شوف تشوف

الرئيسيةصحةن- النسوة

التئام الأسرة على مائدة الطعام يعزز إنتاج هرمونات تساعد على الهضم 

الزغاري لطفي:

دكتور باحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة

 

 

تجب الدعوة إلى تبني نظام أجدادنا الغذائي من جديد

 

بعدما كان المغاربة يعتمدون قديما على نظام البحر الأبيض المتوسط في تغذيتهم، هذا النظام الذي أكدت الدراسات على أن متتبعيه يتمتعون بصحة جسمية ونفسية جيدة، اتجهوا اليوم نحو كل ما هي وجبات خفيفة وسريعة نتيجة نمط الحياة السريع المعاصر، وبالتالي أصبحوا عرضة للكثير من المشاكل الصحية بما فيها السمنة..

الزغاري لطفي دكتور باحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة. يقربنا أكثر من أهم مميزات نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، وسلبيات النظام الغذائي المعاصر  الذي أصبح متبعا من قبل الأغلبية.

 

 

ما أهم مميزات النظام الغذائي المغربي القديم؟ 

النظام الغذائي المغربي سابقا كان يتميز بالتنوع، بحيث كانت كل وجبة تتوفر على مكونات غذائية متنوعة، وبالتالي كانت هذه الطريقة توفر للجسم احتياجاته من المكونات الغذائية بكميات جد مناسبة، فعلى سبيل المثال، الكسكس يتم تحضيره بالقمح الكامل إلى جانب سبعة أنواع من الخضر، إلى جانب البروتين الحيواني الذي  يتمثل في الدجاج أو اللحم، وبالتالي يحصل الجسم من خلال هذه الأكلة على كل من الأملاح المعدنية والبروتينات والفيتامينات، وفي نفس الوقت على السكريات الجيدة للطاقة.

هناك أيضا الطاجين بطريقة تحضيره القديمة التي كانت تحتاج لساعات طويلة لينضج على الحطب، بدون أن ترتفع درجة الحرارة كثيرا كما هو الحال الآن، وبالتالي تحافظ المكونات والمواد المستعملة وخاصة الخضر على قيمتها الغذائية.

 

ما التغيير الذي حدث في النظام الغذائي المغربي، والذي قلل من قيمته الغذائية وفوائده الصحية؟ 

 

في القديم كان المغاربة يعتمدون على نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، الذي يتميز بالتنوع.

وعلى الرغم من أن هناك بعض الخضر المحظورة على بعض المرضى، على سبيل المثال الجزر ممنوع بالنسبة لمرضى السكري، إلا أن تحضير طاجين خضر مغربي لا يتوفر في مكوناته إلا على حبة أو حبتان من الجزر، وبالتالي حتى وإن تناول منه مريض السكري فلن يضره الأمر بشيء، لأن هذه الكمية المستعملة من الجزر سيتناولها جميع أفراد الأسرة عند تجمعهم على وجبة الغذاء،  وبالتالي فمريض السكري لن يتناول من الجزر سوى حصة صغيرة من المؤكد أنها لن تؤثر سلبا على حالته الصحية، بينما من المؤكد أنه سيستفيد من العناصر الغذائية الصحية الموجودة فيها.

من جهة أخرى وبسبب ضيق الوقت وانشغالات اليوم، أصبح معظم الأشخاص يتجهون نحو الوجبات السريعة والخفيفة، التي لا تخفى أضرارها على أحد. وحتى وإن حضرت في المنزل فهي لن تمد الجسم بما يحتاجه من مكونات صحية وغذائية، بسبب عدم توفر هذه الوجبات على الخضر وغيرها من المكونات الصحية.

هناك نقطة أخرى أود الإشارة إليها، وهي اتجاه الأغلبية نحو استعمال طنجرة الضغط للطبخ، التي تجعل الغذاء ينضج سريعا بفعل الضغط والحرارة، وبالتالي تدمر المكونات المحضرة وتفقد قيمتها الغذائية بشكل كبير.

 

ما المشاكل الصحية والنفسية الأخرى التي يمكن أن تتسبب فيها الطريقة الجديدة للتغذية؟ 

هناك السمنة بالخصوص، ففي السابق كانت الأسرة تلتم حول الطبق على المائدة، ويتقاسمون مكوناته فيما بينهم، وبالتالي يصل كل فرد منهم إلى مرحلة الشبع ويحصل على احتياجات جسمه دون زيادة، وهذه الطريقة الغذائية هي تفسير لانخفاض عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة آنذاك.

كما أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن هذه الطريقة تعود بالنفع على الصحة النفسية لأفراد الأسرة، كون التمامهم في جو أسري حميمي حول طبق عائلي، بحيث يفرز الجسم خلال وقت تناول الطعام بعض الهرمونات التي تساعد على الهضم ومجموعة من العمليات الفيزيولوجية الأخرى، وبالتالي يستفيد الجسم من الأكل بشكلٍ أكبر.

أما حاليا فقد أصبح كل فرد يتناول وجبته وحيدا ومنعزلا، مما يؤثر عليه سلبا، بحيث يبتعد عمن حوله ويقل انسجامه الأسري والمجتمعي.

وفي بعض الأحيان قد يقتني الشخص وجبة سريعة كبيرة أو تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، وبالرغم من وصول الشخص إلى مرحلة الشبع إلا أنه يقوم بإكمالها، الأمر الذي يلحق الضرر بالجهاز الهضمي الذي يبدل المزيد من الطاقة للقيام بالهضم، كما من الممكن أن يتسبب هذا الأمر في السمنة كما سبق وذكرنا.

 

هل هناك من عادات سيئة في النظام الغذائي المغربي يجب تجنبها؟ 

المغاربة يتناولون أغلب أطباقهم ووجباتهم مرفقة بالجبز، وبالتالي يمكن لكمية الدقيق المتناولة خلال اليوم أن تتجاوز 400 أو 500 غرام، فحتى إن لم يتناولوا الدقيق في شكل خبز، يتناولونه في شكل مخبوزات أو معجنات مغربية بما فيها من بغرير ومسمن وحرشة وغيرها الكثير، وهذه عادة جد سيئة لابد من التقليل منها قدر المستطاع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى