شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

الحسن الثاني وبونغو صداقة استمرت مع محمد السادس وولي عهده

بين المغرب والغابون علاقة تاريخية راسخة، حددت معالمها الأولى من قبل الملك الراحل الحسن الثاني وصديقه الرئيس عمر بونغو أونديمبا، الذي التحق بالرفيق الأعلى بعد عشر سنوات عن وفاة الحسن الثاني.

حسن البصري:

تولى بانغو زمام الحكم في الغابون سنة 1967، واعتنق الإسلام سنة 1973، حيث غير اسمه إلى عمر بانغو، وقاد البلاد حتى وفاته سنة 2009، ليتولى ابنه علي بانغو السلطة، ويسير على نفس نهج والده ويشكل في علاقته مع المغرب نموذجا لاستمرارية الروابط التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية والإنسانية الاستثنائية التي تجمع بين المغرب والغابون.

على امتداد عقود مضت، ظل جسر العبور بين ليبروفيل والرباط نشيطا، بسبب الزيارات المتعددة للملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، وللرئيسين عمر وعلي بانغو، في تواصل ضخ نفسا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي عز الأزمات السياسية والصحية والاقتصادية، تتجدد عرى الصداقة وتشتد مواثيقها، بل إن افتتاح القنصلية العامة للغابون بمدينة العيون يعد أحد المظاهر المتعددة للروابط القائمة بين البلدين، كما أن هذا الافتتاح يؤكد، مرة أخرى، الدعم الثابت الذي يقدمه هذا البلد الشقيق للقضية الوطنية.

تعددت الزيارات بين زعماء البلدين، وأصبح المغرب البلد الثاني لعائلة بانغو، بل إن التاريخ يصر على كتابة سطور جديدة في سجل العلاقات المغربية الغابونية، ويقدم نموذجا لصداقة متينة صامدة ضد عاديات الزمن الإفريقي.

في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار»، نعيد ترتيب علاقة جمعت بلدين باعدت بينهما الجغرافيا وآلف بينهما التاريخ.

عمر بانغو: محمد السادس زار الغابون وعمره 13 سنة

في حوار أجرته مجلة «جون أفريك» مع الرئيس الغابوني عمر بانغو، مباشرة بعد وفاة الملك الحسن، سأله الصحافي فرنسيس كباتيندي، عن علاقته بالملك الجديد محمد السادس، فقال: «التقيت بمحمد السادس لأول مرة في الرباط عام 1975 على ما أذكر، وكان عمره آنذاك 12 سنة، وفي سنة 1976 سيأتي إلى ليبروفيل في مهمة رسمية، وهو في سن صغير، موفدا من طرف والده. كان يبدو صارما لكن شخصيته تظهر معدنه الأصيل وحرصه على تحمل المسؤوليات منذ الصغر. كان صديق الطفولة لابني علي، وأنا أعتبره ابني».

وفي الحوار نفسه، تحدث عمر بانغو عن مراسيم دفن الملك الحسن الثاني. قال إنه تلقى الخبر وهو في الجزائر حيث كان يشارك في مؤتمر للاتحاد الإفريقي، فاضطر هو وكثير من الرؤساء إلى التنقل على الفور إلى الرباط، حيث حضروا مراسيم الدفن. «حين دفن الملك في مثواه الأخير ألقيت نظرة في عين محمد السادس، فعانقني وانخرط في نوبة بكاء».

في هذا الحوار، يكشف الرئيس الغابوني الراحل عن كواليس لقاءاته مع الملك محمد السادس حين كان وليا للعهد، بل ويروي بعض الطرائف التي ظلت راسخة في ذهنه: «في زيارته الأولى إلى ليبروفيل زارني في القصر الرئاسي وكان برفقته جنرال عسكري من الديوان الملكي. صافحنا بعضنا البعض وقبل أن نشرع في الحديث لاحظ أن الجنرال المغربي المرافق له يجلس غير بعيد عنا، فطالبه بنبرة صارمة أن يتركنا للحديث على انفراد. حينها شعرت أنه مشروع قائد باميتاز».

خلال زيارات عمر بانغو للمغرب، ظل يحرص على زيارة محمد السادس حين كان طالبا في المدرسة المولوية بالرباط: «في إحدى زياراتي للعاصمة المغربية، قررت أن أزور محمد السادس في الثانوية التي يدرس فيها. صادفت فترة استراحة وكان الأمير منشغلا بالحديث مع أصدقائه التلاميذ، كأي طالب عادي، وما إن شاهدني أتوجه إليه حتى التمس العذر من زملائه وتوجه نحوي معانقا، بل إنه أصر على أن أزور غرفته وكانت عادية لا تختلف عن باقي غرف التلاميذ، بل إنها لم تكن تتوفر على تلفزيون، إلا أن الأمير كان ملما متتبعا بالأخبار العالمية».

وقال عمر بانغو إنه من شدة تردده على المغرب أصبح عاشقا للفن المغربي، حيث تعرف على عدد من مطربي القصر، وعلى عدد من رؤساء وملوك الدول الصديقة.

مسجد الحسن الثاني في ليبروفيل.. قصة وفاء روحي

في يوم الجمعة 11 فبراير 1983، تم تدشين مسجد في قلب العاصمة الغابونية ليبروفيل يحمل اسم «الحسن الثاني»، كتب على لوحته إنه «رمز للأخوة الدائمة بين المغرب والغابون»، وجرى افتتاحه من قبل فخامة رئيس الجمهورية الغابونية عمر بانغو، بحضور مولاي الحسن بن المهدي، ممثلا للملك الحسن الثاني.

قال الرئيس الغابوني بعد أداء صلاة الجمعة في هذا الصرح الديني، إن الأمر يتعدى بناء مسجد للصلاة، ويتجاوزه إلى «بناء صرح أخوة بين بلدين أريد لها أن تكون أبدية، فقد كان القصد أن تبث هذه المعلمة التاريخية والروحية رسائل الحب والفضيلة والإنسانية التي ينادي بها الإسلام، وتساهم في المد الروحي لهذه العقيدة بداخل هذا البلد».

يوجد المسجد في وسط العاصمة ليبروفيل، وحددت له أدوار أخرى، إذ اعتبر مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ومقرا لاحتضان مسابقات ترتيل وتجويد القرآن الكريم، كما يضطلع بدوره في الإصلاحات الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع مختلف المؤسسات التعليمية. وهو أيضا مكان للالتقاء بين جميع مسلمي البلاد، رجالا ونساء، الذين يرتادونه بغية التشبع بتعاليم الإسلام، بل إنه شهد العديد من حالات اعتناق الديانة الإسلامية.

تم تشييد هذا المسجد قبالة القصر الرئاسي في العاصمة، لذا كان الرئيس حريصا على أداء مشاعره الدينية في معلمة دينية رائعة شيدت على مساحة إجمالية قدرها 1.5 هكتار، ويحتوي على قاعة كبيرة للصلاة تصل مساحتها إلى 3500 متر مربع، بمقدورها أن تتسع لخمسة آلاف مصل، وقاعة أخرى للنساء وقاعة حمام للوضوء، ومئذنة يبلغ علوها أكثر من 40 مترا.

أرسل الملك الحسن الثاني عشرات الحرفيين المغاربة، بعد أن اعتمد في تزيينه من الداخل على الزليج البلدي التقليدي والجبس والخشب وفسيفساء الزليج المغربي الفاسي بالخصوص، الملون وفقا للأسلوب العربي- الإسلامي الذي تفنن الحرفيون المغاربة في تحضيره.

ومنذ بنائه (من 1978 إلى 1983)، لم يخضع مسجد الحسن الثاني في ليبروفيل إلا لأشغال صيانة وتحسين طفيفين، قبل عامين، شملت تكسية الساحة الخارجية بالسيراميك. وأشغال تخص أجهزة التكييف المركزي، ونظام الصوت وأيضا تغيير الزرابي. وبنظرة على السجل الذهبي للمسجد نقف على انطباعات بيد العديد من الزعماء من بينهم الرئيس التركي السابق عبد الله غول، الذي تردد كثيرا على هذا المسجد.

 

الرئيس الغابوني يرسل وفدا هاما للمشاركة في المسيرة الخضراء

لم يكتف الرئيس الغابوني عمر بونغو بتوقيع قرار مشاركة وفد غابوني مكون من الحزب الديمقراطي وشخصيات جمعوية ودينية في المسيرة الخضراء. بل ألح على تنظيم مسيرة خضراء موازية في نفس اليوم لكن في ليبروفيل، ودعا الرئيس سكان العاصمة الغابونية للقيام باستعراض جماهيري تضامنا مع المملكة المغربية في نفس اليوم الذي انطلقت فيه المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية.

وحسب مجلة «دعوة الحق»، فإن الرئيس الغابوني قال في أعقاب زيارة قام بها إلى كل من البرازيل والمغرب وقطر أن «بعثة عن الحزب الديمقراطي الغابوني ستتوجه قريبا إلى المغرب لتكون في طليعة المسيرة الخضراء»، وتحدث الرئيس بونغو عن المحادثات التي أجراها مع جلالة الملك في مراكش حول تأييد الغابون للمغرب فحذر من سوء فهم هذا التضامن من طرف أولئك الذين يرون فيه تدخلا في الشؤون التي لا تعني الغابون، وقال: «الغابون غير محتاج لنصائح أي أحد وأنه ينهج السياسة التي يراها صائبة، وأن تأييده للمغرب يدخل في هذا الإطار».

وذكر الرئيس الغابوني أنه يمكن أثناء توقفه في مراكش مناقشة عدة قضايا تهم التعاون المغربي الغابوني، ما جعل الرأي العام في الغابون يتابع باهتمام بالغ تطور قضية الصحراء على ضوء المسيرة الشعبية، التي نظمها المغرب للانطلاق نحو الأراضي المسترجعة من الإسبان.

وقد اهتمت وسائل الإعلام الغابونية من إذاعة وتلفزيون وجرائد بالصدى العميق الذي خلفه قرار المسيرة، وتابع الغابونيون مشاهد للجماهير المغربية المشاركة في المسيرات التي ينظمها الشعب المغربي في كل الجهات عبر المملكة وللجماهير المقبلة على مكاتب التسجيل للمتطوعين. كما وجه الحزب الديمقراطي الغابوني نداء إلى الشعب في الغابون يدعوه إلى الاستعداد للمسيرة التي تقرر تنظيمها في ليبرفيل.

وللإشارة فإن السميرة الخضراء عرفت مشاركة وفود من المملكة العربية السعودية، الأردن، قطر، الإمارات، سلطنة عمان، السودان، الغابون، السينغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

 

الأمن المغربي في حماية رئيس الغابون

أعجب كثير من رؤساء الدول الإفريقية بنظام الخفر الملكي، واعتبروا فشل جميع المحاولات الانقلابية، التي استهدفت الملك الحسن الثاني، دليلا على نجاعة النموذج المغربي في أمن وسلامة الزعماء، لذا استنجد كثير من الرؤساء والملوك العرب والأفارقة بخدمات رجال الأمن المغاربة، الذين نالوا في حيز زمني قصير ثقة الأنظمة والقائمين عليها، كما يتولى مغاربة آخرون في بعض الدول الإفريقية مهمة تدريب وتكوين الحراس الخصوصيين لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية.

وعلى الرغم من وفاة الرئيس الغابوني السابق عمر بانغو، فإن ابنه ووريث كرسي الرئاسة علي بانغو أصر على الاحتفاظ بالحرس المغربي الذي رافقه في أول رحلة له وكانت للديار السعودية، إذ شوهد حارس خفر رئاسي مغربي برتبة كولونيل ينحدر من الرباط بلباس الإحرام جنبا إلى جنب الرئيس، وهو الحارس الذي ظل إلى جانب والده إلى آخر دقائق وفاته في مصحة ببرشلونة.

وكان عمر قريب محمد المديوري، مدير الأمن الخاص للراحل الحسن الثاني منذ بداية السبعينيات لمدة 28 سنة، مشرفا على الأمن الخاص للرئيس الغابوني عمر بانغو، إلى جانب فريق أمني تم اختياره بعناية من طرف أمن القصور.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن المعهد الملكي للشرطة، قد استقبل أطرا أمنية غابونية على غرار باقي الدول التي تستكمل تكوينها في هذا المعهد، وتستفيد من دورات تكوينية أطرها ضباط مغاربة، في إطار تفعيل سياسة جنوب جنوب التي تنهجها المملكة.

توأم ضريح محمد الخامس في ليبروفيل

حين زار الرئيس الغابوني علي بانغو المغرب وتوقف للترحم على الملك الحسن الثاني، أعجب بضريح محمد الخامس أيما إعجاب وأصر على أن يجعل له نسخة في ليبروفيل. وما أن وصل إلى بلاده حتى شرع في تنفيذ الفكرة.

في الذكرى السابعة والأربعين لحكم الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو، وتحديدا سنة 2014، وقفت الغابون في لحظة عرفان لمؤسس نهضة البلاد، وكانت هذه الوقفة بلمسة مغربية، حيث تم تدشين ضريحه، الذي أشرف عليه مهندس معماري مغربي اسمه شفيق القباج، تم تصميمه على شاكلة الضريح الذي دفن فيه ملوك علويون، في مقدمتهم الملك الراحل محمد الخامس ووريث عرشه الحسن الثاني، إلى جانب الأمير مولاي عبد الله.

ويعد الضريح نسخة منقحة من ضريح الرباط، ويقع على مساحة 6500 متر، وأصبح مزارا للعموم بعد الانتهاء من الأشغال. ويتكون الضريح من ثلاثة أجزاء، تعكس شعارات الراحل عمر بونغو خلال فترة حكمه للبلاد، ويوجد في الجزء الأول قبر الراحل وإلى جانبه مسجد، والثاني قاعة تضم صورا تؤرخ لإنجازات مؤسس نهضة الغابون، والثالث يضم متحفا بالجمهورية الغابونية.

شارك في بناء هذه المعلمة حوالي 1000 عامل من ست دول، أبرزهم حرفيون مغاربة، اشتغلوا ملايين الساعات ليل نهار من أجل تشييد الضريح الذي تحول إلى مزار بعد الانتهاء من أشغاله.

وبعد تدشينه طالب فاعلون بتوأمة ليبروفيل والرباط، مادامت العاصمة الغابونية قد ارتبطت روحيا بأختها العاصمة المغربية، ودعوا مجلس جماعة الرباط إلى تنفيذ المقترح ترسيخا للعلاقات الراسخة بين البلدين.

وللإشارة فإن ضريح محمد الخامس الذي يعد معلمة تاريخية فريدة، هو من تصميم المهندس الفيتنامي «إيريك فان تاون»، وتم تشييده مقابل صومعة حسان على ساحة يعقوب المنصور الموحدي في مدينة الرباط، وقد تم بناء هذه التحفة المعمارية على مرتفع مقابل لمدينة سلا مطل على نهر أبي رقراق وعلى مقربة من مصبه بالمحيط الأطلسي. استغرق بناء ضريح محمد الخامس حوالي عشر سنوات حيث شرع في تشييده سنة 1962 لتوضع لبنة الختام سنة 1971.

 

محمد السادس وعلي بانغو.. صداقة منذ الطفولة

نشر علي بونغو أونديمبا، رئيس جمهورية الغابون، قبل سنتين، صورتين تجمعانه بالملك محمد السادس على صفحته الرسمية بـ «فيسبوك»، مشيدا بالعلاقات التي تربط البلدين وتجمع بين الزعيمين.

الصورتان اللتان اختار بونغو نشرهما تعودان إلى فترتين زمنيتين مختلفتين، الأولى برز فيها الملك رفقة الرئيس أثناء حفل رسمي عقب توليه زمام الحكم، والثانية تعود إلى سنوات خلت، وتظهرهما حينما كانا شابين.

وعلق بونغو على الصورتين قائلا: «الصداقة الحقيقة هي تلك التي لا تنطوي على أسرار»، وأرفقهما بوسمي المغرب والغابون، وسرعان ما انهالت التعليقات على الصورتين مشيدة بملك المغرب ورئيس الغابون.

حين تولى الصديقان السلطة، حرص الرئيس الغابوني علي بونغو، على زيارة المغرب سواء في زيارات عائلية خاصة أو لقاءات رسمية. بل إنه قضى جزءا من عطلته الصيفية في مدينة طنجة، وتحديدا بالمدينة القديمة رفقة أفراد من أسرته وحرسه الخاص، حيث قاموا بزيارة عدد من المآثر والبنايات التاريخية بالمنطقة. وشوهد الرئيس وهو يتجول بالقصبة كما زار متحف القصبة وحجرة غنام، وكان بعد مجيئه بيوم واحد التقى بالملك محمد السادس في إحدى الإقامة الملكية بساحل تمودة باي.

وتجمع المغرب والغابون علاقات متميزة تعود إلى سنوات وتطبع مجالات متعددة، لا ينفك الملك يشيد بها في العديد من المناسبات، وسبق أن عبر في برقية بعث بها إلى بانغو عن ارتياحه للمستوى الممتاز الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات أخوية نموذجية وتعاون مثمر متعدد الأبعاد.

منذ تعيينه رئيسا للغابون حرص علي على زيارة المغرب، كما زار محمد السادس الغابون مرات عديدة، وفي كل زيارة تخصص ساكنة العاصمة الغابونية ليبروفيل والجالية المغربية بها، استقبالا شعبيا وحماسيا كبيرا لمحمد السادس أميرا أو ملكا.

واليوم تشكل زيارة الملك محمد السادس لليبروفيل لبنة جديدة، في مسار تطوير العلاقات القائمة بين البلدين، والمتميزة على الدوام بآفاقها الواعدة، وفرصة سانحة لمواصلة تعميق وتوسيع الشراكة الثنائية التضامنية والمثمرة استجابة للتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين، المشهود لهما بتشبثهما القوي بالتعاون بين الدول الإفريقية. حتى وهو في زيارة خاصة للغابون بالمنتجع المفضل، في جزيرة بوانت دينيس، على مشارف نهر كومو، التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن ليبروفيل، فإن وسائل إعلام غابونية وصفت الرحلة بـ «زيارة عمل ثنائية».

 

بانغو.. من المستشفى السعودي إلى المستشفى العسكري بالرباط

قضى الرئيس الغابوني علي بونغو فترة طويلة في المغرب حيث اختار بلادنا للنقاهة الصحية بناء على توصية من فريقه الطبي، على الرغم من أنه قضى في مستشفى الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض فترة علاج نتيجة إصابته بوعكة صحية، بعدها اختار العلاج وقضاء فترة نقاهة بالمغرب، وذلك بدعوة من الملك محمد السادس.

وكانت مجلة «جون أفريك» قد كشفت استنادا إلى «مصدر قريب من عائلة الرئيس الغابوني»، اختياره العلاج بمستشفى عسكري بالمغرب بدل برشلونة أو لندن، علما أن والده عمر بانغو قد توفي في إحدى مصحات برشلونة.

وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الغابوني، صديق الطفولة بالنسبة للملك محمد السادس، قد فضل مقترح المغرب، مؤكدة أن علي بونغو، أصيب بوعكة صحية أثناء مشاركته في مؤتمر «مستقبل الاستثمار/ دافوس الصحراء» بالعاصمة السعودية الرياض.

وقام الملك محمد السادس بزيارة لرئيس جمهورية الغابون، علي بونغو أونديمبا بالمستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط، واطلع الملك محمد السادس، خلال هذه الزيارة، على الحالة الصحية لصديقه علي بونغو الذي كان يمضي مقاما طبيا بالمغرب من أجل إعادة التأهيل الطبي والنقاهة. جدد الملك محمد السادس متمنياته بالشفاء العاجل لرئيس جمهورية الغابون، الزيارة جسدت عمق العلاقات التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية الغابون، وكذا روابط الصداقة والتضامن القوية القائمة على أخوة عميقة وتاريخية بين الشعبين وبين قائدي البلدين.

تحول المستشفى إلى نقطة جذب لشخصيات بارزة في الحزب الحاكم بالغابون، فضلا عن أعضاء في الحكومة، وتضم قائمة الضيوف أيضا رئيسة المحكمة الدستورية، ماري مادلين مبورانتسيو، ومدير ديوان الرئاسة، بريس لاكريش أليهانغا، سيما وأن غياب الرئيس وخضوعه للعلاج في السعودية قد أثار جدلا واسعا في الغابون، وصل إلى حد انتشار إشاعات مغرضة كالنار في الهشيم.

اللجنة الاستشارية للحزب الديمقراطي الغابوني طالبت بتوضيح حول مصير الرئيس الغابوني لطمأنة الشعب. ومن جهته قال إيك نغوني المتحدث باسم الرئيس الغابوني إن الأطباء أوضحوا إصابته بإرهاق شديد وطلبوا منه ملازمة الفراش.

وقالت زوجة الرئيس الغابوني سيلفيا بونغو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنها وعائلتها متأثرة بشكل كبير بالعدد الهائل من الصلوات والدعوات، وقامت بتغيير صورتها في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي من صورة ملونة مشتركة مع زوجها الرئيس إلى أخرى بالأبيض والأسود، خاصة بعد أن أكدت «فرانس بريس» أن الرئيس بونغو أصيب بسكتة دماغية، وهو ما تبين أنه مجرد افتراء.

غادر علي بونغو أونديمبا المغرب، في ختام مقام طبي، في صحة جديدة وبدا في كامل لياقته وهو يهم بمغادرة مطار الرباط- سلا.

قضى الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا أياما بالمستشفى العسكري بالرباط، ليمضي فترة نقاهة في إحدى الإقامات الخاصة بالرباط، ووفق مصادر إعلامية فقد غادر بونغو الذي تكفل الملك محمد السادس بعلاجه المستشفى، بعد أن تلقى موافقة من طرف الفريق الطبي. وكان بونغو قد وصل إلى المغرب، بعد قرابة شهر قضاها في مستشفى فيصل بالعاصمة السعودية إثر إصابته بسكتة دماغية في 24 أكتوبر الماضي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى