أصبح التنويم المغناطيسي أحد العلاجات البديلة التي يتم اللجوء إليها من أجل الإقلاع عن التدخين، لكن من يمكنه القيام بهذه التقنية وكيف تتم؟
تقول ماريان موري تشوفين، أخصائية العلاج بالتنويم في مستشفى تولوز، إن حالة التنويم المغناطيسي هي حالة ذهنية طبيعية. لذلك يمكن لأي شخص اللجوء للتنويم المغناطيسي ومن أجل تحقيق هدف معين سواء أكان من أجل الإقلاع عن التدخين أو لغرض ما فالرغبة الحقيقية في التغيير والدافع الحقيقي ضروري من أجل الحصول على أفضل النتائج.
وتضيف الأخصائية أنه في حالة ما تكون الرغبة حقيقية جدا من قبل المريض، فيمكن الوصول إلى نتائج جيدة جدا باعتبار أن التنويم المغناطيسي هو علاج قصير الأمد ويمكن الوصول لأفضل النتائج خلال جلسة واحدة عند ثمانين في المائة من الحالات.
يعتمد الإقلاع عن التدخين عن طريق التنويم المغناطيسي على آلية الاقتراح، بحيث يتم البحث في لاوعي الشخص عن المصادر التي يمكن أن تساعده على تحرير نفسه والتوقف عن التدخين. تبدأ الجلسة بمقابلة مسبقة. خلال هذه المقابلة التي تستغرق عشرين دقيقة تقريبا، سيحدد المعالج بالتنويم المغناطيسي والمريض هدفا إيجابيا قابلا للتحقيق، مثل التوقف عن التدخين لتحسين حالة التنفس أو التوقف استعدادا للخضوع لعملية جراحية، أو الإقلاع عن التدخين بسبب الجانب المادي.
سيتحدث المدخن أيضا عن بيئته، ويشارك دوافعه ويشرح ما يمثل التبغ بالنسبة له. تقول ماريان موري شوفين إن الهدف هو مخاطبة الشخص في جانبه الفريد. إلى جانب ذلك، فإن لا أحد يستخدم نفس الصورة عندما يتعلق الأمر بتمثيل ما يمثله التبغ بالنسبة له. سيتحدث البعض عن انسكاب نفطي، والبعض الآخر عن سحابة من الدخان، وآخرون يتصورون أنفسهم محاصرين في سيارة بخمسة عشر سيجارة، فيما سيقول آخرون أنه يمثل لهم كما لو أنه موت يلاحقهم. وهي طريقة لطبيب التنويم المغناطيسي لتقييم ما إذا كان المريض مستعدا للإقلاع عن التدخين.
بمجرد انتهاء المقابلة، يضع المعالج بالتنويم المغناطيسي المريض في حالة غيبوبة منومة. تقول الأخصائية إن التنويم المغناطيسي العلاجي لا علاقة له بالتنويم المغناطيسي الذي يتم أمام الجمهور. ولا يحتاج الشخص للدخول في غيبوبة عميقة للحصول على نتائج جيدة.
يبدأ الأخصائي العمل على الصور التي حصل عليها من قبل الشخص أثناء التنويم المغناطيسي ويبدأ باقتراح أفكار وصور أخرى تعوض الصور التي رآها، وهي عملية ناجحة جدا للتوقف عن التدخين. وفي نهاية الجلسة، يجد المريض الحالة الواعية والإدراك المعدل للتبغ.