تطبيق بعض التمارين من «يوتوب» قد يصيبك بالشلل النصفي
هشام ساطع أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل
آلام أسفل الظهر من الأمراض الشائعة حول العالم، حيث يعاني منها قرابة المليار فرد حسب أحدث الإحصائيات العالمية.
لا تتعلق هذه الآلام بمرحلة سنية محددة، حيث من الممكن أن يصاب بها الكبير والصغير أيضا، وحدها الأسباب التي تختلف من حالة إلى أخرى، وتبقى أهمها طبيعة أو نمط العيش. هشام ساطع أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل يقربنا أكثر من هذه المشكلة الصحية من خلال الحوار الطبي الآتي:
فيم تتمثل أهم أسباب آلام أسفل الظهر؟
غالبا ما ينجم الأمر عن احتكاك كل من الفقرتين الرابعة والخامسة من العمود الفقري، والفقرة s1 . هذا الاحتكاك الذي غالبا ما يكون ناتجا عن خشونة الغضاريف عند أصحاب ما فوق الأربعين من العمر.
كما من الممكن في بعض الحالات أن تظهر هذه المشكلة عند من هم أصغر سنا.
وفي بعض الحالات الأخرى، تكون آلام الظهر ناتجة عن مشاكل بالعضلات وأربطة العمود الفقري.
ما عواقب التأخر في تشخيص وعلاج الاحتكاك سابق الذكر؟
من الممكن أن يسبب في خروج الغضروف من مكانه، وبالتالي ظهور ما يسمى بالفتق الذي يتطور ليتحول إلى «سياتيك». كما أن تأخر العلاج يسبب مشاكل صحية أكثر خطورة قد تستدعي التدخل الجراحي.
هل آلام الظهر درجات؟
نعم فغالبا ما يشعر المريض بآلام الظهر نهارا عند الحركة، كقيامه بالمشي أو الصلاة وهذه هي المرحلة الأولى سهلة العلاج. وفي حال معاناة المريض من هذه الآلام ليلا، فهذا فيدل على أن المشكلة أكثر خطورة وقد بدأت بالتطور، كحدوث التهاب أو روماتيزم، أو المعاناة من بعض المكروبات، أو الإصابة بمرض السل، وغيرها من الأمراض التي قد تصيب العمود الفقري.
عند معاناة الشخص من آلام أسفل الظهر، هل بإمكانه الاكتفاء بزيارة طبيب عام، أم يتوجب عليه عيادة أخصائي أمراض عظام ومفاصل؟
في حال كانت الآلام خفيفة وناتجة عن الحركة، يمكن التوجه للطب العام، وغالبا ما ينصح الطبيب المريض بأخذ قسط من الراحة مع اتباع علاج دوائي.
لكن في حال كانت الآلام شديدة وتزداد قوتها عند الليل وتحرم صاحبها من النوم والراحة، فهنا لابد من زيارة أخصائي في أمراض العظام والمفاصل، ليخضع المريض لبعض الفحوصات الإشعاعية، التي تبين مدى التقارب بين الفقرات أو انزلاقها فوق بعضها، وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى الماسح الضوئي أو ما يعرف بـ «السكانير «.
كيف يتم العلاج؟
يكون عبارة عن أدوية مسكنة ومخففة للألم، مع أخذ إجازة لا تقل عن أسبوع للراحة. وفي ما بعد، نوجه المريض نحو الترويض الطبي لتقوية العضلات عن طريق بعض التمارين الرياضية المخصصة لهذا النوع من المشاكل الصحية، وهنا أود أن أشير إلى ضرورة عدم تطبيق كل ما يروح وينتشر على «يوتوب» وعبر المواقع الاجتماعية التواصلية من حركات وتمارين رياضية، فليست هناك حركات أو تمارين مناسبة للجميع، بل تختلف من حالة لأخرى، لأنها قد تزيد الطين بلة، وتؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة، كانزلاق الغضروف أو شلل نصفي وغيرها من المشاكل.
وأنصح كذلك المرضى بممارسة رياضة السباحة، فهي جد مفيدة في حالات آلام الظهر.
هل هناك عوامل تزيد من ارتفاع نسبة احتمال الإصابة بآلام أسفل الظهر؟
بالفعل هناك الكثير منها، وتتمثل أهمها في كل من الوزن الزائد، ممارسة الأعمال المتعبة والشاقة، وكذلك ممارسة بعض الحركات بشكل خاطئ كالانحناء دون ثني الركبة أو حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة.
ما هي النصائح الوقائية للتقليل من آلام أسفل الظهر؟
الرياضة جد مهمة خاصة المشي والسباحة وركوب الدراجة، مع تفادي حمل الأوزان الثقيلة، والرياضات المسببة لاحتكاك الفقرات كالجري وكرة القدم على سبيل المثال. ومن الضرورة أيضا التخلص من الوزن الزائد.