أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له.
وحسب ما كشفته مصادر عليمة، فقد نفذت القوات المسلحة الملكية عملية موسعة، ليلة الخميس-الجمعة، استطاعت من خلالها إخلاء معبر الكركارات من مرتزقة البوليساريو المكونة من 60 فردا، الذين أقدموا منذ 21 يوما على إغلاق معبر الكركارات التجاري الحيوي الذي يربط المغرب بموريطانيا.
ووفق ما نقلته المصادر عن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، فإن هذا التدخل العسكري السلمي تم في إطار التزام تام بعدم استعمال السلاح، إلا في حالة الدفاع الشرعي عن النفس، ووفق الشرعية الدولية.
وحسب المصادر ذاتها، فقد تمكنت القوات المسلحة من إعادة تأمين معبر الكركارات، وإنشاء شريط أمني لتأمين المعبر وإعادة الحركية إليه إلى سابق عهدها بكل احترافية وبشكل سلمي.
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الجمعة، في بلاغ، أنه “بعد أن التزم المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري”.
وأشار المغرب إلى أن البوليساريو وميليشياتها، التي دخلت المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، نفذت أعمال قطع طرق هناك، وعرقلت حركة الأشخاص والبضائع على هذا الطريق، واستمرت في مضايقة المراقبين العسكريين.
وأعلنت وزارة الخارجية أن “المغرب قرر أن يتصرف وفقا لصلاحياته بحكم واجباته وبامتثال كامل للشرعية الدولية”، محملا جبهة البوليساريو وحدها المسؤولية الكاملة والعواقب الكاملة.
وشدد المغرب أن أعمال ميليشيات الجبهة الموثقة تشكل “تهديدا حقيقيا لزعزعة الاستقرار، والتي تغير وضع المنطقة، وتنتهك الاتفاقات العسكرية وتشكل تهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار، وزاد أن هذه الأعمال الخطيرة تقوض فرص أي إحياء للعملية السياسية التي يرغب فيها المجتمع الدولي”.
وأبرز البلاغ أنه منذ عام 2016، ضاعفت “البوليساريو” هذه الأعمال الخطيرة التي لا تطاق في هذه المنطقة العازلة، في انتهاك للاتفاقيات العسكرية، في تحد لدعوات النظام التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وفي انتهاك لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارات 2414 و2440، الذي أمر “البوليساريو” بـ “وضع حد” لهذه الأعمال المزعزعة للاستقرار”.
وأورد بلاغ الخارجية، أن المملكة المغربية نبهت على الفور وأبلغت بانتظام بهذه التطورات الخطيرة للغاية الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مسؤولي الأمم المتحدة، الذي شدد على أن بعثة المينورسو كانت شاهدة على كل هذه الخروقات.
وأضاف المصدر الرسمي أن المملكة المغربية أعطت “كل الوقت اللازم للمساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة ولبعثة المينورسو، من أجل إقناع “البوليساريو” بوقف أعمالها المزعزعة للاستقرار ومغادرة المنطقة العازلة في كركرات”.
وأكد البلاغ، أن النداءات التي وجهتها بعثة الأمم المتحدة في الصحراء والأمين العام للأمم المتحدة، فضلاً عن دعوات العديد من أعضاء مجلس الأمن، لم تنجح للأسف.