شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

التعمير والاستثمار

هناك علاقة مباشرة بين تعثر الوثائق التعميرية وتصاميم التهيئة، وعرقلة الاستثمارات وضياع فرص الشغل، وذلك لأنه لا يمكن الاستثمار بدون الحصول على رخص البناء والترخيص للمناطق الصناعية ومناطق الأنشطة الاقتصادية، والتخطيط لفتح الطرق العمومية، فضلا عن وضوح الرؤية المستقبلية بالنسبة لهوية المدن الاقتصادية والتخطيط العمراني المواكب للتنمية الشاملة.

مقالات ذات صلة

لا توجد مبررات مقبولة، لإهمال مدن كبرى وأقاليم بدون تصاميم تهيئة لسنوات طويلة، مع ما يشكل ذلك من عراقيل مباشرة أمام الاستثمار، ويفتح الباب أمام القرارات الاستثنائية التي تفتح بدورها باب الانتفاع الشخصي، وحرية قبول الملفات ورفضها دون مساطر واضحة يمكن الاستناد إليها في الحسم في النزاعات والتفاعل الجدي مع الشكايات المقدمة من المتضررين.

إن القوانين التعميرية وجدت لتشجيع الاستثمار، وتصاميم التهيئة هدفها تنظيم المجال العمراني والتخطيط الاستراتيجي لتنمية المدن، ولا يمكن القبول بتحول القوانين التعميرية إلى أكبر عائق أمام تشجيع التشغيل، وإلا كان البحث في تشريعات جديدة هو الحل الأنسب لتفادي حالة الجمود ومحاولة لوبيات خلق الفوضى المصطنعة التي تستفيد منها تحت مسمى تعثر الوثائق التعميرية.

بالموازاة مع مشاريع التنمية والإصلاحات الكبرى، هناك حاجة ماسة لتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة، في تعثر إخراج الوثائق التعميرية، والبحث عن الحلقة المفقودة في الملفات الجامدة، والقطع مع تبعات عرقلة الاستثمارات وسط تقاذف المسؤوليات، في حين تبقى النتيجة واحدة وهي ضياع فرص الشغل ومنح صورة سلبية عن آفاق الاستثمار بالمغرب.

لقد كثر الحديث عن برامج تبسيط المساطر التعميرية، ومواكبة المستثمرين والوفاء بالتعهدات لتشجيعهم وتنزيل التعليمات الملكية السامية بتشجيع الاستثمار، لكن بالعودة إلى الواقع تتواصل العراقيل أمام المستثمرين وتعثر إيجاد الحلول لسنوات طويلة، في حين يعرف الجميع أن رأس المال جبان والمستثمر هدفه الربح والمؤشرات الايجابية لتشجيعه على الاستمرارية وتوسيع المشاريع ومنح صورة إيجابية تُسوق عالميا عن الاستثمار في المغرب.

في حاجة لتشريعات قانونية تُجرم عرقلة الاستثمارات، مع الوضوح في تحديد المسؤوليات لربطها بالمحاسبة، لأنه لا يعقل أن تعمل العديد من المؤسسات الرسمية على تهييء الأجواء الأمنية وضمان الاستقرار لجلب الاستثمارات، وتأتي بعدها عراقيل مصطنعة لتضرب عرض الحائط كل المجهودات الجبارة وتفرض استمرار الاستثنائية لسنوات طويلة، في ظروف غامضة وواضحة في الوقت نفسه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى