طنجة: محمد أبطاش
حاصرت الحرائق المجهولة، التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي، معظم المنافذ الغابوية غرب مدينة طنجة، والتي أتت على نحو 130 هكتارا من المساحة الغابوية ب”مديونة” و”السلوقية” و”كاب سبارتيل”، وسط عجز مصالح الوقاية المدنية عن تطويق هذه الحرائق رغم المجهودات المبذولة من قبل العناصر التي توجد بعين المكان منذ يوم الجمعة الماضي، قبل أن تصدر نداء استغاثة، ما جعل مصالح القوات المساعدة والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية تلتحق بالمناطق المشار إليها لمحاولة إخماد هذه النيران التي تزداد بشكل مخيف، وحسب معطيات رسمية، فإنه تم تحديد ثلاث بؤر رئيسية للحريق، غير أنه تم تسجيل صعوبة في إخمادها، وذلك بسبب قوة الرياح التي تجاوزت 80 كلم في الساعة، مما أدى إلى إتلاف جزء كبير من الغطاء الغابوي، فيما تم تجنيد قرابة 400 وحدة مختصة في إخماد الحرائق، كما انتقل العشرات من المواطنين نحو هذه المناطق لتقديم المساعدة، فضلا عن تزويد العناصر الساهرة على تطويق المكان، بالأغذية ومياه الشرب، كما جرى الاستعانة بطائرات من نوع “كنداير” تابعة للقوات الجوية الملكية، وسجل حسب مصادر مطلعة، إتلاف نحو 130 هكتارا من غابة مديونة والمساحات المجاورة حتى حدود عشية أول أمس الأحد.
هذا، ونبه نشطاء متتبعون للشأن البيئي بالمدينة، إلى “أن الأمر بات خطيرا، ويستدعي تدخل المصالح المركزية للوقاية المدنية بالرباط، في ظل النقص الفادح في التجهيزات والإمكانات وأمام تباطؤ في إعلان حالة الطوارئ القصوى، إذ أضحت هذه النيران، حسب المصادر ذاتها، تهدد ما تبقى من غابات عاصمة البوغاز”. ودعا النشطاء ذاتهم، إلى ضرورة الإعلان الفوري لحالة الطوارئ القصوى، واستقدام تعزيزات وطنية لمواجهة النيران بشكل عاجل، كما طالبت الولاية ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة طنجة بالالتزام العلني والصريح ببرنامج استثنائي لإعادة تشجير جميع المناطق المحروقة واتخاذ التدابير الوقائية ذات الصِّلة بالتنسيق مع باقي المصالح المعنية.