طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار» من مصادر متطابقة أن لجنة مركزية من وزارة الداخلية حلت أخيرا بطنجة، حيث باشرت تحقيقاتها بخصوص ملف شركة للتنمية المحلية عهد إليها تسيير المحطة الطرقية بالمدينة، وهو ما خلق استنفارا في صفوف مصالح جماعة طنجة.
وحسب المصادر، فإن اللجنة المذكورة تحركت بناء على ما توفر لديها من معلومات بوجود اختلالات مرافقة لشركات التنمية المحلية، ومدى إمكانية الاستمرار في العمل بها مستقبلا، أو إلغائها مع إعادة التسيير للمجالس حتى تتحمل المسؤولية، حيث يتم غالبا إبعاد المحاسبة عنها، ووضعها على عاتق هذه الشركات، مما يجعل المنتخبين يتملصون من مسؤولياتهم في التدبير.
ونبهت المصادر إلى أن اللجنة توصلت بعدد من الملفات ذات صلة بالمحطة الطرقية لطنجة، كما طلبت من المجلس الجماعي مدها بكافة الملفات المتعلقة بهذا الموضوع، فضلا عن الاستماع لإفادة مدير المحطة الطرقية والموظفين وبقية المكلفين حول التسيير.
ووفق المصادر، فإن اللجنة تعكف على إصدار قرار إما بالاستمرار في مثل هذه الشركات أو إلغائها كليا، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث تأتي كذلك في ظل الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وحول سحب الثقة من هذه الشركة قبيل انتخاب المجلس الجديد.
وسبق لجماعة طنجة أن تلقت تنبيهات بالتريث في تفويت كل مرافقها إلى شركات التنمية المحلية، لحين الحصول على الضوء الأخضر من وزارة الداخلية، حيث تقرر سابقا إلغاء مقرر المجلس عدد 30/2016، بشأن المصادقة على إحداث شركة للتنمية المحلية لتدبير الإنارة العمومية، خصوصا وأن المجلس حاول إلحاق سوق الجملة للخضر والفواكه، وكذا المجزرة البلدية، إلى جانب المحجز الجماعي بهذه الشركات.
وكانت تقارير قد أكدت أن مستقبلا مجهولا ينتظر عاصمة البوغاز، حيث إنه في الوقت الذي قدرت مداخيل سوق الجملة أخيرا بـ5 مليارات سنتيم، فإنها ستعرف تدحرجا كبيرا على جميع الصعد، إذ إن عملية تقسيم مداخيل هذه المرافق يكتنفها غموض كبير، حيث ستحصل مصالح الولاية التي لها ارتباط بالملف على مبلغ مهم، بينما سيتم تقسيم المبلغ المتبقي على عدة متدخلين منها الشركة نفسها، وهو ما سيفوت على مدينة طنجة استثمارات مهمة كانت الجماعة تنخرط فيها، خصوصا مشاريع «طنجة الكبرى». وشككت مصادر مطلعة على خبايا هذه الملفات، في نجاعة شركة التنمية المحلية التي استعانت بها جماعة طنجة لتدبير مرفق المحطة الطرقية أخيرا، مع العلم أن الشركات نفسها فشلت في التسيير على مستوى عدة مدن.