محمد سليماني
لا تزال مشاكل استمرار الرعي الجائر وهجومات الرعاة الرحل على أملاك سكان منطقة سوس – ماسة، تتفاعل يوما بعد يوم، وتنذر بانهيار السلم الاجتماعي بعدد من المناطق الجبلية بالجهة، واندلاع مواجهات عنيفة في أية لحظة بسبب حالة الاحتقان بين السكان والرعاة المتنازعين.
وبحسب المعطيات، فقد بدأ سكان عدد من المناطق تنظيم اعتصامات ومسيرات احتجاجية على السلطات المحلية بعدد من الجماعات الترابية بسبب ما أسموه الحياد السلبي للسلطات التي تجد نفسها هي الأخرى عاجزة عن صد هجومات الرعاة الرحل عن أملاك ومزروعات السكان.
واستنادا إلى المعطيات، فقد خرج سكان منطقة «أنيلول» بإقليم تارودانت، أول أمس السبت، في مسيرة احتجاجية باتجاه عمالة الإقليم، وذلك من أجل نقل معاناتهم مع الرعاة الرحل إلى السلطات الإقليمية للتدخل لحماية أملاكهم. وتدخلت السلطات المحلية والإقليمية وعناصر القوات المساعدة بمنع استمرار المسيرة الاحتجاجية.
إلى ذلك، دخل النائب البرلماني عن إقليم تارودانت ورئيس الشبيبة التجمعية لحسن السعدي على الخط، حيث وجه أول سؤال كتابي له بمجلس النواب إلى وزير الداخلية بخصوص الهجومات والاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل على ساكنة منطقة إغرم بإقليم تارودانت. واستفسر البرلماني التجمعي في سؤاله وزير الداخلية عن الإجراءات العاجلة المزمع اتخاذها للحد من الأضرار التي يخلفها الرعاة الرحل، خصوصا وأنه «في الأيام القليلة الماضية واصل بعضهم مسلسل التمادي في الهجوم والاعتداء على حقوق سكان العديد من الدواوير التابعة لدائرة إغرم بتارودانت، الشيء الذي دفع سكان المنطقة وجمعيات المجتمع المدني لتنظيم وقفة ومسيرة احتجاجية بمركز الجماعة، قصد التنديد بهذه الاعتداءات والتصرفات التي باتت تصل أحيانا إلى استفزازات تهدد أمن الساكنة وممتلكاتها، وكذا إعادة إثارة انتباه السلطات المحلية لوضع حد لهذا الوضع المقلق».
واستنادا إلى المعطيات، فقد دخلت الغرفة الفلاحية لجهة سوس- ماسة بدورها على خط الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل على ممتلكات السكان المستقرين بعدد من المناطق القروية بالجهة. وراسل الرئيس الجديد للغرفة الفلاحية لجهة سوس- ماسة، عامل إقليم تارودانت، قبل أيام، عقب تسجيل مجموعة من «التجاوزات التي ارتكبها الرعاة الرحل بمنطقة إغرم تجاه الساكنة المحلية وممتلكاتها، ومستغلاتها الفلاحية» حسب المراسلة. وجاء دخول الغرفة الفلاحية على الخط من أجل لفت الانتباه إلى الهشاشة التي تعيشها المنطقة بفعل الجفاف وتراجع النشاط الفلاحي، والتي زاد من حدتها اعتداءات الرعاة الرحل في الأشهر الأخيرة بفعل الرعي الجائر. وطالبت الغرفة الفلاحية، في رسالتها التي تتوفر «الأخبار» على نسخة منها، عامل إقليم تارودانت، بالتدخل العاجل لاتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لوضع حد للتجاوزات المسجلة في حق السكان القرويين، عبر تفعيل القانون 113.13 المتعلق بالترحال وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، لضبط الظاهرة وتشجيع السكان المحليين على الاستقرار والاستثمار في مجالاتهم.