حل محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، رفقة بعض أعضاء مكتبه السياسي بمدينة كلميم، نهاية الأسبوع، وعقد لقاءات موسعة مع عدد من الوجوه السياسية وأعيان بعض القبائل، وذلك تمهيدا لاستمالة عدد منهم نحو حزب الحركة الشعبية.
واستنادا إلى المصادر، فإن وفد حزب الحركة الشعبية حل بمدينة كلميم في ظرفية مهمة من أجل إعادة ترتيب بيت الحزب بالمنطقة، وإعادة بنائه من جديد بعد فترة فراغ دامت لسنوات طويلة. كما يعول الحزب على التحاق عدد من المنتمين إلى حزب الأصالة والمعاصرة بحزب الحركة الشعبية، خصوصا الغاضبين من عبد اللطيف وهبي، بحيث أصبحت دائرة هذه الفئة تتسع يوما بعد يوما، رغم بعض التدخلات هنا وهناك لرأب الصدع.
وفي هذا السياق، فقد بدأ محمد أوزين والوفد المرافق له زيارته من داخل منزل الراحل عبد الوهاب بلفقيه، حيث حضر هذا اللقاء مجموعة من أعيان جهة كلميم- واد نون، وعدد كبير من سياسيي المنطقة ومنتخبيها. وقد ألقى أوزين كلمة أمام الحضور، حيث رد بطريقة غير مباشرة على عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وأعاد أوزين في هذا اللقاء ما سبق أن سمعه من الراحل بلفقيه عندما قال له: «إن المكان الذي يظلم فيه الإنسان، يكرم فيه»، وأضاف: «لم أفهم معنى هذا الكلام وقتها إلى أن انتخبت أمينا عاما لحزب الحركة الشعبية»، في إشارة إلى انتخابه بالإجماع أمينا عاما للحزب من داخل مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي كان سببا في خروج أوزين من الحكومة قبل سنوات.
إثر ذلك، حضر أوزين ومن معه حفل عقيقة أحد أعضاء مجلس الجهة، والمنتخب عن حزب الحركة الشعبية، حيث كان اللقاء فرصة أخرى للأمين العام للحزب لعقد لقاء مع عدد من السياسيين والمنتخبين بالجهة. وقبل ذلك قام بجولة بالمدينة وعقد لقاءات مستعجلة ببعض المحلات التجارية مع بعض التجار الكبار.
وبحسب المعطيات، فإن حزب الحركة الشعبية يحاول استرجاع مجده السياسي بالأقاليم الجنوبية، بعد فترة ركود وجمود طيلة السنوات الأخيرة، حيث لم يكن يحصل على مقاعد مهمة في الانتخابات التشريعية، خصوصا في الدوائر المحلية، كما فقد عدة حصون وقلاع كانت دوما تترشح للانتخابات بلون الحركة الشعبية.
ومن غير المستبعد أن ترحل عدة وجوه سياسية بإقليم كلميم على وجه الخصوص، بعد انتهاء الولاية الانتدابية الحالية من حزب الأصالة والمعاصرة نحو حزب الحركة الشعبية، خصوصا تيار عبد الوهاب بلفقيه الذي لم يعد راضيا على وجوده داخل الحزب، كما أن علاقته بالأمين العام الحالي للحزب لم تعد سمنا على عسل. وما يكشف ذلك أن وهبي عند حلوله مؤخرا بمدينة كلميم لتدشين محكمة الاستئناف، لم يستطيع عقد أي لقاء مع منتخبي المنطقة جريا على عادة الأمناء العامين والوزراء، بل كانت في استقباله كتابات حائطية تطالبه بالرحيل عن كلميم، كما نظم بعض أنصار بلفقيه وقفة احتجاجية بمدخل المدينة على الطريق التي مر منها موكب وزير العدل، حاملين لافتات بها صور الراحل بلفقيه، وبعض عبارات تحميل المسؤولية الأخلاقية في وفاته للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.
كلميم: محمد سليماني