النعمان اليعلاوي
عادت جحافل من الجرذان لاكتساح أزقة وشوارع المدينة العتيقة للرباط، وفق ما كشفت عنه مصادر محلية، موضحة أن أعدادا كبيرة من الجرذان عادت للتجوال في منطقة بوقرون المحاذية لسوق “التحتي”، الذي توجد به عشرات المحلات التجارية، والذي خضع خلال السنوات الأخيرة لإعادة التأهيل. وتابعت أن تلك القوارض تتخذ من قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى أرض خلاء تملؤها الأزبال بمخلفات البناء مأوى لها، فيما تقتات على بقايا الطعام المكومة في جنبات الأزقة، في ظل استنكار السكان الذين سبق وراسلوا المجلس الجماعي السابق، من أجل الوقوف في وجه انتشارها.
من جانب آخر، أشار مصدر من جماعة الرباط إلى أن الطرق الكيميائية التي تستعملها مصالح مكتب حفظ الصحة التابع للجماعة “أصبحت متجاوزة”، على اعتبار أن هناك طرقا للمعالجة البيولوجية، مثل استعمال بصل العنصل وهو عبارة عن “جلايكوسيد” يستخلص من نبات العنصل، من صنف العائلة الزنبقية، غير أن سميته للإنسان والحيوانات الأليفة محدودة، أما سميته للفئران فجيدة، ويستخدم كطعم بنسبة جزء إلى تسعة أجزاء من مادة غذائية محببة للفأر، مثل اللحم المفروم أو الحبوب وغيرهما. مضيفا أن “الميزانية السنوية التي يتم تخصيصها لمحاربة القوارض والحيوانات الضالة في المدينة، بدأت ترتفع سنة بعد الأخرى، في الوقت الذي تزايدت الظاهرة، وبدأت أحياء عديدة في الرباط، كحي يعقوب المنصور واليوسفية، تشتكي من انتشار القوارض والكلاب الضالة”.
وكان عدد من الفاعلين الجمعويين قد وجهوا رسالة إلى محمد يعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، حول معاناة سكان عدد من المقاطعات مع الجرذان، التي قالوا إنها باتت تهدد حياتهم وتنغص عليهم إحساسهم بالأمان وتعمد إلى الهجوم على البيوت، وتشكل تهديدا حقيقيا على الأطفال وأسرهم. وطالب ائتلاف اليوسفية للجمعيات المدنية بـ”التدخل السريع عبر اتخاذ جميع التدابير الاستعجالية للحد من هذا الخطر الذي يتربص بالسكان، خاصة أن هذه الفصيلة الفأرية تعد ناقلة للأمراض”، حسب الجمعيات، التي تساءلت عن الميزانية المرصودة من قبل مجلس مدينة الرباط الخاصة بمحاربة الجرذان، ومدى الالتزام بتوظيفها التوظيف الجيد والسليم، وأي مراقبة لصرف هذه الميزانية وضمان شفافيتها في اقتناء الأدوية والمبيدات، ودورها في القضاء على الجرذان.