طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة فتحت، يوم الاثنين الماضي، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لموظف أمن برتبة مقدم شرطة، يعمل بمدينة العيون، يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بالمشاركة في التزوير واستعماله في تنظيم الهجرة غير المشروعة.
وتشير المعطيات الخاصة بالبحث إلى توقيف مصالح الأمن الوطني بميناء طنجة المدينة لمرشح للهجرة غير المشروعة باستعمال تأشيرة سفر مزورة، قبل أن تظهر الأبحاث احتمال تورط موظف الشرطة الموقوف في التوسط من أجل توفير هذه الوثيقة المزورة.
وتم إخضاع موظف الشرطة الموقوف لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بارتكاب الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.
ومن المرتقب أن تكشف التحقيقات عن تفاصيل أوفى بخصوص حيثيات هذه القضية سواء من حيث وجود عمليات سابقة، أو شبكات تشتغل في هذا الجانب، وتقوم بتزوير وثائق الحصول على «الفيزا»، سواء على مستوى مدينة طنجة أو العيون، في ظل عودة الهجرة السرية بقوة عبر كل المنافذ المتاحة سواء عبر المتوسطي، أو الهجرة عن طريق حدود البلقان، حيث عادت الشبكات لتجريب جميع الوسائل المتاحة لتهريب البشر نحو الضفة الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المصالح الأمنية أطاحت، أخيرا، بإحدى أخطر الشبكات التي تشتغل في هذا الشأن، ووصلت تداعياتها إلى مدينة البوغاز، حيث إن هذه الشبكة تعمد إلى تزوير وثائق لبعض طالبي «الفيزا»، عبر الاستعانة بوثائق لشركات وهمية، وبالتالي التحايل على القوانين الجاري بها العمل في هذا الجانب. وتم، في هذا الصدد، حجز العشرات من الوسائل المستعملة في هذه العمليات، سواء المطابع أو الأختام التي يتم استخراجها في ظروف غامضة، وتبين تورط عدد من الأشخاص وأصحاب وكالات للأسفار في هذا الشأن، فيما برأت المصالح القضائية بعضا منهم، وتم الكشف كذلك عن خلق شركات في مدة وجيزة ومن ثم العمل على إغلاقها بشكل مثير لتفادي التحقيقات الأمنية.