محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن الهزيمة التي مني بها حزب العدالة والتنمية بطنجة في الانتخابات التشريعية والجماعية، تسببت في اهتزاز أركان الحزب محليا، إلى درجة أنه بات مهددا بفقدان مقره الرئيسي الحالي المتواجد بمنطقة «ايبيريا»، والذي هو عبارة عن فيلا فخمة هي في الأصل تعود لملكية البرلماني السابق عن الحزب نفسه ورجل الأعمال سمير عبد المولى، الذي فضل عدم الترشح ضمن هذا الموسم الانتخابي.
وأكدت المصادر أنه من المرتقب أن يعلن عبد المولى عن مغادرة صفوف العدالة والتنمية، بسبب الانتكاسات التي مني بها هو الآخر، منذ التحاقه بهذا الحزب، الأمر الذي بات معه حزب العدالة والتنمية مهددا، في أية لحظة، بالعودة إلى كراء شقة لاتخاذها مقرا له، بعد الانتكاسة الانتخابية الأخيرة التي ستعمق كذلك أزمته المالية في إطار مغادرة رجال الأعمال لصفوفه، وكان ضمنهم يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد المتوسطية، الذي كان بمثابة الدعامة الرئيسية للحزب محليا، إلى جانب سمير عبد المولى، عبر دعم الحزب ماديا ولوجستيكيا.
وفي هذا الصدد، خلق عدد من الذين قدموا استقالاتهم من صفوف الحزب خلال الأشهر الماضية، مفاجآت من العيار الثقيل، وذلك بعد عودتهم للمشهد السياسي عبر الفوز في الانتخابات التشريعية والجماعية الأخيرة، بينما اندحر عدد من وجوه الحزب محليا، حيث استطاع عبد القادر بن طاهر، الذي شغل منصب رئيس جماعة حجر النحل خلال الفترة السابقة عن حزب العدالة والتنمية، الفوز بمقعد برلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، كما استطاع يوسف بنجلون عن حزب الاتحاد كذلك، العودة لمجلس مقاطعة طنجة المدينة، بعد أن فازت لائحته بأربعة مقاعد في كل مقاطعة من مقاطعات طنجة الأربع، ناهيك عن مقعدين في البرلمان ومجلس الجهة، وهي المفاجأة التي شكلت صدمة لحزب العدالة والتنمية، خصوصا وأن بنجلون سبق أن غادر هو الآخر سفينة «البيجيدي» قبل «غرقها»، مما يجعل مستقبل الحزب بالبوغاز مهددا، خصوصا بعد أن أعلنت أمانته العامة الاستقالة في أفق عقد مجلس وطني للحزب للنظر في مستقبله.