شوف تشوف

الرئيسيةبانوراماسياسية

الحرب الروسية الأوكرانية تقييد الصادرات الزراعية الأوكرانية وارتفاع سعر النفط وانهيار سوق الأسهم

في اليوم الثاني عشر من الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية، تستمر القوى الروسية في الزحف نحو كييف والتجهيز لعملية عسكرية وشيكة قد تطيح بالعاصمة. بينما دمرت مطارا مهما بالكامل وجزءا كبيرا من البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا. فيما، نفى بوتن نيته تدمير المحطات النووية. وعلى الصعيد الاقتصادي، قيدت السلطات الأوكرانية الصادرات الزراعية، كما ارتفع سعر النفط وانهار سوق الأسهم العالمي.

سهيلة التاور 

تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية

قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد إن القوات الروسية قامت بقصف وتعطيل قاعدة “ستاروكوستيانتينيف” الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة طويلة المدى عالية الدقة.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن “القوات المسلحة الروسية تواصل قصف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.. في صباح يوم 6 مارس تم تنفيذ الضربات بأسلحة بعيدة المدى عالية الدقة، و تم تعطيل قاعدة القوات الجوية الأوكرانية بالقرب من ستاروكوستيانتينيف”.

وأضاف أن القوات الصاروخية الروسية دمرت أيضا منظومة للدفاع الصاروخي الأوكراني من طراز إس -300 وأن روسيا أسقطت 8 طائرات مقاتلة، من بينها 4 من طراز سو-27، وطائرات مروحية أوكرانية، بالإضافة إلى تدمير 6 طائرات بدون طيار” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن مقاتلة “سو-34” دمرت منشأة عسكرية للقوميين الأوكرانيين بضربة جوية عالية الدقة، مشيرة إلى أن “طاقم طائرة سو-34 دمر البنية التحتية العسكرية للتشكيلات شبه العسكرية للقوميين الأوكرانيين بأسلحة طيران عالية الدقة”.

وعلى الصعيد ذاته، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن القوات المسلحة الروسية دمرت 2203 موقعا من البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا منذ بداية العمليات العسكرية الروسية في الدولة المجاورة.

وقال كوناشينكوف “حتى الآن، تم استهداف 2203 من مرافق البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا خلال العملية، من بينها: 76 موقع قيادة ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية”، مضيفا أنه حتى الآن “تم تدمير 69 طائرة على الأرض و24 طائرة في الجو، و778 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و62 طائرة بدون طيار”.

تدمير مطار بالكامل

كما دمّر قصف صاروخي روسي مطار فينيتسيا في وسط أوكرانيا بالكامل، أمس الأحد، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.

وقال الرئيس الأوكراني “لقد تبلّغت للتو بأن ضربة صاروخية استهدفت فينيتسيا. 8 صواريخ.. لقد دُمّر المطار بالكامل”. ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 370 ألف نسمة.

وأخذ زيلينسكي على الدول الغربية رفضها فرض منطقة حظر جويّ فوق أوكرانيا وتمنّعها عن تسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة. 

وقال “نردد ذلك كل يوم: أغلقوا السماء فوق أوكرانيا، أغلقوها أمام الصواريخ الروسية والمقاتلات الروسية وكل هؤلاء الإرهابيين”.

وأضاف “نحن بشر، ومن واجبكم الإنساني حمايتنا. إذا لم تفعلوا، إذا رفضتم إعطاءنا على الأقل طائرات لنتمكن من حماية أنفسنا، لا يسعنا سوى أن نستنتج أمرا واحدا: أنتم أيضا تريدون لنا أن نُقتل ببطء”. 

حشد القوات قرب كييف

وحذر مسؤولون في أوكرانيا من أن روسيا تحشد قواتها لشن هجوم واسع على العاصمة كييف. حيث أفاد بيان صادر عن الجيش الأوكراني بأن الدبابات الروسية وقوات من المشاة تتقدم في مناطق قريبة من العاصمة استعدادا للهجوم.

وفي العاصمة، يقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربا لوقف تقدم الدبابات الروسية.

وقال الرقيب “كاسبر” من وحدة من المتطوعين الأوكرانيين لوكالة فرانس برس “إذا تلقينا الأمر من القيادة، أو إذا رأينا الروس يتقدمون، فسنقوم بتفجيره (الجسر)… بأكبر عدد ممكن من دبابات العدو”.

ودارت معارك عنيفة طوال يوم أمس الأحد في ضواحي كييف وفقا للإدارة الإقليمية الأوكرانية لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومترا غرب كييف) وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومترا شمال العاصمة).

وفي إيربين، في ضاحية كييف الغربية، قالت تيتيانا فوزنيوتشينكو (52 عاما) إنه “منذ الصباح وحتى المساء تعرضت كل المباني المتجاورة للقصف، ودخلت دبابة. كان الأمر مخيفا، كنا خائفين. قبل ذلك، لم نعتقد أننا سنغادر”.

وقال مسؤولين أميركيين إن روسيا جندت مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات في المدن، للمشاركة بالمعارك في أوكرانيا.

فتح ممرات إنسانية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الإثنين أن الجيش الروسي سيوقف إطلاق النار ويفتح ممرات إنسانية في عدة مدن أوكرانية بما في ذلك العاصمة كييف.

وأضافت أنه إلى جانب كييف سيتم أيضا فتح ممرات من مدن خاركيف وماريوبول وسومي وذلك بناء على طلب شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالنظر إلى الوضع الإنساني السلبي في تلك المدن. 

وقال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية “قدمنا معلومات مفصلة عن الممرات الانسانية للجانب الأوكراني في وقت سابق”.

تحذير روسي

فيما حذرت موسكو، أمس الأحد، دول جوار أوكرانيا من استقبال طائرات مقاتلة لكييف تمهيدا لاستخدامها ضد القوات الروسية، واتهمت رومانيا بأنها سمحت بهبوط تلك المقاتلات.

وجاء في بيان، عبر الفيديو للمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أنه “يمكن اعتبار استخدام شبكة المطارات في هذه البلدان لكي تشكل قاعدة لمقاتلات عسكرية أوكرانية واستخدامها لاحقا ضد القوات الروسية تورطا لهذه البلدان في نزاع مسلّح”، مشيرا إلى أن الطائرات المقاتلة الأوكرانية الجاهزة للقتال تم تدميرها “كلها عمليا”.

وسبق أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من أن بلاده ستعتبر إقدام أي دولة على فرض حظر تحليق في أجواء أوكرانيا بمثابة انخراط في النزاع العسكري.

محطات نووية

وأكد بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الأحد أنه “سيحقق أهدافه” في أوكرانيا “إما من خلال التفاوض وإما من خلال الحرب”، بحسب نشره الإليزيه.

لكنه أكد أنه “ليس في نيته شن هجمات على محطات الطاقة النووية”، مبديا “استعداده لاحترام معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية محطات الطاقة”، على ما قالت الرئاسة الفرنسية للصحافة.

وبعد القصف الذي نفت موسكو مسؤوليتها عنه واستهدف في 4 مارس الجاري محطة الطاقة النووية في زابوروجيا (جنوب)، وهي الأكبر في أوكرانيا وأوروبا، وأثار مخاوف من وقوع كارثة، أبلغت كييف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إدارة المحطة أصبحت حاليا تحت أوامر القوات الروسية.

ووفقا للسلطات الأوكرانية، وحدها الاتصالات بالمحطة عبر هاتف محمول متوافرة، لكنها ذات جودة رديئة. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إنه يشعر “بقلق عميق” من “تدهور الوضع في ما يتعلق بالاتصالات الحيوية بين السلطة التنظيمية والمحطة”.

ومن جهته اتهم الجيش الروسي الأوكرانيين بالسعي إلى إحداث تسرب إشعاعي في خاركيف ثم إلقاء اللوم على موسكو في ذلك.

وخلال اتصاله بماكرون، نفى بوتين مجددا “أن يكون جيشه يستهدف المدنيين”، مؤكدا مرة أخرى أنه “يقع على عاتق الأوكرانيين ترك سكان المدن المحاصرة يرحلون”، بحسب الرئاسة الفرنسية.

تقييد التصدير

وعلى الصعيد الاقتصادي، قررت الحكومة الأوكرانية، أمس الأحد، إلزام التجار بالحصول على تراخيص لتصدير سلع زراعية منها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.

وأضاف القرار أن التجار سيحتاجون أيضا إلى تراخيص لتصدير الدواجن والبيض. وتعد أوكرانيا من بين كبار منتجي ومصدري الحبوب والزيوت النباتية في العالم.

وقالت أكبر دولة مصدرة لزيت دوار الشمس في العالم أيضا، إنها تستطيع تصدير أكثر من 60 مليون طن من الحبوب، منها 33 مليون طن من الذرة و23 مليون طن من القمح في موسم 2021/22.

وأوقفت أوكرانيا في وقت سابق من أمس الأحد، تصدير العديد من السلع الزراعية في مواجهة الحرب الروسية. وعلقت الحكومة صادرات الجاودار والشوفان والدخن والحنطة السوداء والملح والسكر واللحوم والماشية.

في غضون ذلك، قالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية التي تديرها الدولة، إنها مستعدة لتنظيم الصادرات الزراعية عن طريق السكك الحديدية على وجه السرعة بعد إغلاق موانئ البلاد على البحر الأسود بسبب الغزو العسكري.

وتصدر أوكرانيا تاريخيا حبوبها وزيوتها النباتية ومنتجاتها الغذائية الأخرى عن طريق السفن.

وقالت السكك الحديدية الأوكرانية إنها قد تنقل الحبوب إلى الحدود مع رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، حيث يمكن تسليمها إلى الموانئ والمراكز اللوجستية للدول الأوروبية.

وقالت وزارة الزراعة إن أوكرانيا صدرت 43 مليون طن من الحبوب المختلفة في موسم 2021/22 حتى 23 فبراير.

وزادت أوكرانيا إنتاجها من الحبوب 32 في المئة عام 2021 إلى 85.7 مليون طن.

ارتفاع أسعار النفط وانهيار سوق الأسهم 

وأدى استمرار تفاقم النزاع والتوقف شبه التام للصادرات الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط. ولامس سعر برميل نفط برنت بحر الشمال 140 دولارا صباح اليوم الإثنين، مقتربا بذلك من سعره القياسي المطلق.

إثر ذلك، تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ بأكثر من 3% صباح اليوم الإثنين. وارتفع سعر الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة إلى أكثر من ألفي دولار.

وتأتي الزيادة في أسعار النفط بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأحد إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان “بشكل نشط جدا” إمكانية حظر واردات النفط الروسي.

لكنّ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبّرت عن رفضها لفرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة مرتبطة بغزو أوكرانيا.

وقالت بيربوك إن فرض العقوبات سيكون “غير مجدٍ إذا اكتشفنا في غضون ثلاثة أسابيع أنه لم يتبق لدينا سوى أيام قليلة من التغذية بالكهرباء في ألمانيا وبأنه سيتعين علينا الرجوع عن هذه العقوبات”.

وتابعت “نحن مستعدون لدفع ثمن اقتصادي باهظ جدا” لكن “إذا انطفأت الأنوار غدا في ألمانيا أو في أوروبا، فهذا لن يوقِف الدبابات”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى