مصطفى عفيف:
في ظل الظرفية الحالية المتسمة بالنقص الحاد في الموارد المائية السطحية والجوفية على المستوى الوطني، نتيجة قلة التساقطات المطرية، أعلنت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، في بلاغ لها، أنه نتيجة لضعف المنسوب المائي بالقناة الرئيسية التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة، يتعذر تأمين تزويد الوكالة بالكميات الكافية والضرورية من المياه لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، وخاصة ساكنة جماعتي الزمامرة، لغنادرة ومركز الغربية، الأمر الذي قد يصل في بعض الأحيان حد الانقطاع.
يأتي ذلك، حسب الوكالة المستقلة، في إطار التدبير المعقلن للموارد المائية المتاحة حاليا والمحافظة عليها قصد ضمان تزويد ساكنة الإقليم بالماء. ووضعت الوكالة المستقلة لهذا الغرض فرق عمل من أجل تأمين التزويد بالماء الشروب في أحسن الظروف، في حين وجهت الوكالة المستقلة نداء إلى ساكنة المناطق المعنية بالبلاغ من أجل المساهمة في ترشيد استهلاك الماء الشروب واستعماله بشكل مسؤول ومعقلن.
وكانت ساكنة المنطقة، وخاصة الزمامرة، دقت ناقوس الخطر، قبل أشهر قليلة، بسبب الوضعية الكارثية التي توجد عليها القناة المائية (السقاية) التي تخترق مركز جماعة الزمامرة، والتي تعتبر مصدرا رئيسيا لتزويد عدد من سكان الجماعة والمناطق المحيطة بها بالمياه الصالحة للشرب، بعد معالجتها بمحطة المعالجة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء الصالح للشرب، والتي أصبحت عبارة عن مستنقع للمياه الراكدة، بعدما باتت هذه السقاية تشكل خطرا على صحة السكان بفعل وضعيتها الحالية، حيث غدت تجمعا للنفايات البلاستيكية وجثث بعض الحيوانات النافقة التي يتم رميها بالسقاية، التي يستعمل سكان الدواوير المجاورة مياهها للشرب دون تعقيم، في غياب دور الجهات المسؤولة المتمثلة في السلطات الإقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باعتباره الجهة الوصية على مياه السواقي.
وكانت الفعاليات نفسها فضلت منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لإيصال صوتها إلى الجهات المسؤولة، قصد التدخل لحماية سقاية المياه الرئيسة لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب من التلوث والاستغلال غير القانوني لمياه السقاية في سقي عشرات الأراضي الفلاحية القريبة منها، حيث يعمد بعض الأعيان والنافذين إلى استعمال مضخات ومحركات لجلب المياه من السقاية وتحويلها إلى أراضيهم الفلاحية.