القصر الكبير: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة أن لجنة خاصة حلت بحر الأسبوع الماضي، بمنطقة أولاد احميد بنفوذ الملحقة الإدارية السادسة بالقصر الكبير، بعد مراسلة مباشرة من لدن عامل العرائش، توصل بها عن طريق فعاليات محلية، تنبه إلى وجود فضيحة من العيار الثقيل تتمثل في قيام فلاحين محليين بسقي المزروعات عن طريق المياه العادمة، ما جعل هذه اللجنة المختصة تتحرك على وجه السرعة.
وحسب بعض المصادر، فإنه قبيل وصول هذه اللجنة، تم تسجيل قيام بعض الفلاحين بتهريب المحركات التي تستعمل في السقي، إذ لم يتم ضبط أي أشخاص متلبسين بعين المكان، في الوقت الذي تم تحرير محضر خاص لهذا الغرض، حيث تضمن ملاحظات من قبيل أن اللجنة عاينت بالفعل وجود برك مائية مكونة من تصريف المياه العادمة ناتجة عن الصرف الصحي للأحياء المنزلية المجاورة غير المربوطة بالشبكة، والتي جاءت في نهاية شعبة مجرى مائي. كما لاحظت اللجنة وجود بعض الأنابيب البلاستيكية والحديدية الممتدة، انطلاقا من البرك والمجرى المائي، ومرورا بالأراضي المسقية المجاورة، في حين لم تسجل اللجنة لحظة المعاينة أية عملية سقي بهذه الأراضي.
وتم التأكيد أثناء تحرير محضر المعاينة، على عدم قانونية استعمال المياه العادمة لسقي المزروعات، وذلك حسب الفصول المبينة في قانون 15. 36 الخاص بتدبير الماء. في الوقت الذي تضمن المحضر كذلك عدة ملاحظات، منها أن الأراضي المسقية، سواء المزروعة بالشمندر السكري والشمندر الأحمر، أو الحبوب والقطاني، توجد خارج المدار السقوي اللوكوس، في حين أن بعض السكان المجاورين يستعملون المجرى المائي في أنشطة مختلفة دون ترخيص، من خلال اعتراض المجرى وتسييج بعض جوانبه، وخلق ممرات ترابية بالمجرى، وبالتالي عرقلة انسيابه الطبيعي.
وفي هذا الإطار، أوصت اللجنة المذكورة بضرورة تسريع ربط قنوات الصرف الصحي للأحياء المجاورة للمجرى المائي المذكور من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم العرائش، وتسريع مشروع إنشاء محطة الضخ أولاد احميد، لوقف صب المياه العادمة بالملك العام المائي، مع دعوة مصالح جماعة القصر الكبير إلى إزالة الحواجز والممرات المقامة على المجرى المائي، فضلا عن دعوة مصالح وكالة الحوض المائي اللوكوس إلى تكثيف دوريات المراقبة في إطار إعمال شرطة المياه، وذلك بتنسيق مع السلطة المحلية المعنية.
وللإشارة، فإن عملية سقي المحصول الزراعي والفلاحي بالمياه العادمة تشكل خطرا على صحة وسلامة المستهلكين، الشيء الذي قد يؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة نتيجة استهلاك هذه المحاصيل المعروضة على المستهلكين من حبوب وقطان وخضر وغيرها، سيما مع اقتراب شهر رمضان، حيث يكثر الطلب على هذه المنتوجات.