النعمان اليعلاوي
دفعت الأزمة العالمية التي ترخي بظلالها على السوق الدولية، بسبب استمرار آثار جائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، الحكومة إلى التفكير في وضع مخزون استراتيجي للمواد الأساسية، وهو ما كشف عنه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أول أمس الاثنين، بالبرلمان، موضحا أن الحكومة «تعكف حاليا على وضع تصور لإحداث منظومة وطنية متكاملة للمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، وذلك تفعيلا للتوجهات الملكية السامية»، حسب صديقي، الذي أشار في معرض جوابه عن سؤال شفوي حول «تأمين المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية» أن الوزارة «قامت بإحداث فريق يعمل على تحديد المنتجات المعنية بهذا المخزون والتدابير العملية التي سيتم وضعها لضمان «سيادة غذائية» في ما يخص هذه المنتجات»، وحسب الوزير، فتلك المواد تتكون من فئتين، تتعلق الأولى بالمنتجات الأساسية التي لا يسمح الإنتاج الوطني بتغطيتها وهي الحبوب والسكر وزيوت المائدة، فيما تهم الثانية المدخلات الفلاحية خاصة البذور والأسمدة الآزوتية والمبيدات التي لا يتم إنتاجها محليا.
من جانب آخر، أشار الوزير إلى أنه في انتظار تحديد الرؤية النهائية لهذا الورش وآليات تفعيله، فإن «وزارة الفلاحة بمبادرة مع وزارة المالية، قامتا اعتبارا من الشهر الجاري، بالتكوين التدريجي للمخزون الاحتياطي من القمح اللين والقمح الصلب»، مشيرا إلى أن هذا المخزون الذي ينضاف إلى المخزون المتوفر الذي يغطي خمسة أشهر، سيوضع تحت تصرف المكتب الوطني للحبوب والقطاني بناء على الآلية القانونية التي يتوفر عليها والذي سيتم تصريفه حسب الظرفية وبتنسيق مع المهنيين، مشددا على أننا «أمام أزمة متعددة العوامل وغير متحكم فيها، والحكومة تبذل قصارى جهودها من أجل مواكبة هذه الوضعية والتعاطي معها وفق الإمكانيات المتاحة»، يوضح صديقي.
وكان الملك محمد السادس قد دعا إلى التفكير في وضع مخزون استراتيجي، وقال في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية السنة الماضية، إن الأزمة الوبائية أبانت عن عودة قضايا السيادة إلى الواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، بمختلف أبعادها، الصحية والطاقية، والصناعية والغذائية، وغيرها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض، وأضاف الملك، أنه «إذا كان المغرب قد تمكن من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية، فإن العديد من الدول سجلت اختلالات كبيرة، في توفير هذه المواد وتوزيعها»، مشددا على ضرورة «إحداث منظومة وطنية متكاملة، تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية، بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد».