محمد وائل حربول
قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمراكش، أول أمس الخميس، بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق المتهم الذي تسلل إلى فراش سيدة رفقة زوجها الكفيف ليلا، وهو في حالة سكر طافح، محاولا اغتصاب الزوجة، مع الصائر والإجبار في الأدنى، حيث عرفت أطوار محاكمته متابعة غير عادية، بسبب الضجة الكبيرة التي خلقها هذا الحدث، نهاية شهر مارس الماضي، والذي لقي متابعة إعلامية كبيرة من قبل عدد من المنابر الجهوية والوطنية.
واتخذت هيئة الحكم قرارها، أول أمس، بعد أن تيقنت من كل التهم الموجهة إلى الظنين الثلاثيني (ع. ب)، والمتمثلة في «محاولة الاغتصاب وجنحة السكر العلني والهجوم على مسكن الغير ليلا باستعمال التسلق، وحمل سلاح في ظروف تشكل تهديدا للأمن العام وسلامة الأشخاص». كما تم إيداع الأخير سجن الوداية، بالقرب من مدينة مراكش، منذ اعتقاله من طرف عناصر الدرك الملكي بإمنتانونت بإقليم شيشاوة.
وتعود تفاصيل هذه القضية المثيرة إلى آخر يوم من الشهر المنصرم، عندما اقتحم المتهم منزل الرجل الكفيف، ليدخل على فراش الزوجية في حالة سكر طافح، محاولا اغتصاب الزوجة التي تصدت له بقوة، قبل أن تبدأ بالصراخ في كافة البيت، ما أثار الرعب في نفس زوجها الكفيف، فيما هرع المعتدي إلى الهروب من باب المنزل إلى وجهة مجهولة، ما دفع الزوجين إلى التوجه مباشرة نحو سرية الدرك الملكي بإمنتانوت، ليضعا شكاية في الموضوع تتهم المقتحم بمحاولة الاغتصاب.
وبعد شكايتهما، جرى الاستماع إلى الزوجة الخمسينية في محضر قانوني، لتنطلق بعدها عملية البحث عن الشخص المذكور في المنطقة، لتتمكن عناصر الدرك في ظرف وجيز من الإطاحة به، ليتفاجأ الزوجان بكون المقتحم لم يكن سوى ابن الجيران، حيث تم إيقافه ونقله مباشرة نحو سرية الدرك الملكي، إذ ومباشرة بعد بداية التحقيق معه اعترف بكل المنسوب إليه، ليتقرر وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش.
وبعدها، أحالت عناصر الدرك الملكي المتهم المذكور البالغ من العمر 31 سنة على الوكيل العام للملك، ليقرر الأخير متابعته في حالة اعتقال من أجل تهم «محاولة الاغتصاب وجنحة السكر العلني والهجوم على مسكن الغير ليلا باستعمال التسلق، وحمل سلاح في ظروف تشكل تهديدا للأمن العام وسلامة الأشخاص». كما تقرر إيداع الظنين السجن المحلي بمنطقة الوداية القريبة من مراكش، ليتم تحديد موعد محاكمته مباشرة.
وفي سياق آخر وبالمنطقة ذاتها، قام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بإمنتانوت، بحر الأسبوع الجاري، بإيداع شخصين السجن المحلي الوداية، بعد متابعتهما بتهمة «النصب على طالب جامعي بطريقة احتيالية، والاستيلاء على منحته الجامعية»، وذلك بعد إقدام المتهمين على القيام بفتح حساب بنكي في اسم الطالب، بإحدى الوكالات البنكية الموجودة بالمدينة الحمراء دون علمه، حيث استخدما في ذلك بطاقة الطالب المذكور، والتي كانت قد ضاعت منه في ظروف غامضة.
وبعد ضياعها، كان الطالب الذي يدرس بالسنة الثالثة في كلية الحقوق بمراكش، قد تقدم بشكاية ضد مجهول لدى مركز الدرك الملكي بمجاط، لمعرفة مصير منحته السنوية، قبل أن يكتشف أن المنحة موضوع الشكاية قد تم صرفها، ليعمل أفراد الدرك على التحقيق في الموضوع، حيث أسفرت أبحاثهم عن تحديد مكان وجود الوكالة البنكية التي تم فتح حساب بها لفائدة المشتكي دون علمه، إذ وبعد تتبع خيوط القضية تم التعرف على الفاعل الأول، حيث نصبت له عناصر الدرك كمينا محكما، قبل أن يتم اعتقال المتهم الثاني في ظرف وجيز.