الجزولي أول وزير يتقلد حقيبة الشؤون الإفريقية في عهد الملك محمد السادس
محمد اليوبي
عين الملك محمد السادس، بعد اجتماع المجلس الوزاري المنعقد مساء أول أمس الاثنين، محسن الجزولي في منصب الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي مكلف بالتعاون الإفريقي، وهو أول وزير يتولى هذا المنصب بعد إحداثه في الهندسة الحكومية.
ويملك الجزولي تجربة كبيرة في احتكاكه بالبلدان وقضايا الدول الإفريقية، من خلال امتلاكه لأحد أكبر المكاتب المغربية المتخصصة في الاستشارة “فاليانس للاستشارات”، وهي شركة استشارية متخصصة في المؤسسة الاستراتيجية والتجارية، والتي ترافق عدة مؤسسات تم إنشاؤها في إفريقيا. وحصل الوزير المكلف بالشؤون الإفريقية على دبلوم منParis-IX Dauphine وقد راكم خبرة طويلة في مجال الاستشارات بفرنسا سنة 1995، وقرر الاستقرار بالمغرب لتطوير مجال الاستشارة الاستراتيجية وتدريسها أيضا قبل أن يؤسس مؤسسة للاستشارات.
وكان الملك محمد السادس قد أعلن خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة في 13 أكتوبر الماضي، عن إحداث وزارة جديدة ضمن الهيكلة الحكومية تسمى الوزارة المنتدبة لدى وزارة الخارجية مكلفة بالشؤون الإفريقية، وذلك في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي البرلمان.
وإحداث وزارة الشؤون الإفريقية ليس غريبا أو بعيدا عن القضايا الداخلية، لأن هذه الوزارة كانت بين سنتي 1662 و1663 ترأسها الراحل عبد الكريم الخطيب، وجاء تأكيد الملك على إحداث هذه الوزارة خلال افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، عندما وضع هيكلة حكومته، دون الأخذ بعين الاعتبار للتوصيات الواردة في الخطاب الذي ألقاه الملك من العاصمة السينغالية دكار، عندما دعا الحكومة إلى وضع إفريقيا ضمن الأوليات وفي قمة الاهتمامات، لكن الحكومة ومكوناتها تجاهلت مضامين هذا الخطاب بخصوص عدم الاهتمام بشكل كاف بالقضية الإفريقية ووضعها في قمة الأولويات، خاصة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الذي يفرض وجودا ديبلوماسيا قويا داخل بلدان القارة، مع توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية لهذه الوزارة ومنحها كافة الصلاحيات والاختصاصات لمواكبة هذه العودة.
وأكد الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، أن قرار الملك محمد السادس إحداث وزارة منتدبة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مكلفة بالشؤون الإفريقية، وخاصة الاستثمار، رسالة إلى مجموع إفريقيا مفادها أن المغرب يضع القارة في قلب اهتماماته الحكومية وسياسته الخارجية، وأبرز العجلاوي، أن هذا القرار يؤكد أيضا أن المغرب لم يعد فاعلا جهويا فحسب، بل أصبح فاعلا قاريا وازنا، ويرسخ التوجه الإفريقي للسياسة الخارجية المغربية، وذكر بأن هذا التوجه تسارعت وتيرته منذ طلب المملكة العودة إلى الاتحاد الإفريقي والانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مشيرا إلى الحضور المغربي الوازن على مستوى مجموع القارة الإفريقية وعلى مستوى التكتلات الخمسة للقارة، وبالخصوص في مجموعة دول غرب إفريقيا ومجموعة دول وسط إفريقيا وشرق القارة.