إسرائيل تضغط على أوكرانيا بقبول “شروط” روسيا لوقف إطلاق النار
في اليوم التاسع عشر من الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، لازال القصف مستمرا على عدة مدن أوكرانية أهمها ماريوبل التي شهدت معارك عنيفة خلفت عددا كبيرا من القتلى المدنيين. فيما الزحف مستمر نحو العاصمة كييف. ووجهت إلى روسيا اتهامات بضم مقاتلين “مرتزقة” إلى جنودها واتهمت أوكرانيا باستقطاب الآلاف من المتطوعين من خارج البلاد للقتال في صفها وتشكيل “فيلق دولي”.
سهيلة التاور
جيش من المرتزقة لصالح روسيا
جاء في تقارير عديدة أن روسيا تقوم بتجنيد كتيبة جديدة من المرتزقة الروس للقتال في أوكرانيا. وكما قال سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي الجمعة الماضية إن نحو ستة عشر ألف مقاتل من الشرق الأوسط أبدوا استعدادهم للمشاركة في القتال في صفوف الجيش الروسي.
وأضاف وزير الدفاع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامر بالسماح لمقاتلين من الشرق الأوسط بالمشاركة في الحرب الجارية.
وتنشط وحدات مجموعة فاغنر من المرتزقة الروس في عدد من دول الشرق الأوسط، في ليبيا، وسوريا، والسودان، بعدما ظهرت وحدات المجموعة لأول مرة بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا خلال النزاع الذي جرى في عامي 2014 و2015.
وتفيد تقارير أن نحو أربعمئة مقاتل من مجموعة فاغنر موجودون حاليا في أوكرانيا.
وظهرت مجموعة فاغنر للمرة الأولى في عام 2014، عندما كانت المجموعة تدعم الانفصاليين الموالين لروسيا بشرقي أوكرانيا.
ويقول جايسون بلاذاكيس، وهو زميل في معهد صوفان الأمريكي البحثي للشؤون الأمنية، ومسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن هناك “طلبا شديدا على المقاتلين” حاليا، وإنهم سيحتاجون الآلاف من المقاتلين حتى يتمكنوا من إحداث فرق في ساحة القتال.
كما أن العديد من عناصر المجموعة السرية المحترفين تم التواصل معهم وتجنيدهم في وحدات يديرها ضباط يعملون لصالح جهاز المخابرات العسكرية الروسي التابع لوزارة الدفاع، وكان ذلك قبل بدء عملية غزو أوكرانيا بعدة أسابيع.
فيلق دولي لصالح أوكرانيا
لقد أعلن مكتب الرئيس الأوكراني في الخامس من الشهر الجاري عن إطلاق موقع على شبكة الإنترنت لتوجيه الرعايا الأجانب خلال عملية التقدم للانضمام إلى فيلق الدفاع الدولي الأوكراني، وهو الموقع الذي يوفر إرشادات خطوة بخطوة حول كيفية الانضمام للفيلق.
وتشير الأرقام التقريبية إلى حوالي 20 ألف شخص غالبيتهم قدموا من أوروبا وأمريكا الشمالية. وهناك 500 من بيلاروسيا وبعض المتطوعين اليابانيين.
وتقول بعض وسائل الإعلام الألمانية إنه يُعتقد أن ما يصل إلى 1000 مواطن ألماني سافروا إلى أوكرانيا. وردا على سؤال حول الموضوع، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية: “وزارة الدفاع الفيدرالية ليس لديها علم بهذا الأمر المتعلق بالاستفسار”.
وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على التقارير التي تفيد بأن السفارة الأوكرانية في واشنطن تساعد الأمريكيين الذين يريدون الذهاب والقتال ضد روسيا، قال موضحا في مطلع إجابته عن سؤال بذلك الخصوص: “حسنا، لم نغير نصيحتنا..كانت نصيحتنا بشأن ذلك واضحة منذ أن بدأنا الحديث عن هذا الأمر لأول مرة”.
وأضاف برايس: “صحيح أن الأوكرانيين أظهروا شجاعتهم وشجاعتهم في المواجهة، وهم يطالبون بكل مورد وكل وسيلة لديهم للدفاع عن أنفسهم..وبالطبع، تقف الولايات المتحدة معهم في توفير مساعدتنا الأمنية..في شكل إمداداتنا الإنسانية..في شكل دعمنا الأوسع، ونحن نشيد، ونستلهم من شجاعتهم..في الوقت نفسه، تظل إرشاداتنا كما هي، ولا تزال إرشادات السفر الخاصة بنا قائمة..يجب على مواطني الولايات المتحدة عدم السفر إلى أوكرانيا..يجب على أولئك الموجودين في أوكرانيا المغادرة على الفور، إذا كان ذلك آمنا بالنسبة لهم، وذلك باستخدام الخيارات التجارية أو غيرها من الخيارات المتاحة للقطاع الخاص في وسائل النقل البري الآن”.
وأكمل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: “الأهم من ذلك أن مواطني الولايات المتحدة الذين يسافرون إلى أوكرانيا، خاصة بغرض المشاركة في القتال هناك، يواجهون مخاطر كبيرة، بما في ذلك الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في الأسر أو الموت..الولايات المتحدة، كما تعلمون، غير قادرة على تقديم المساعدة لإجلاء المواطنين الأمريكيين من أوكرانيا، بما في ذلك الأمريكيون الذين قد يقررون السفر إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب الجارية..بالإضافة إلى تلك المخاطر الأخرى على السلامة الشخصية – وهذه نقطة نريد التأكيد عليها – يجب على المواطنين الأمريكيين أن يكونوا على دراية بأن روسيا صرحت بأنها تنوي معاملة المقاتلين الأجانب في أوكرانيا على أنهم “مرتزقة”.
الاقتراب من كييف
ويواصل الجيش الروسي تقدمه نحو كييف وتطويقها، وتعرضت بلدة فاسيليكف (40 كلم جنوب العاصمة) للقصف.
وسقطت ثمانية صواريخ روسية على المطار المحلي الذي “دمر بالكامل”، حسبما كتبت رئيسة البلدية ناتاليا بالاسينوفيتش على موقعها في فيسبوك. كما أصيب مستودع زيت واشتعلت فيه النيران، على ما أضافت.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس السبت، إن القتال مستمر في شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، وإن معظم القوات البرية الروسية باتت على بعد حوالي 25 كيلومتراً من وسط المدينة.
وأضافت الوزارة عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، أن الهجمات الأوكرانية المضادة كبدت القوات الروسية خسائر كبيرة.
وأشارت إلى أن مدن خاركيف وتشيرنيهيف وسومي وماريوبول في أوكرانيا لا تزال محاصرة وتتعرض لقصف روسي كثيف.
قصف مكثف على ماريوبل
وتعرض مسجد لجأ إليه 80 مدنياً بينهم أتراك للقصف، أمس السبت، في ماريوبول في جنوب شرقي أوكرانيا حيث يُحاصر آلاف الأشخاص منذ أيام، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية.
وقالت الوزارة في تغريدة على تويتر “قصف الروس مسجد السلطان سليمان وزوجته روكسولانا في ماريوبول”.
وأضافت أن “أكثر من 80 بينهم أطفال كانوا يحتمون هناك، ومن بينهم مواطنون أتراك”، دون أن تُحدد متى وقع القصف.
وماريوبول محاصرة من القوات الروسية وتتعرض للقصف منذ أكثر من اسبوع.
وقال مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إن الوضع في المدينة الساحلية “ميؤوس منه” والمدنيون يحاولون الفرار وحيث يعانون من نقص المياه والتدفئة فيما المواد الغذائية شارفت على النفاد.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر الجمعة إن “ماريوبول المحاصرة تشهد أسوأ كارثة إنسانية على الأرض. 1582 قتيلا من المدنيين في 12 يوما”.
وقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل في قصف استهدف مستشفى توليد في المدينة الأربعاء الماضي ما أثار استنكارا دوليا.
وتبذل مساع لفتح ممر إنساني جديد للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة باتجاه زابوريجيا (200 كلم شمال شرق)، وفق نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك.
ومنذ أيام يقول الأوكرانيون إن الجيش الروسي يقصف طريق قوافل الإجلاء ما يمنع الناس من المغادرة.
وقالت فيريشوك في تسجيل فيديو نشر على موقع الرئاسة الأوكرانية “آمل أن يمضي اليوم بخير، وأن تفتح الطرق المقررة وأن تفي روسيا بالتزاماتها فيما يخص احترام وقف إطلاق النار”.
قصف المرضى في ميكولايف
وفي مدينة ميكولايف الساحلية (جنوب) لم تتوقف عمليات القصف ليلا وأصابت خصوصا مركزا لرعاية مرضى السرطان ومستشفى للعيون.
وقال رئيس مستشفى طب العيون دميترو لاغوتشيف “أطلقوا النار على هذه المناطق المدنية من دون أي هدف عسكري”.
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول أمس السبت، أمهات الجنود الروس إلى منع إرسال أبنائهن إلى “الحرب” في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تلغرام “أريد أن أقول هذا مرة جديدة للأمهات الروسيات، خصوصا لأمهات المجندين. لا ترسلن أولادكن إلى الحرب في بلد أجنبي”.
وتابع زيلينسكي “أوكرانيا لم ترغب أبدا في هذه الحرب الرهيبة. وأوكرانيا لا تريدها. لكنها ستدافع عن نفسها بقدر ما يتطلبه الأمر”.
تهم متبادلة
وفي اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي والرئيس الفرنسي والألماني تم إبلاغهم بـ”الحقائق” العديدة عن الخرق الفاضح لمعايير القانون الإنساني الدولي من قبل قوات الأمن الأوكرانية”، مضيفا أن بوتين حضّ الزعيمين الأوروبيين على التأثير على سلطات كييف.
وذكر بوتين في الاتصال الهاتفي مع نظيريه “الاغتيالات العشوائية للمعارضين” و”احتجاز مدنيين رهائن” و”استخدامهم كدروع بشرية” و”نشر أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية قرب مستشفيات ومدارس وحضانات أطفال” بحسب بيان الكرملين.
كما اتهم “الكتائب القومية” الأوكرانية “بعرقلة عمليات الإنقاذ بشكل منهجي وترهيب المدنيين الذين يحاولون الخروج” من مناطق القتال. وأضاف الكرملين أن “فلاديمير بوتين حث إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس على التأثير على سلطات كييف لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية”.
إلى ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس ماكرون تحدّث قبل ذلك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، دعا زيلينسكي السبت نظيره الفرنسي إلى المساعدة في الإفراج عن رئيس بلدية مدينة ميليتوبول الأوكرانية الذي خطفه الروس قبل ليلة.
الضغط على أوكرانيا
أكدت السلطات الأوكرانية، أمس السبت، أن الموافقة على طلبات روسيا في المفاوضات “مستحيلة لأسباب عسكرية وسياسية”.
ورفض مستشار أوكراني كبير اليوم، إشارات إلى أن إسرائيل حاولت حث أوكرانيا على الرضوخ للمطالب الروسية خلال المحادثات.
وتشارك إسرائيل في جهود دبلوماسية لمحاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحدث هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان تقرير في موقع “والا” وصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيليتين قد نقل عن مسؤول أوكراني لم يذكر اسمه قوله، إن بينيت حث أوكرانيا على الرضوخ لروسيا.
ورداً على هذا الأمر، قال المستشار الأوكراني ميخايلو بودولاك على “تويتر”، إن إسرائيل “مثلها مثل الدول الوسيطة الأخرى لا تعرض على أوكرانيا الموافقة على أي مطالب من الاتحاد الروسي.. هذا مستحيل لأسباب عسكرية وسياسية. على العكس من ذلك، تحث إسرائيل روسيا على تقييم الأحداث بشكل أكثر ملاءمة”.
بدوره، وصف مسؤول إسرائيلي، التقرير الصحافي بأنه “مزيف بوضوح”.
وقال المسؤول: “لم ينصح رئيس الوزراء بينيت في أي وقت الرئيس زيلينسكي بقبول صفقة من بوتين لأنه لم يتم عرض مثل هذه الصفقة على إسرائيل حتى نتمكن من القيام بذلك”. وتابع: “لم يبلغ بينيت زيلينسكي في أي وقت كيف يتصرف، ولا نية لديه لإبلاغه بذلك”