أنه جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية لكل العائلات. بل إن اختلافنا فيه، كان له من الانتظام، ما يجعلنا نحسبه امتدادا لبيتنا، وننظر فوق ذلك إلى أفراد طاقمه كما لو كانوا أعضاء في أسرتنا.
على العكس مما يمكن أن يتصوره البعض، أو يوحي به هذا الحديث، لم يحب الأطفال الحمام يوما، فهم كانوا يذهبون إليه مرغمين وعلى مضض. سوء العلاقة هذه، هي ما حدا بكاتب كبير كإدريس الشرايبي، أن يشبهه بنصف اليوم الحزين.
كانت بعض الأمهات، ممن يأتين إليه مرفوقات بعدد من الأطفال البكائين، يبدين في أغلب الأحيان في حالة مزاج سيئة ومتعكرة بسبب الإنهاك الذي كان يحيق بهن بفرط عبء مراقبة كل أولئك الأبناء، ومشقة ذاك المجهود المضني الذي يتطلبه وضع الصابون على كامل أجسادهم وغسلهم، وكذلك بسبب الجو الرطب الذي كان يخيم على المكان.
باستثناء هذا الجانب المتعب الذي لم يكن يغري كثيرا الأمهات ولا أطفالهن، فقد كان للحمام فضائل أخرى غير متوقعة لا ينتبه إليها البعض، تأتي في مقدمتها فضائل التعاون، التقاسم، تبادل مشاعر الود، والتراحم.
كان تنظيف الجسم بالحمام أمرا في متناول الجميع، لأن ثمن الدخول إليه كان زهيدا للغاية، فالحمامات كانت موضوعة تحت وصاية إدارة الأحباس، أي أنها كانت قطاعا عموميا.
كانت الأحباس توظف نساء من أفضل العائلات للقيام بالمراقبة الصحية للحمامات. لازلت في هذا الإطار، أتذكر القسمات الصارمة للسيدة التازي، التي عهد إليها بحمام كرنيز، الذي ارتبط عندي بسنين الطفولة، والذي تم تفويته في ما بعد للقطاع الخاص.
لقد كان من أوجب الواجبات الدينية للسلطات العمومية في تلك الأوقات، أن توفر إمكانية الاغتسال والطهارة لكل المواطنين، ليكونوا على أهبة دائمة لأداء شعيرة للصلاة.
كان الذهاب إلى الحمام التقليدي حدثا عائليا يستنفر الكل، ويدخل ضمن روتين يتكرر كل أسبوع. لذلك كانت الحمامات تشكو من الاكتظاظ أحيانا، بل غالبا ما كانت تتجاوز طاقتها الاستيعابية كل يوم خميس وجمعة وفي بعض المناسبات الاجتماعية كالخطوبة مثلا، إذ كان من الممكن حجزه في مثل تلك الاحتفالات ليلة كاملة من طرف عائلة لوحدها.
يمثل الحمام التقليدي جانبا من طفولتنا التي كانت تطبعها راحة البال والرغبة الملحة في الاستكشاف. كان كل شيء فيه يحيله عالما سحريا في نظرنا: كانت تبهرنا على وجه الخصوص أسقفه المقببة والمنمقة، والتي تشتمل على كوات تسمح بمرور ضوء النهار، ورؤية خيالات المستحمات النصف عاريات اللواتي كانت ظلالهن تظهر في عملية ذهاب وإياب دائبتين.
كان المرور خلال قاعاته الثلاث المسخنة بدرجات مختلفة وتدريجية، لا يستجيب فقط لما تتطلبه نظافة الزبناء، بل فرصة كذلك لإتحافنا بعروض متنوعة. في مقابل ذلك، كانت الحرارة الملتهبة لقاعة الماء أمرا لا يطاق، وبما أن الوقت الطويل الذي يستلزمه حك جلودنا، كان يشقي ويبكي أكثر من طفل، فإن أهلنا كانوا يرحموننا ويجنبوننا غالبا عبء الولوج إلى جهنم الأرضية هاته.
كان الكبار يذهبون للحمام حفاظا على جمال أجسادهم وجمال أجساد أطفالهم. كل أنواع الأخلاط التي كانوا يحتاجونها، كانت تحضر مسبقا بالمنزل لأجل العناية بالجسم من الرأس إلى أخمص القدمين. اليوم، صارت هذه المستحضرات في طريقها الآن نحو الانقراض، لتعوضها منتجات تجارية أعلى تكلفة، لكنها أسهل في طريقة الاستعمال.
لقد تخلينا للأسف عن المنتجات الطبيعية التي كانت تلعب دورا كبيرا في صنع احتفالية الحمام التقليدي: الكيس (قفاز الحك) الذي كان ينسج بخيط من القطن حول قطعة من الفلين، والمشط المصنع من قرون البقر الذي حلت محله الأمشاط البلاستكية، وحتى القباب (جمع قب ويعني السطل الكبير المصنع من الخشب) التي كنا نجد منها العدد الكافي الذي نرغب فيه داخل الحمام فنتحوط بها محددين من خلالها رقعتنا داخل إحدى قاعاته، هي أيضا آخذة في الاندثار من حماماتنا لتعوضها أسطل بلاستيكية لا روح فيها ولا ذوق.
لم تعد حرفة صنع هاته القباب تغري أحدا. وحدهما حرفيان اثنان بكل مدينة فاس أحدهما مستقر بزنقة الشرابليين، من ظلا وفيين لهذا الفن ساعيين بكل ما أوتيا من جهد للحفاظ على هذه الصناعة التي أوشكت أن تلفظ أو لفظت أنفاسها الأخيرة. إنهما يستحقان منا كل الثناء والشكر لأنهما يفعلان ذلك، رغم يقينهما أن هذه القباب تحولت لمجرد زينة وديكور لا غير.
كذلك لم يعد هناك وجود لتلك الطاسات (الأقداح) والسطول من معدن الفضة أو البرونز.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، انضاف لهذا القتل التدريجي غير الرحيم للحمام التقليدي نضوب مياه العيون غير المعالجة التي كانت تمثل الأساس لهذا النوع من الحمامات.
رغم أنه لا يمكن أن ننكر أن بعض المظاهر المرتبطة بحماماتنا التقليدية لازالت حية ترزق، إلا أنه مع تطور القيم والأخلاق، أخذت فاس تعيش على إيقاع التحولات والتقليعات الجديدة التي تأقلمت معها بعض الحمامات، فتحولت إلى حمامات بخارية تبحث لنفسها عن زبناء من العيار الثقيل، وعن استقطاب الأجانب الذين يسكنون بالرياضات. هكذا سيعوض المهنيون المختصون في الجمال بالتدريج تلك المنظفات التقليديات.
الطريق الشاق إلى الحمام
كانت أمي، كبقية الأمهات، تعدنا للحمام من خلال طقس متوارث عن الأسلاف: كانت نبتة الحناء المنتقاة بعناية تطحن في المنزل، تمرر عبر بغربال دقيق، توضع بعد ذلك على نار هادئة ممزوجة بماء الورد، ثم يتم في النهاية طلاؤها على شعورنا. لم يكن بمقدور أية واحدة من النساء، صغيرة كانت أو كبيرة، أن تتملص من هذه العادة، إذ كان طقس الحناء نصبا لابد منه حتى بالنسبة للفتيات المتمنعات. كانت الطامة الكبرى، أننا كنا نجبر على السير من المنزل إلى الحمام، ورؤوسنا ملطخة بالحناء لا يسترها إلا وشاح مشوه. في عديد المرات، كان الأطفال الذكور الذين نصادفهم على الطريق من منزلنا بدرب الجباص إلى الحمام، يمطروننا سخرية، ويبالغون في التهكم علينا. كانت هذه المناوشات تلازمنا كلما اجتزنا ساحة البطحاء متوجهات نحو حمام المرنيسي القريب من باب بوجلود.
كانت أمي لا تلقي بالا لكل ذاك الانزعاج الذي كنا نكابده بسبب تلك التصرفات، وتكتفي بأن تقول لنا: «لا أعتقد أنكن ستتأثرن بأطفال يسعون للهو. الحناء جاءت من الجنة». لكن ذلك لم يكن يعني أننا لم نعد نخشى تلك التهجمات، أو أننا لن نتأثر، ولن نحاول تحاشي أحكام وغمزات وتعريضات الآخرين.
مع مرور الوقت، تعلمت أن لا أعير اهتماما لتلك الترهات، وصرت أتجاوز قفشات كل أولئك الفتيان.
بالإضافة إلى ذلك المنتوج الذي يزعمون بركته وإعجازه، كانت بعض الأمهات يعقدن حول الجسد الضعيف لبناتهن، وبطريقة محكمة، وشاحا كبيرا وجميلا له شكل حزام يسمى «الرزمة»، ينضوي على الملابس التي سيرتدينها بعد الاستحمام مرفوقة بمناشف الحمام.
لذلك كان بإمكان جميع المارة أن يحدسوا وجهتنا، بل إن بعض الأطفال كانوا لا يتورعون عن التهكم علينا متمنيين لنا استحماما رائعا. كانت أمي تتقدمنا وتمضي مثقلة إلى الحمام تحمل حقيبة من الورق المقوى أو من الجلد وسطل ماء فضي يحتوي على كل أغراضها.
وكانت مسيرة قاعة الانتظار تتسلم أغراضنا، ثم تراكم أثقالنا فوق أثقال الآخرين. ومع ذلك، لم يكن الأمر يختلط عليها، إذ كان بوسعها دائما أن تتعرف على متاعنا بكل سهولة لإعطائه للمنظفة عند نهاية الاستحمام.
لكن، وبمجرد ما كنا نتجاوز الباب الضخم الثقيل للحمام، حتى كانت تلفح وجوهنا تلك الحرارة المرتفعة قليلا للقاعة الأولى. كنا نفضل أكثر القاعة التي توجد في الوسط. بمجرد ما كنا نستقر بها، حتى كانت تسارع إلينا المنظفة، والتي هي في نفس الآن صديقة للعائلة، مرحبة بقدومنا. بعد ذلك، كانت تعطينا العدد الذي نرغب فيه من السطول الخشبية.
كان يحدث أحيانا أن يكون أحدها مثقوبا يتسرب منه الماء. لكن المنظفة لم تكن لتتوانى برهة واحد عن استبداله مبدية أسفها.
كانت تلك السيدة تستعين بزميلة لها، كي تملأ تلك الأسطل بالماء الساخن، الذي يتم غرفه من الحوض العميق الموجود في القاعة الثالثة المسماة قاعة الماء، والتي كانت الأكثر سخونة من بين كل القاعات. كانت حرارة تلك القاعة تكاد تصيبنا بالاختناق، ولذلك كنا نزجي وقتنا ذهابا وإيابا بين الداخل والقاعة الأولى الأقل سخونة، لكي نعاود الانتعاش من جديد كلما أشرفنا على الهلاك.
كانت والدتنا تفضل أن نقصد في أغلب الأحيان حمام الحي، لكننا كنا في عديد المرات نتوجه إلى حمامات أخرى أكثر فخامة كبانيو بوجلود (حوض بوجلود) الذي يمتاز بقاعات استحمام فردية، وبحمامه التقليدي المتميز.
كانت المسكينة تجهد نفسها في البحث عن أفضل الحمامات حيث يتدفق الماء بغزارة. في تلك الفترة، كان الماء المسخن بإضرام النار في الحطب يحتاج لبعض الوقت كي يكون جاهزا للاستعمال. كانت الحمامات التي ترددت إليها خلال طفولتي المبكرة هي حمامات: كرنيز، بن عباد، عين علو، ومولاي إدريس.
كان لكل حي حمامه الخاص، لذلك كنا دائما ما نمر بمحاذاتها جميعها لما نتجول في أنحاء المدينة العتيقة.
عند وصولنا للحمام التقليدي، كنا نحظى على الدوام باستقبال يليق بالملوك. كانت هناك قواعد يتعين احترامها بالحمامات، ومنها أن العائلات التي كانت تتردد عليها، كان يتعين عليها، أن تلتزم بآداب التعايش في هذا المكان العمومي. كان السلوك داخل الحمام جزءا من السمعة التي يتمتع بها أي رجل أو امرأة بالمدينة. لذلك، كان كل الناس يحرصون فيها على عدم المس بالأعراف والعادات.
كانت الحمامات في غالبيتها مملوكة للأحباس، التي كانت تتولى تدبير الأملاك العقارية الممنوحة من طرف أشخاص ذاتيين للجماعة. كانت الاستفادة من ريع تلك الهبات تمتد لتشمل حتى الحيوانات من قبيل الكلاب واللقالق.
ولكي تكون الحمامات في متناول يد الجميع، كان يتم كراؤها لمسيرين من القطاع الخاص بأثمنة جد مناسبة، وهذا على العكس تماما لما نشهده هذه الأيام من ارتفاع صاروخي لأثمنة الدخول إلى الحمامات البخارية التي صارت للأسف تقتصر على الفئة الميسورة للمجتمع.
لقد كانت الحمامات في ذاك الماضي القريب «ديمقراطية» بالقدر الكافي الذي كان يجعلها تقدم خدماتها لكل الطبقات الاجتماعية.
الحمامات.. لقاء وتعاون
كان لكل الناس أيا كان انتماؤهم الطبقي أن يتوجهوا للحمام. لذلك صار شبيها في نظرنا بإذاعة من نوع خاص تضمن تزويدنا بكل المعلومات التي تهم العائلات التي تتردد عليه: زواج، نفاس، مرضى في طور النقاهة…إلخ. هذه الخاصية كانت تجعله يمنحنا الفرصة لكي نقترح مساعداتنا على المحتاجين. كانت جدتي لأمي تحب أن تهدي الصوف للفقراء من الناس، وكانت تحدد لائحة المستهدفين من خلال المعلومات التي تمدها بها الحمامات. ولذلك، لم يكن غريبا بالنسبة لنا أن نراها مرارا تفرغ صالونها من أريكاته، وتوزع صوفها على نساء تعرفت عليهن أثناء الاستحمام.
كانت جدتي قد تعودت أن تنتظر فترة جز الخرفان لأجل تجديد أثاثها، كما أنها لم تكن تلاقي أي عنت فيما دأبت عليه من مبادرات خيرة، لأن زوجها كان فلاحا كبيرا، وكان بالخصوص غنيا وميسور الحال.
كنا إذا نسينا جلب غرض أو منتوج نحتاجه لأجل الاستحمام، لانعدم في الحمام من يحل لنا هذه المشكلة الطارئة. كنا نتراحم ونتعاون داخل الحمام بالضبط كما نتعاون ونتراحم خارجه.
كنا نتبادل العبارات المؤدبة، ونجامل ونتودد لبعضنا البعض بكل أريحية وتلقائية. وأكثر من هذا كله، أننا كنا نجلب معنا للحمام أنظف الثياب وأجملها من تلك المكوية بشكل جيد بالمنزل والمعطرة فوق ذلك بماء الورد أو المفعمة بروائح البخور الزكية.
حين تحل المناسبات، وخصوصا في العشية التي تسبق يوم الزواج، كان لطقس الحمام مكانته ضمن الاحتفالات المنظمة. إذ كان ممرا إجباريا للعروسة رفقة الحميمات من صديقاتها وقريباتها.
كانت هناك احتفالية أخرى لا تقل روعة عن احتفالية الزواج تجري أطوراها أيضا بالحمام، وتخص الاستحمام الأول للمرأة عقب ولادتها.
كان قدوم المستحمات يتم ضمن جمع غفير. حيث كان خدم المنزل أو أعضاء العائلة يجلبون معهم موائد فضية مملوءة عن آخرها بكل أنواع الحلويات، ومغطاة بمناديل من الريش مطرزة بشكل جميل!.
كان كل الموجودين، ممن يحالفهم الحظ لمصادفة هذه الموائد، يحصلون على نصيبهم من تلك الأطباق الشهية من الحلوى. هكذا كان الحمام يتحفنا بعدد من العروض المتنوعة التي كنا نتعلم من خلالها فن العيش الخاص بتلك الفترة.
كانت لنا قواعد لتقاسم الماء الساخن للحوض المشترك، ومن ذلك مثلا، أن من يقدم أولا هو من تعطاه أسبقية ملئ أسطله، لكن الأمر كان حتما يتغير في الأيام التي تعرف تقاطرا كبيرا على الحمامات، ففي مثل تلك الظروف، كان الماء يتلكأ عادة في رفع حرارته، لذا كنا نعمد إلى التضامن وتقاسم المياه بالتساوي: سطل واحد لكل عائلة لكي تشرع في الاستحمام، ثم يكون على هذه العائلة أن تتحلى بالصبر، في انتظار أن يسخن الماء من جديد، ليتم توزيعه بالعدل مرة أخرى.
كانت النساء تتغلبن على الملل الذي يسببه لهن هذا الانتظار بتسخينات ذاتية تعتمد على الحديث بينهن، أو على حك جلود بعضهن البعض باستعمال قفاز أو كيس قصد إزالة الطبقات الميتة عنها. كان الأطفال يغتنمون فرصة الانتظار أو التوقف تلك، ليبدعوا الألعاب الخاصة بهم في القاعة الأولى. كانوا يتصايحون، ويتزحلقون من مكان لآخر، وينهمكون في عروض لا تنتهي إلا بقدوم أمهاتهم اللواتي يدعونهم لجلب الماء البارد الذي يستعمل في التخفيف من شدة حرارة المياه الساخنة المغترفة من الحوض الكبير.
كان الأطفال الأكبر سنا يساهمون في عملية اغتسال من هم أصغر منهم.
لكن فيما يخصني أنا تحديدا، فبقدر ما كنت خبيرة في التزحلق داخل الحمام، بقدر ما كنت كسولة في النهوض بالأعباء التي كان يعهد بها إلي.
يجدر بي أن أقر أن المراحل المختلفة التي يستدعيها منا الاستحمام، كانت تتطلب منا إنفاق الكثير من الوقت، ولذلك كان الحمام يمثل فترة ما بعد ظهيرة كاملة للاستمتاع بالنسبة للبعض، بينما كان البعض الآخر لا يرى فيه سوى حصة لا مفر منها من النصب والتعب والإجهاد والعذاب.
لم يكن بوسعنا البقاء بالحمام بعد حلول الظلام، لأن تلك الفترة كانت تخصص لمجيء الرجال الراغبين بدورهم في نيل قسطهم من النظافة والاغتسال والتطهر. لذلك كان علينا أن نحترم نحن النساء ذاك التوقيت الصارم ونحزم حقائبنا. أحيانا يكون الرجال مستعجلين، فيطرقون علينا بشكل مفاجئ باب الحمام معلنين لنا وصولهم مما كان يجعلنا نسرع مهرولات لإخلاء المكان.