شوف تشوف

الرئيسيةدين و فكر

الحجاج وسر الأعرابي

يحكي أن الحجاج انفرد يوما من عسكره فلقي أعرابيا، فقال له: يا وجه العرب، كيف الحجاج؟ فقال: ‫ظالم غاشم. قال: هلا شكوته إلى عبد الملك بن مروان؟ قال: أظلم وأغشم عليهما لعنة الله. ‫فبينما هو كذلك إذ تلاحقت به عساكره فعلم الأعرابي أنه الحجاج فقال الأعرابي: أيها الأمير السر الذي ‫بيني وبينك لا يطلع عليه أحد إلا الله، ‫فتبسم الحجاج وأحسن إليه وانصرف.

الحجاج وتعليم الوضوء
لما كان الحجاج واليا على العراق، كان يوما على المنبر يخطب في الناس خطبة صلاة الجمعة، فصدرت منه ريح، ففسد وضوءه، فلبث ساعة يفكر في طريقة يخلص بها نفسه من الحرج، فقال للناس إني رأيت بعضكم لا يسبغون وضوءهم،ومن بطل وضوءه بطلت صلاته، فأمر أحدهم بإحضار إناء ليريهم طريقة الرسول صلى الله وعليه وسلم في الوضوء، فنزل إلى أسفل المنبر فتوضأ، فصلى بهم الجمعة، وبهذا خلص نفسه من الحرج.

عضد الدولة والشيخ الخرساني
قال التوحيدي رأيت شيخا ‫من أهل خراسان ذكر لي أنه من أهل سنجان واقفا خلف الجمال يسوقها، ويحفظ ‫الرحال التي عليها، حتى نظر إلى الجانب الغربي فرأى جذع شجرة عليه ابن بقية – وكان ‫وزير وصلبه الخليفة لذنوب كانت له – فقال: ما أعجب أمور الدنيا وما ‫أقل المفكر في عبرها، عضد الدولة تحت الأرض وعدوه فوق الأرض.. فقال التوحيدي لذلك استأذنت في دفنه، وكان كلم الشيخ سببا في ذلك.

عضد الدولة والأعربي الفضولي
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة، فتبعهم، فإذا هم شعراء قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل واحد شعره ولم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت، فقال له عضد الدولة: أنشد شعرك، فقال: لست بشاعر، قال فمن أنت؟؟
قال من الغاوين الذين قال الله فيهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون) فضحك السلطان وأمر له بجائزة الشعر.

الإخشيد وشيخ المقامرين
أمر الإخشيد بهدم المواخير ودور المقامرين والقبض عليهم. وأُدخِل عليه جماعة من المقامرين وعُرضوا عليه، وفيهم شيخ حسن الهيئة. فقال الإخشيد:‏ ‏ وهذا الشيخ مقامر؟!!‏ ‏ فقالوا له:‏ ‏ هذا يُقال له “المُطَمِّع”.‏ ‏ فقال الإخشيد: وما المُطَمِّع؟‏ ‏ قالوا: هو سبب رواج حال دار القمار، وذلك أن المقامر إذا خسر ما معه من مال، قال له المُطَمِّع:‏ ‏ “العب على ردائك فلعلك تغلب”، فإذا ذهب رداؤه قال له: “العب على قميصك حتى تغلب به”، وهكذا حتى يبلغ نعليه، بل وربما اقترض له مالاً حتى يخسره. ولهذا الشيخ من صاحب دار القمار جراية يأخذها كل يوم لقاء صنعه هذا.‏ ‏ فضحك الإخشيد وقال:‏ ‏ يا شيخ، تُب إلى الله من هذا.‏ ‏ فتاب الرجل، فأمر له الإخشيد بثوب ورداء وألف درهم وقال:‏ ‏ يُجْرَى عليه في كل شهر عشرة دنانير.‏ ‏ فدعا له الشيخ وشكره وخرج. فقال الإخشيد:‏ ‏ رُدُّوه!‏ ‏ فلما لحقوا به وردُّوه قال الإخشيد:‏ ‏خذوا منه ما أعطيناه، وأبطحوه، واضربوه ستمائة جلدة.‏ ‏ ثم قال للشيخ:‏ ‏ تطميعنا خير أم تطميعك؟ ‏

مكانة العلماء عند أمراء الأندلس
من كتاب “المُغْرِب في حُلَى المَغْرب” لابن سعيد الأندلسي قال أبو القاسم بن مـفـرِّج:‏ ‏ كنت في بعض الأيام عند الفقيه أبي إبراهيم في مجلسه بالمسجد في قرطبة، ومجلسه حافل بجماعة الطلبة، إذ دخل عليه غلام من أصحاب الرسائل جاء من عند الخليفة الحـكم ابن الناصر. فوقف وسلـم وقال له:‏ ‏ أجب أمير المؤمنين، فهو قاعد ينتظرك، وقد أُمرتُ بإعجالك فالله الله.‏ ‏ فقال أبو إبراهيم:‏ ‏ سمعـاً وطاعة لأمير المؤمنين، ولا عـجـلـة. فارجع إليه وعرِّفه أنك وجدتني مع طلاب العلم، وليس يمكنني ترك ما أنا فيه حتى يتم المجلس فأمضي إليه.‏ ‏ فانصرف الخصيّ وهو يتمتم متضاجراً بكلام لم نسمعه. فما مضت ساعة حتى رأيناه قد عاد فقال للفقيه:‏ ‏ أنهيتُ قولك إلى أمير المؤمنين، وهو يقول لك: “جزاك الله خيرًا عن الدين وجماعة المسلمين وأمتعهم بك. وإذا أنت فرغتَ فامض إليه.”‏ ‏ قال أبو إبراهيم:‏ ‏ حسن. ولكني أَضـعـفُ عن المشي إلى باب السـدّة، ويصعب عليّ ركوب دابة لشيخوختي وضعف أعضائي. وبابُ الصناعة هو من بين أبواب القصر أقربها من مكاننا هذا. فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بفتحه لأدخل منه هوّن عليّ المشي.‏ ‏ فمضى الفتى ثم رجع بعد حين وقال:‏ ‏ قد أجابك أمير المؤمنين إلى ما سألت، وأمر بفتح باب الصناعة، وأمرني أن أبقى معك حتى ينقضي الدرس وتمضي معي.‏ ‏ وجلس الخصي جانبـاً حتى أكمل أبو إبراهيم مجلسه بأكمل ما جرت به عادته ودون قلق. فلما انفضضنا عنه قام إلى داره فأصلح من شأنه ثم مضى إلى الخليفة الحكم.‏ ‏ قال ابن مفرّج:‏ ‏ ولقد تعمـدنا إثر قيامنا عن الشيخ أبي إبراهيم المرور بباب الصناعة فوجدناه مفتوحـاً وقد حفـه الخدم والأعوان متأهبين لاستقبال أبي إبراهيم، فاشتدّ عجبنا لذلك وقلنا:‏ ‏ هكذا يكون العلماء مع الملوك والملوك مع العلماء.

طرائف الأعشى في جلسات الأمراء
لبس الأعشى مرة فرواً مقلوباً، فقال له أحد جلساء عضد الدولة: يا أبا محمد لو لبستها وصوفها إلى داخل كان أدفأ لك. قال: كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة.
وعن ابن إدريس، قال لي الأعمش: أما تعجب من عبد الملك بن أبجر قال: جاءني رجل فقال: إني لم أمرض وأنا أشتهي أن أمرض، قال: فقلت: احمد الله على العافية، قال: أنا أشتهي أن أمرض. قال: كل سمكاً مالحاً، واشرب نبيذاً مريساً، واقعد في الشمس، فمرض الرجل، فقال له الأعشى إياك أن تطلب مني طريق الشفاء. وقال عيسى بن يونس: أتى الأعمش أضياف، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما، وطلبا المزيد، فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتّ [ القتّ: علف البهائم ]، فوضعه على الخوان، وقال: أكلتم قوت عيالي فهذا قوت شاتي فكلوه.

الأمير الأندلسي واللصوصية
محمد بن إسماعيل الخزرجي، المتوفى سنة 763، استولى مدة قصيرة على السلطنة بالأندلس، كان لئيم الخلق، سيئ السيرة. ومن عجائب ما يحكى عنه وهو سلطان أن امرأة رفعت إليه أن دارها سرقت، فقال: أن كان ذلك ليلاً بعد ما قفل باب الحمراء عليّ وعلى حاشيتي فهي والله كاذبة إذ لم يبق هناك سارق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى