في ظل انتشار الإشاعات التي تزيد من أزمة الوباء العالمي” الكورونا” تعقيدا، هناك فئة أخرى من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تحاول نشر محتوى إيجابي ذو طابع تضامني، وذلك من خلال إطلاق مجموعة من الهاشتاغات التي تدعو إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية اتقاء لشر انتشار الفيروس على نطاق واسع.
يقول محمد عبد الوهاب العلالي الباحث في علم الاجتماع في تصريح هاتفي ل”تيلي ماروك”، أعتقد أننا لأول مرة في تاريخ البشرية نعيش تضامنا معنويا وماديا، مشيرا إلى أن العامل الافتراضي يلعب دورا أساسيا في هذا الجانب على مستويات عديدة.
ويتابع حديثه بالقول أولا يجب أن نتحدث عن المستوى الأساسي بين العلماء وهو ما ظهر من خلال أن العلماء الصينيين قد وثقوا وتقاسموا مع باقي زملائهم عبر العالم التشخيص والتطورات والاجتهادات التي قاموا بها لمواجهة الآفة الجائحة. وهذا هو ما مكن العديد من المختبرات عبر العالم القيام بمهام في سباق مع الزمن بهدف التمكن من إيقاف الكارثة قبل فوات الأوان.
ومن جهة أخرى يضيف “العلالي” أن الشكل الآخر من التضامن الافتراضي ، فيتعلق بتدخل المجتمع المدني العالمي بأشكال متعددة تحت شعار واحد: نحن بشر، بغض النظر عن معتقداتنا ومكاننا الجغرافي ومستوانا الاجتماعي وانتماءاتنا الثقافية اللغوية، والدينية والعرقية، والقومية والحضارية، “نحن متحدون من أجل مواجهة عدو واحد، عدو مجهول يهدد النوع البشري.
في السياق نفسه يعزز “العلالي” موقفه بالتأكيد على أن الشكل الملموس للتضامن الافتراضي هو إعلان العديد من الشركات والشخصيات الميسورة ماديا تبرعها لبعض المؤسسات وللدول على نحو ملموس لتوفير الأدوية، واللوجستيك المطلوب وكل ما يساعدج على تجاوز الحالة الراهنة خاصة في السياقات التي تعاني من هشاشة بنيوية وتندر بمخاطر وخيمة يمكن للتضامن الفعال السريع وفي الوقت المناسب أن يحد من مخاطره.
وأوضح العلالي في حديثه ل”الأخبار” أنه من أكبر التحديات المفروضة في الظرفية الراهنة، هي صعوبة التحقق من مصداقية مصادر الأخبار المتواترة، خصوصا وأن الناس ينشرون المعلومات المختلفة لأننا نعيش في عصر التواصل الإجتماعي حيث أصبح كل مالك لهاتف خلوي بسيط بإمكانه تلقي ونشر وإنتاج وتقاسم المعلومات المغلوطة.
وتابع حديثه بالتأكيد على أنه كلما كانت تدخلات السلطات العمومية فاعلة وموثوقة، وتتمتع بمصداقية عالية في منح المواطنين المعلومات الصحيحة، و الضرورية في الوقت المطلوب. كلما تقلص انتشار الشائعات. أما في حالات الشح في نشر المعلومات أو إعطاء معلولات غير كاملة، فالطبيعة البشرية والحس التواصلي الجمعي العام يعوض الفراغ ويتدخل بأشكال مختلفة لملئ الفراغ بأشكال مختلفة منها النكتة والأخبار الكاذبة والإشاعات المضللة وغيرها من موجات السخرية التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي.
وارتباطا بموجة الشائعات التي طالت مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص أزمة”كورونا”، قال الكاتب الصحفي عمر أوشن في اتصال هاتفي ل”تيلي ماروك”، تنتشر بكثرة الشائعات عادة وقت الأزمات و الكوارث الطبيعية كما تنتشر أيضا ثقافة الخوارق و الخرافة و الشعوذة و الدجل..إنها ردود فعل بشرية اتجاه أشياء ووقائع نواجهها في حرب و مقاومة.
وأوضح أن الشائعة أسلوب مقاومة و تخفيف عن الخوف أو تضخيما له في لحظات صعبة..و هذا ما يجري الآن..في شبكات التواصل الاجتماعي، كل يوم تسمع و تقرأ فزاعات وفظاعات، وغالبا ما يروج ذالك بكثرة وسط الطبقات الهشة و الفئات الأمية و ذات المستوى التعليمي الهزيل المحدود.
وأشار من جهته “العلالي” إلى أن الدولة تقوم بالواجب حيث نلاحظ أن هناك مؤسسات عديدة تقوم على نحو جاد بما هو مطلوب . فمجموعة الإجراءات التي نلمسها خلال الأيام القليلة الماضية تؤكد أن مسؤولينا يعملون بجدية وتفان من أجل تدارك الأمور قبل فوات الأوان. موضحا أنه لا بد من التأكيد على أن الدولة تقوم بسياسة تعتمد في الحالة الراهنة على الحذر وإستباق الأمور. أما ما يولد الرعب والخوف هو الأنباء الواردة من سياقات متعددة تقدم شهادات أو معلومات متداولة في عالم مفتوح بلا حدود.