شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةسياسية

الجزائر تختبئ وراء أصبعها

في خطوة هي بمثابة استمرار للموقف الأمريكي الداعم لقضية وحدتنا الترابية، اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان رسمي صادر خلال الأسبوع الماضي عن البيت الأبيض، أن «الجزائر هي الطرف الرئيسي في قضية نزاع الصحراء»، مشيرة إلى أن «الأطراف الرئيسية للنزاع هما المغرب والجزائر». وأعربت عن ارتياحها لتعيين ستافان دي ميستورا، الذي وصفته بـ«أكثر الديبلوماسيين الدوليين ذوي التجربة الكبيرة»، لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء المغربية.

إلى اليوم ظلت الجزائر تختبئ وراء أصبعها، وترفض لحد الآن الجلوس أمام المغرب للتفاوض حول قضية الصحراء المغربية، حيث تروج أنها ليست طرفا في النزاع المفتعل وأنها مجرد دولة جارة، تدعم «حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره»، رغم أنها تستضيف على أراضيها جبهة البوليساريو العسكرية، وتقدم لها منذ ما يناهز نصف قرن الدعم المالي والمعنوي، وتوفر لها السلاح لمحاربة المغرب وتفتيت أراضيه.

لقد ظلت الديبلوماسية المغربية تؤكد، لعقود مضت، أن الحل لهذا النزاع المفتعل لن يكون بدون جلوس الجزائر على طاولة المفاوضات كطرف رئيسي في إيجاد الحل، ما دام أن جبهة البوليساريو مجرد لعبة أطفال في يد دولة «الكابرانات»، تأتمر بأوامرهم وتنتهي بنواهيهم، ومؤخرا جاء قرار مجلس الأمن الأخير صريحا، بضرورة انخراط الجزائر في المفاوضات التي سيقودها المبعوث الأممي، دي ميستورا، ثم جاء الموقف الأمريكي ليلقي الكثير من الضوء على الدور الجزائري، الذي يريد أن يبقى مختبئا وراء غابة من التضليل الإعلامي والديبلوماسي.

وفي الأخير نجحت الديبلوماسية المغربية في إظهار الحجم الحقيقي للدور الجزائري في النزاع الوهمي، وأثبتت للعادي والبادي أنه لا يمكن فهم وحل الصراع في الصحراء المغربية، دون التأكيد على محورية العلاقة الجزائرية التاريخية بالملف المفتعل، وكون هذه العلاقة وملابساتها وتعقيداتها تفسر أسباب اختلاق هذا النزاع وتداعياته الاقتصادية والأمنية ومخاطره الإقليمية. لذلك فالحل الوحيد الذي من شأنه أن يفسِّر الكثير من التعقيدات التي تعرفها هذه القضية المصطنعة في مختبرات العسكر، هو إجبار الجزائر على التفاوض كطرف رئيسي وليس كدولة ملاحظة، فالجميع يدرك أن للجزائر أطماع على أراضينا لإيجاد منفذ للمحيط الأطلسي بأي ثمن ممكن، لمحاصرة المغرب شرقا وجنوبا، ولا يهمها سوى مصالحها، أما الشعارات الكاذبة حول «تقرير مصير» أو دعم «شعب صحراوي»، فهي مكياج لإخفاء مصالحها البشعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى