د. السفير محمد محمد الخطابي *
على هامش انطلاق فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمعرض الفرس الدولي في مدينة الجديدة تحت شعار «تربية الخيول بالمغرب.. الابتكار والتحدي»، وما فتئ هذا المعرض يحقق نجاحات باهرة منقطعة النظير، نشير إلى أن هناك موضوعا مثيرا له صلة مباشرة بهذا الموضوع المثير، يؤكد مدى طول باع المغاربة واهتمامهم على مر التاريخ بالفرس والفروسية على وجه العموم، حيث يبرز هذه الحقيقة التاريخية كتاب كبير يحمل عنوان «حصان الخَطْو في البيرو»، صدر في هذا البلد الأنديني الصديق للباحث الجامعي البيروفي «خوسي أنطونيو دابيلو بركاش»، الذي كان قد طلب مني – خلال عملي كقائم لأعمال سفارة المغرب بالبيرو (أواسط التسعينيات من القرن الماضي) – كتابة تقديم لكتابه الكبير على أساس أنه يبحث في أصول وجذور الحصان الحالي الذي يوجد في بلاده، إذ يؤكد بالمراجع، والمصادر، والمظان الدقيقة: «أن أصل هذا الحصان ينحدر من «الخيول المغربية-البربرية- الأندلسية»، التي استقدمها الإسبان منذ ما ينيف عن 500 سنة إلى القارة الأمريكية بما فيها البيرو، والتي يطلق عليها هذا الباحث الجامعي المتخصص في كتابه بالحرف الواحد: El Caballo Berberisco Marroquí»
».
تجليات معارض الفرس في المغرب
معروف أن المغرب يولي عناية كبرى للخيول وتربيتها وترويضها وتدريبها، وتُنظم على امتداد السنة العديد من المعارض، والمهرجانات، والاستعراضات في مختلف المدن المغربية بمشاركة العديد من الفوارس والفرسان من مختلف بلدان العالم، الذين يبهرون الناظرين بمهارات فائقة في فنون الفروسية وركوب الخيل، فضلا عن مشاركة ثلة من الكتاب، والمؤرخين، والفنانين التشكيليين في هذه المعارض بهدف تأصيل ونشر ثقافة الفرس وإبراز رونقه وبهائه. كان الفرس في كل الأزمنة مرتبطا بالفن، والثقافة، والشعر، والإبداع، ولذلك فإن هذا الفضاء يمكن الزوار من الإبحار في رحلة ممتعة لاكتشاف عوالم تجتمع فيها مختلف الإبداعات وعلاقتها بعالم الفروسية والفرس. وعليه فإن حضور الفرس بشكل بارز في مختلف الأوساط المغربية في مناسبات الأعياد، والاحتفالات أمر معروف ومألوف لدى القاصي والداني، وذلك نظرا إلى ما للفرس والفروسية من حمولة رمزية، ثقافية، وروحية، وتاريخية منذ عهود بعيدة. فقد برع المغاربة في تطوير فنون الفروسية وإيلائها عناية كبرى مثل «التبوريدة» التي تتجلى فيها أسمى مظاهر الأناقة، والرشاقة، والشجاعة، والشهامة، والجرأة، والخفة والمرونة، في امتطاء الخيول المسومة، فضلا عن عنايتهم الفائقة بكل ما له صلة بالفرس والفروسية تربية، و تدريبا، وتباريا، وركضا، وركوبا، وترويضا، وصيانة، وذلك ما نشاهده في معرض الفرس الدولي المقام حاليا في مدينة الجديدة، الذي ما فتئ يحقق منذ انطلاقه نجاحات باهرة منقطعة النظير.
كتاب «الحصان البيروفي من أصول مغربية»
بعد قراءتي لهذا السِّفر الكبير شعرت بمتعة لا حد لها، بل إنها كانت متعة مضاعفة، إذ يدور موضوع الكتاب حول تاريخ الحصان في أمريكا اللاتينية وبشكل خاص في البيرو، لقد قدم إلي هذا الكتاب في المقام الأول تاريخا موفيا ومفصلا عن تاريخ وصول الخيول إلى هذا الشق النائي من العالم، حيث أصبحت هذه الخيول في ما بعد من المفاخر التي تتباهى بها البيرو اليوم، بعد ترويضها لها وتلقينها العديد من فنون الخطو المحكم في خيلاء على أنغام موسيقى معينة، فضلا عن العروض التي تدربت عليها وألفتها وتقدمها هذه الخيول بمهارة فائقة. هذا كما شعرتُ في المقام الثاني أن هذا الموضوع التاريخي الطريف عن الحصان غير غريب ولا بعيد عني، إذ معروف بما لا يترك مجالا للريبة والشك أن الخيول التي يتحدث عنها الكتاب تنحدر من أصول عربية – مغربية – بربرية – أندلسية بالفعل، كما يؤكد معظم الدارسين من الإسبان وغير الإسبان وفي طليعتهم صاحب الكتاب الذي نحن بصدده.
مصطلحات الفرَس ذات الأصول العربية
ليس من الغرابة في شيء أن يجد القارئ في كتاب أنطونيو دابيلو غير قليل من الكلمات، والمسميات، والمصطلحات التي لها صلة مباشرة بالخيول التي تنحدر من أصول أو جذور عربية، وأمازيغية. ونسوق في ما يلي على سبيل المثال وليس الحصر بعض هذه الكلمات، التي يتضمنها هذا الكتاب بالذات والتي استقرت في اللغة الإسبانية على امتداد العصور، وهي ما فتئت تُستعمَل إلى اليوم في إسبانيا وفي بلدان أمريكا اللاتينية الناطقة بلغة سيرفانتيس، من هذه المصطلحات بالتوالي: الحِصان، Alazán الزّين، Zaino، الشكيمة، Jáquima، السّوط، Azote، العقرب، Alacrán الخِرقة، Jerga القميص، Camisa مسكين، Mezquino بطيح، Batea الآفة، Alifafes الشّال، Chal y Chalán الفارس، Alférez، الزغّاية، Azagaya (التي تعنى الرمح في الأمازيغية، حسب المستشرق الهولندي دوزي). هذه الكلمات وسواها نجدها في الكتاب، حسب نطقها الحالي في اللغة الإسبانية، والتي تعني نفس معانيها في لغتها الأصلية العربية. بالإضافة إلى الكلمات المذكورة أعلاه نجد مصطلحات أخرى تنحدر من اللغة العربية، التي لها صلة بالفرَس والفروسية يضيق المجال لذكرها في هذا المقال، مما يقدم الدليل على الأصول العربية- المغربية- والبربرية بالفعل للحصان البيروفي.
صدر هذا الكتاب في ثوب قشيب، وهندام رفيع مزدانا بروائع الصور ذات الألوان الزاهية عن الخيول العربية والبربرية والإسبانية في البيرو، وفي مختلف بلدان أمريكا اللاتينية. والحق أن المؤلف بذل جهدا كبيرا في إخراج هذا السِّفر الرائع، حيث امتعنا وأغنانا بالعديد من المعلومات حول الحصان في القارة الأمريكية.
منزلة الحصان في الشعر العربي
ومعروف أن الحصان قد احتل منذ القدم منزلة الصدارة ونال الاهتمام الأكبر في حياة مختلف الشعوب العربية، ولهذا نجد الأدب العربي يزخر بتراث زاخر من الأشعار العربية التي قيلت في الخيول، حيث تغنى الشعراء منذ العهود القديمة بالحصان الذين كانوا يعتبرونه حيوانا نبيلا وأليفا محبوبا، وقد ورد ذكر الخيل في عدة مواضع من القرآن الكريم.
وتعتبر الخيول العربية والمغربية والبربرية الأصيلة من أعرق الخيول في العالم وأجملها، وقد حاز العرب والأمازيغ شهرة واسعة في تربية الخيول ذات الدم الخالص، حيث كانوا يرعونها ويحافظون عليها كشيء ثمين، ومعروف أنه في اللغة العربية هناك ما ينيف عن مائة اسم أو نعت أو صفة للحصان، من التعابير الجميلة التي قيلت في الحصان قولهم: «يكاد أن يخرج من جلده من كثرة العدْو»، ويقال في السياق نفسه عن الخيول: «كانت تتبارى مع الرياح لخفتها ومرونتها وسرعتها وقوتها». ولقد استعيرت صفات الخيل للتغني بصفات الشعراء في مجال الاعتزاز بالنفس والأنفة والشموخ والخيلاء، حيث نجدهم يصفون أنفسهم بالخيول الأصيلة، كما أنهم مدحوا أنفسهم بها وألبسوها صفات الجواد، وكانت الخيول عندهم رمزا للأصالة، والبسالة، والاعتزاز بالنفس.
ومعروف أن الشعر العربي يحفل بالعديد من الأشعار التي قيلت في الخيول إعجابا وإطراء ومدحا، كان الشعراء يحبون الخيول حبا جما ويتغنون بها، كانوا يتألمون لجراحها، ويبكون عند موتها، وهكذا احتل الحصان مكانا مرموقا في الشعر العربي على امتداد العصور منذ أقدم العهود، وليس هناك شاعر عربي لم يذكر الحصان في شعره ولم يتغن به وبخصاله ومحامده، يقول أحمد أبو الطيب المتنبي:(الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني / والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ). ويقول متغنيا بالحصان والكتاب: (أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ / وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ). وهو القائل كذلك: (أصارع خيلاً من فوارسها الدهرُ / وحيداً وما قولي كذا ومعي الصّبرُ). وهو القائل: أراقب فيه الشمس أيّان تغرب / وعيني إلى أذني أغر كأنه.. من الليل باق بين عينيه كوكب.. له فضلة عن جسمه في إهابه.. تجيء على صدر رحيب وتذهب.. شققت به الظلماءَ أدنى عنانه.. فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب.. وأصرع أي الوحش قفـّيته به.. وأنزل عنه مثله حين أركب.. وما الخيل إلا كالصديق قليلة.. وإن كثرت في عين من لا يجرب. ويقول الشاعر الكِندي امرؤ القيس: وقد اغتدى والطيرُ في وكناتهـا بمنجـرد قيـد الأوابـد هيـكـل.. مِكـرٍّ مفـرٍّ مُقـبـلٍ مُـدبرٍ مـعـاً.. كجملود صخر حطّه السيلُ من عل. ومن شعره في الحصان أيضا: له أذنان يعرف العتق منهما.. كسامع مذعورة وسط ربرب.
وتعبير الشاعر حسان بن ثابت عن عَدْو الحصان ليس له نظير في مختلف لغات العالم، إنه يقول: عدمنا خيلنا إن لم تروها / تثيرُ النقعَ موعدُها كداءُ.. يبارين الأسنةَ مُصغياتٍ/ على أكتافها الأسل الظماءُ. فالرمح الذي يحمله الفارس في يده يقربه من عينيْ الفرس وهو يعدو فيظن أنه يتبارى معه ويريد تجاوزه فيبذل كل ما في وسعه وطاقته في العدو حتى يكاد أن يخرج من جلده. وكان لعنترة بن شداد فرس جميل يُطلق عليه (الأبجر) و(الأدهم ) وعنه يقول: كم مَهْمَهٍ قفرٍ بنفسي خضته / ومفاوز جاوزتُها بالأبْجر. وجُرِحَ فرسه في إحدى المعارك الضارية جرحا غائرا مؤلما مميتا، فحزن عليه حزنا شديدا، وهو يصف ذلك في معلقته فيقول: هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنة مالكٍ / إن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمي… يُخبرْكِ مَنْ شهد الوقيعة أنني / أغشىَ الوغىَ وأعفّ عند المغنم.. لمّا رأيتُ القومَ أقبل جمعُهم/ يتذامرون كررتُ غير مُذمّمِ.. يدعون عنتر والرّماح كأنها / أشطان بئرٍ في لبان الأدهمِ.. ما زلتُ أرميهم بثغرة نحره / ولبَانه حتّى تسربل بالدمِ…فازورّ من وقع القنا بلبانه / وشكا إليّ بعَبْرةٍ وتحمْحُمِ.. لو كان يدري ما المحاورة اشتكى/ ولكان لو علم الكلامَ مُكلِّميِ.
خيُول الريف أين هي اليوم؟
في سياق الحديث عن الخيول كان الأديب الباحث الصّديق علي الإدريسي كتب معلقا على مقال لي عن شاطئ «الصّفيحة»، الكائن بأجدير(الحسيمة)، وعن الخيول التي لعبت أدوارا أساسية في حرب الريف التحررية، حيث كتب يقول: «تكلم الدكتور محمد محمد الخطابي مشكورا في مقاله القيم عن سر تسمية شاطئ الصّفيحة، وتكرم الفنان مصطفى بوزيد بوضع لوحة زيتية تترجم مكانة الخيول في المقاومة، ومكانتها كذلك كجزء من حياة سكان الريف قبل الاحتلال الإسباني. ويعلم الجميع، أو يجب أن يعلم، أن تسمية قرية «أربعاء سيدي بوعفيف» (القريبة من أجدير) باسم بوكيدارن، هي تخليد لانتصار الفرسان الريفيين على فرسان جيش «بوحمارة»، حيث غرقت خيولهم على باب سيدي بوعفيف في قصة ليست بعيدة عما حكاه الأديب الدبلوماسي د. محمد محمد الخطابي عن معركة موقع الصّفيحة. كما أن أحاديث كثيرة تتناول دور الخيول الريفية في حرب التحرير زمن الشريف أمزيان، وزمن أنوال بقيادة الأمير الخطابي، والسؤال: أين خيول الريف؟ ومن أخذها؟ ومن يمنع اليوم المطالبة باستعادتها من المستولين عليها؟ هل هي جزء من خطط القضاء على هوية الريف في مجال الفروسية؟ رجائي من الدكتور الخطابي، الخبير بالعلاقات المغربية الإسبانية، ومن غيره من أهل الدراية بالمسألة أن يطرحوا هذا الموضوع. ولهم كل التقدير والعرفان».
كان لزاما علي أن أزجي للصّديق الإدريسي خالص الشكر على إطرائه، وأسارع بإخباره بأنه هو الذي أوحى لي بكتابة هذا المقال عن الخيول ذات الأصول العربية والأمازيغية الموجودة حاليا في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية، وكذا عن خيول الريف، ذلك أنني عندما كنت أعمل بليما بالبيرو كتبتُ تقديما ضافيا للكتاب الذي عالجناه آنفا حول الحصان العربي- البربري، الذي استقدمه الإسبان معهم إلى القارة الأمريكية، وهو من تأليف أنطونيو دابيلو بركاش، كما سبق القول سابقا، ويقع هذا الكتاب في 350 صفحة من القطع الكبير، وقد أهدي عند صدوره إلى جميع ملوك ورؤساء بلدان العالم.
صفائح أو حَدْوَات الحصان كمين للغزاة
أما قصة «الصّفيحة» أو «الحدوة» إياها التي أشار إليها الأديب الإدريسي، فمفادها أن الإسبان في إحدى غاراتهم على بلاد الريف اقتفوا آثار حوافر خيول ثلة من المجاهدين الذين كانوا يمتطون صهوات جيادهم، وعندما وصلوا إلى مكان يعرف اليوم بـ«الصّفيحة» وبجواره مكان آخر يسمى «مَلْعَب»، قبالة «جزيرة صخرة النكور» السليبة، دخلوا في غابات كثيفة، توقف المجاهدون تحت هذه الأشجار وأمر قائدهم الجميع بأن يقلبوا صفائح أو حدْوَات حوافر خيولهم واندسوا في غياهب الأجَمَة، فلما وصلت جيوش الإسبان مقتفية آثار حوافر خيول الريفيين ذهبوا في اتجاه معاكس فلم يعثروا لهم على أثر، واستدرجوا الإسبان لمكان نصبوا لهم فيه كمينا آخر في مكان يقال له (الطايث أو الطاية)، وهكذا نجوا من موت محقق، وبناء على هذه الواقعة ما زال يسمى ذلك المكان بـ«الصّفيحة» إلى اليوم، وأما «ملعب» فهو سهل فسيح كان سكان أجدير يلعبون ويتسابقون فيه على خيولهم، ويتدربون على فنون الخيالة والفروسية والقتال على صهوات جيادهم، وكانوا معروفين بمهارتهم في ركوب الخيل والركض به في مختلف الاتجاهات، ولقد ورث الأبناء فنون الفروسية عن أجدادهم، وحتى زمن قريب كان أحد أبطال المغرب في العديد من المناسبات الوطنية والدولية صهرنا المرحوم الكولونيل ماجور اليزيد شراط (من مواليد أجدير)، الذي حصد العديد من الميداليات والكؤوس الرفيعة داخل المغرب وخارجه، حتى ألحق به آنذاك عن كل جدارة لقب «فارس القرن».
أيها السهل الخصيب على شاطئ «الصّفيحة» الذي ما زالت رماله البركانية تذكر انتصارات سكانها على فلول الاستعمار الغاشم مع كل إشراقة شمس، وطلعة بدر، وإطلالة هلال، واكتمال قمر. هناك حيث ما زالت ذاكراتنا الوهنة تذكرنا كذلك بتباري سباق الفرسان الأشاوس، وهم يمتطون صهوات خيولهم المُسوّمة الذين كانوا ينتصبون عليها كالأسل الظماء.
مسك الختام
(أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابحٍ / وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ).. قالها أبو الطيب المتنبي في الزمن الغابر، قالها وأفاد، وأبلغ، وأقنع. فكلنا يعرف الدور الكبير الذي يلعبه الحصان في حياتنا منذ أقدم العصور، ويتجلى حب العرب والمغاربة وشغفهم بالخيول في العديد من المظاهر في تاريخهم الحافل، وفي حفلات الفنتازيا، والتبوريدة في مختلف المواسم، والاستعراضات، والمسابقات، والتباريات وعروض القفز على الحواجز التي تقدمها الخيول المسومة في الاحتفاليات الوطنية والدولية الكبرى، التي تقام في المغرب على وجه الخصوص، على امتداد الحوْل كما رأينا ذلك، وجسدت فعاليات المعرض الدولي للفرس المشار إليه أعلاه..
*كاتب وباحث ومترجم وعضو الأكاديمية الإسبانية الأمريكية للآداب والعلوم بوغوطا كولومبيا