شوف تشوف

الرئيسية

الجنرال بناني.. قتله الفايسبوكيون حيا وكاد مرضه يتسبب في أزمة مع فرنسا

لا يمكن الحديث عن اللحظات الأخيرة من حياة الجنرال المغربي عبد العزيز بناني، لأن الرجل قضى حوالي سنة كاملة ممددا على فراش المرض، بين غرفة العناية المركزة وغرفة أقل قلقا. قدر للرجل أن يعيش تفاصيل المرض منذ شهري يونيو 2014 وإلى غاية ماي 2015، قضاها بين المستشفى العسكري «فال دوغراس» بباريس والمستشفى العسكري بالرباط، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة «الشهداء» بالعاصمة.
عانى عبد العزيز من أمراض الشيخوخة وأصيب بداء السكري واضطر إلى العيش بالتنفس الاصطناعي لأيام، قبل أن يدخل في غيبوبة جعلت إدارة المستشفى تحصي ما تبقى في رصيد عمره من أيام، علما أنه من مواليد تازة سنة 1939 من أسرة تمارس تجارة الأثواب، قبل أن يغير، بصفته أكبر الأبناء، حرفة التجارة ويدخل عالم التكوين العسكري، الذي قاده إلى أعلى المراتب العسكرية في البلاد.
حين حل بناني بالمستشفى العسكري بباريس، ظل، في بداية عهده بالعلاج، على اتصال وثيق بالقيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية، وكأنه يواصل مهامه القيادية عن بعد، مع الاطلاع على الصحف والمجلات الفرنسية، قبل أن يمنعه الجهاز الطبي من الاطلاع على وسائل الإعلام. كما منع تردد أشخاص من أفراد عائلته على المصحة.
ونظرا لأهمية موقع بناني في المنظومة العسكرية، فقد اتخذت إجراءات صارمة للحيلولة دون الاقتراب من جسده الممدد في غرفة كتب عليها «ممنوع الزيارة»، سيما وأن المريض كان يحكم عساكر المنطقة الجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية، علما أنه شغل المنصب نفسه الذي كان يشغله الجنرال أحمد الدليمي مباشرة بعد وفاة الأخير.. لذا أجمع الكل، حين غادر الحياة الدنيا، على أن المغرب خسر رجلا «كان في قلب معركته من أجل تحصين وحدته الترابية، وهي أكبر معركة عسكرية خاضتها بلادنا في عهد الاستقلال».
وعلى غرار كثير من المشاهير، فقد قتل الفايسبوكيون الجنرال بناني في أكثر من مناسبة، قبل أن يضطر أهله إلى تكذيب الخبر، خاصة حين انتقل الخبر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدد من المنابر الإعلامية الإلكترونية، التي روجت سنة 2014 إشاعة، مفادها أن الجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقائد المنطقة الجنوبية، توفي بأحد المستشفيات الباريسية، حيث كان يتابع علاجه من وعكة صحية ألمت به، ما دفع أفراد أسرة بناني إلى الخروج عن صمتهم، والتأكيد على أن «الجنرال عبد العزيز بناني بحالة جيدة، وأن الخبر المتداول لا أساس له من الصحة». لكن تداول خبر الوفاة على نطاق واسع، أغضب الرجل الذي قال لأحد المقربين منه: «دعوهم يقولون ما يشاؤون ماداموا يستعجلون رحيلي».
إلا أن الواقعة التي أثرت في الجنرال قبل رحيله، هي زيارة الضابط السابق مصطفى أديب، الذي أصر على استفزاز الرجل وهو على فراش المرض بالمصحة الفرنسية، حيث وضع أمام غرفته أرخص باقة زهور وذلك في إطار تصفية حسابات سابقة. ما أثار غضب السلطات المغربية التي راسلت نظيرتها الفرنسية وقدمت شكاية في الموضوع، أوضحت من خلالها توصل عبد العزيز وهو على فراش المرض، برسالة تهديد من أديب، الذي لم ينف الواقعة بل وأكدها على صفحته الفايسبوكية.
ووصل الأمر إلى صدور بلاغ غاضب من الحكومة المغربية، تستنكر فيه تصرف «أديب»، كما استدعى ياسين المنصوري، مدير الدراسات والمستندات، السفير الفرنسي بالرباط وأبلغه احتجاج المغرب رسميا.
ولأول مرة، يحضر الأمير مولاي الحسن مراسيم دفن جثمان الراحل عبد العزيز بناني، بعد أن ظل الأمير مولاي رشيد هو من يمثل ملك البلاد في مراسيم دفن الشخصيات البارزة، بل إن الجنازة التي دفنت في مقبرة «الشهداء» بالرباط، عرفت حضورا لافتا لعدد من العسكريين من مختلف الدرجات. وقال الملك محمد السادس عن الراحل في رسالة تعزية موجهة لأسرته: «إن الرزء الفادح بوفاة الفقيد الكبير لم يصبكم وحدكم، وإنما أصاب المغرب أيضا، الذي فقد فيه أحد كبار الضباط السامين بالمملكة، حيث تقلد أسمى المسؤوليات والمهام العسكرية بكل كفاءة وحنكة وإخلاص لله والوطن والملك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى