بعد الانتشار المتزايد لفيروس “كورونا” وما تسبب فيه من تزايد كبير في عدد الإصابات والوفيات خلال الفترة الأخيرة، مسجلا أرقاما قياسية بعدد من المدن، وفي محاولة منها، وإن جاءت متأخرة، لمحاصرة الفيروس والحد من سرعة انتشاره، عمدت الحكومة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الخاصة بمدن الدار البيضاء ومراكش وبني ملال.
وذكر البيان الحكومي أن “خلاصات عمليات التتبع اليومي والتقييم المنتظم المنجزة من طرف لجان اليقظة والتتبع، وعلى إثر تسجيل ظهور بؤر وبائية جديدة بمجموعة من أحياء مدن الدار البيضاء ومراكش وبني ملال، وبالنظر لما تقتضيه الضرورة الصحية الملحة، فقد تقرر اتخاذ مجموعة من التدابير لتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا – كوفيد 19 بهذه المدن”.
فعلى مستوى مدينة الدار البيضاء، اتخذت الحكومة قرار إغلاق جميع شواطئ مدينة الدار البيضاء وشواطئ دار بوعزة وشاطئ “بالوما” بعين حرودة. إضافة إلى إغلاق الحمامات بالعاصمة الاقتصادية وذلك ابتداء من الجمعة 21 غشت 2020 عند منتصف الليل.
وأشار البلاغ إلى أنه تقرر “الإبقاء على إجراءات التشديد التي اتخذت مؤخرا والتي شملت إغلاق مداخل وأجزاء من 2 أحياء بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، وحي واحد ودوار واحد بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، و2 أزقة بعمالة مقاطعات الفداء – مرس السلطان، و7 أحياء وشوارع وأزقة بعمالة مقاطعات الدار البيضاء – أنفا، و3 أزقة بعمالة مقاطعات ابن مسيك”.
هذا بالإضافة إلى تحديد الثامنة مساء موعدا لإغلاق المقاهي والمطاعم، بالإضافة إلى المحلات التجارية للقرب والمراكز التجارية الكبرى. فيما تم تحديد الساعة الرابعة مساء موعدا لإغلاق أسواق القرب، مع التأكيد على إغلاق الحمامات وصالونات التجميل، ومنع المقاهي من بث مباريات كرة القدم.
أما مدينة مراكش، والتي تعرف وضعا وبائيا كارثيا، أجبرت تداعياته وزير الصحة، خالد آيت الطالب، على الانتقال على عجل إلى المدينة واتخاذ مجموعة من الإجراءات المستعجلة لتخفيف الضغط على الأطر الصحية بالمدينة ومحاولة محاصرة تنامي انتشار الوباء، فقد تقرر إغلاق المنافذ المؤدية لـ12 حيا بالمدينة، وتكثيف مراقبة التنقلات من طرف السلطات العمومية بمداخل ومخارج المدينة، وإغلاق المنافذ الهامشية التي تحول دون إخضاع كافة المسافرين لمراقبة تراخيص التنقل الاستثنائية.
هذا مع إخضاع المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية لتوقيت الإغلاق المحدد في العاشرة مساء، مع وجوب احترام الطاقة الاستيعابية المحددة في 50 في المائة، ومراقبة احترام الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل العمومية والمحددة في 50 في المائة.
كما قررت الحكومة إغلاق الأسواق النموذجية والسويقات بكل تراب مدينة مراكش على الساعة الخامسة مساء، وإغلاق المناطق والمساحات الخضراء والحدائق العمومية التي تعرف توافدا واكتظاظا للساكنة على الساعة السادسة مساء.
من جهتها ستعرف مدينة بني ملال مجموعة من الإجراءات والتدابير الاستثنائية التي من شأنها محاصرة تنامي انتشار الوباء، حيث قررت الحكومة إغلاق المنافذ المؤدية لـ6 أحياء بالمدينة، وذلك ابتداء من يوم الجمعة 21 غشت 2020 عند الثانية عشرة زوالا. إضافة إلى إغلاق الحمامات وصالونات الحلاقة والتجميل والقاعات والملاعب الرياضية، وإغلاق المراكز التجارية الكبرى على الساعة الثامنة مساء.
وبخصوص أسواق القرب فقد تقرر إغلاقها على الساعة الثانية بعد الزوال، فيما تقرر إغلاق المجمعات والمحلات التجارية والمقاهي والفضاءات العمومية (منتزهات، حدائق …) على الساعة السادسة مساء.
كما توقف ذات البلاغ عند التدابير المتخذة لإغلاق المنافذ المؤدية للمناطق المستهدفة والتي ستواكَب بتشديد للمراقبة من أجل عدم مغادرة الأشخاص المتواجدين بها لمحلات سكناهم إلا للضرورة القصوى، مع اشتراط توفرهم لرخصة التنقل الاستثنائي المسلمة من طرف رجال السلطة للسماح بتنقلهم خارج محلات سكناهم.
هذا واشترطت الحكومة السماح للمواطنين بهذه المدينة السماح لهم بالتنقل خارجها بإلزامية توفرهم على رخص استثنائية مسلمة من قبل السلطات المحلية. كما سيتم الإبقاء على مختلف القيود الأخرى التي تم إقرارها من خلال حالة الطوارئ الصحية (منع التجمعات، الاجتماعات، الأفراح، حفلات الزواج، الجنائز …).
وأفاد بيان الحكومة إلى أنه سيبقى تخفيف هذه التدابير رهينا بتطور الحالة الوبائية بهذه المدن، وتراجع عدد المصابين، وتحقيق نتائج ملموسة في تطويق هذه البؤر، والتي تبقى في حد ذاتها مرتبطة بمدى التزام المواطنات والمواطنين بالاحتياطات الوقائية والاحترازية الضرورية من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية وضع الكمامات الواقية وتحميل تطبيق “وقايتنا”.