مخاوف من تكرار سيناريو العزل الكامل للسكان
محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن عددا من الأسر بمناطق الريف باتت شبه محاصرة بفعل تساقط الثلوج، بعدما شهدت مجموعة من الجماعات منها إساكن بإقليم الحسيمة، طيلة اليومين الماضيين، تساقطات ثلجية مهمة، وانخفاضا شديدا في الحرارة، وهو الأمر الذي بث الخوف في صفوفهم، في ظل غياب كلي لإعلان الجهات المختصة لاستنفارها لمواجهة موجة البرد القارس عبر إمداد السكان بالأغطية، فضلا عن الاستعداد لهذا الموسم الذي يتسبب في إغلاق الطرقات.
وحسب المصادر نفسها، فإنه في الوقت الذي خلفت التساقطات الثلجية ارتياحا لدى بعض المواطنين لكونها ستساهم في إنعاش الفرشة المائية بالمنطقة، يتخوف آخرون من موجة البرد المصاحبة لهذه التساقطات والتي تزيد من معاناة السكان بالمناطق النائية، علما أن سكان مناطق شفشاون عانوا الأمرين خلال السنة الماضية، وسط شبه انسحاب كلي للمصالح المختصة لمواكبة هذه الأزمة، مع العلم أنهم يفتقدون لوسائل التدفئة وللوسائل الضرورية الأخرى لمواجهة هذه الظروف.
يشار إلى أن الآلاف من المواطنين يعيشون، بسبب هذه الثلوج، تحت معاناة يومية مع العزلة خصوصا بالمناطق المجاورة لشفشاون وباب برد، بالإضافة إلى بعض المناطق بإقليم الحسيمة السالف ذكرها، فيما لم تعلن المجالس المنتخبة عن خطتها لهذه السنة، لمواكبة هذه التدخلات.
ونبهت مصادر محلية إلى أن هذا الغياب يساهم بشكل كبير في خلق الهوة بين المواطن والمنتخب في ظل معاناتهم اليومية، إذ أنه ككل فصل الشتاء وعندما تتساقط الثلوج تنقطع الطرق المجاورة لجبل تيزيران بمناطق شفشاون، بفعل تراكم الثلوج وانهيار جنبات الطريق، حيث وجدت الساكنة نفسها في عزلة تامة خلال السنوات المنصرمة، كما وجدت نفسها معزولة عن العالم الخارجي وقتها دون تقديم هذه المجالس لأية مساعدات من قبل توفير آليات لإزاحة الثلوج وكذا الترافع عنهم أمام المصالح المختصة مركزيا للقيام بهذا الواجب.
وعلى صعيد آخر، خلفت هذه التساقطات الثلجية حالة من الارتياح وسط الفلاحين، حيث ستساهم في إنعاش الفرشة المائية في هذه المنطقة التي تعرف تراجعا كبيرا في المياه الجوفية، بسبب الاستعمال المفرط لهذه المياه في عملية السقي.