منذ بداية وباء «كوفيد 19» العالمي، ظلت مدة المناعة مسألة مركزية للباحثين. ووفقا لدراسة نشرت نتائجها في يناير الماضي، يمكن للمرضى مقاومة العدوى مرة أخرى لمدة ستة أشهر على الأقل بعد التعافي من «كوفيد 19» بفضل الخلايا القادرة على تذكر الفيروس.
في سويسرا والولايات المتحدة، درس الباحثون عشرات الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد 19، ووجدوا أنه في أن أجسامهم المضادة يمكن أن تتلاشى بمرور الوقت، إلا أنها تحافظ على مستويات خلايا الذاكرة «ب» المحددة، هذه الخلايا قادرة على تذكر الفيروس. في حالة عودة العدوى الجديدة، يمكنها بالتالي تشجيع جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة للفيروسات. في هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم سبعة وثمانين شخصا لديهم تشخيص مؤكد لكوفيد 19 بعد شهر وستة أشهر من الإصابة.
وخلصت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature إلى أن استجابات الذاكرة مسؤولة عن الحماية من الإصابة مرة أخرى وهي ضرورية للتطعيم الفعال. ولاحظ الباحثون أن استجابات ذاكرة الخلايا البائية لا تتعطل بعد ستة أشهر، ولكنها تستمر في التطور، وتشير بقوة إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس سارس كوف2 قد يستجيبون بسرعة وفعالية للفيروس عند إعادة التعرض. على الرغم من أنهم وجدوا أن نشاط الأجسام المضادة المعادلة للفيروس قد انخفض بمرور الوقت، إلا أن عدد خلايا الذاكرة «ب» ظل دون تغيير.
وبناء على تحليلاتهم، وجد الباحثون أن استجابة خلية الذاكرة ب للفيروس التاجي الجديد تطورت على مدى الأشهر الستة التالية للعدوى في وجود بروتينات فيروسية متبقية في الجسم، مما يسمح للخلايا بإنتاج المزيد من الأجسام المضادة القوية.
لعدة أشهر، اتبعت الدراسات بعضها البعض، وفي بعض الأحيان تناقض بعضها البعض حول هذا الموضوع. وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأجسام المضادة المعادلة تتناقص بسرعة بعد الإصابة. وسلطت دراسة أخرى حديثة الضوء على دور أجزاء أخرى من جهاز المناعة في المناعة طويلة الأمد.