محمد اليوبي
وجد وزير الصحة والقيادي بحزب التقدم والاشتراكية، أنس الدكالي، نفسه في موقف حرج، إثر اتهامه من طرف فريق حزب العدالة والتنمية، خلال جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب، أول أمس الاثنين، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني عن طريق الترخيص لنشاط شركة إسرائيلية تشتغل في مجال الصحة بالمغرب.
وأكد أحمد الهيقي، النائب البرلماني عن حزب رئيس الحكومة، أن المغرب يشهد عملية اختراق وتطبيع خطيرة مع الكيان الصهيوني، من خلال تواجد منتجات وممثلين عن شركة إسرائيلية تجوب المغرب، عبر وساطة أحد أطباء الأسنان المغاربة، معتبرا أن ذلك يشكل «سابقة خطيرة»، الشيء الذي يطرح الشكوك حول الجهة التي رخصت لها بتنظيم نشاط يسير ضد سياسة البلد، وطالب الدكالي بالكشف أمام البرلمان عن الإجراءات التي سيتخذها لمكافحة الاختراق الصهيوني عبر قطاع الصحة، وهو ما أثار موجة من الاحتجاج في صفوف نواب حزب التقدم والاشتراكية الذي ينتمي إليه الوزير، حيث وجهت رئيسة المجموعة النيابية للحزب، عائشة لبلق، انتقادات لفريق «البيجيدي» بخصوص ذكره لاسم الشركة الإسرائيلية، وقالت إن ذلك يشكل إشهارا للشركة يتعارض مع مطالبة الحزب بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي رده نفى الدكالي وجود أي ترخيص ممنوح لشركة إسرائيلية في مجال المستلزمات الطبية، مؤكدا أن وزارة الصحة بحثت في لائحة الشركات التي تتعامل مع المغرب، ووجدت أن الشركة المغربية التي توزع هذه الأدوات لديها الترخيص من شركة ألمانية. وأوضح الوزير أن «القانون ينص على التسجيل المسبق لكل المستلزمات الطبية، كما يشترط على كل المؤسسات، قبل الشروع في التوزيع، أن تثبت العلاقة المباشرة بينها وبين المصنع، والإدارة تتوفر على كل البيانات المتعلقة بالمصنع والبلد المصنع والأدوات الطبية المستوردة، كما يمكن للإدارة التحفظ على أي بلد مصنع بعد المشاورات»، مشيرا إلى أن حوالي 5000 مستلزم طبي يتم تسجيله سنويا، وتدخل هذه المستلزمات الطبية في إطار العرض الاستشفائي بعد وضع القانون 84.12، الذي يحدد شروط عرض المستلزمات الطبية في الأسواق.
وفي تعقيبه على رد الوزير، قال خالد البوقرعي، البرلماني والقيادي بحزب «البيجيدي»، إن فريقه البرلماني قام ببحث عن أصل هذه الشركة، ووجدها ذات منبت إسرائيلي، مضيفا أن الحكومة يجب أن تكون جادة وصارمة وحازمة في التصدي لكل محاولات الاختراق الصهيوني، سواء كان ذلك عبر مجال الصحة أو الفن أو الثقافة أو الرياضة. وحسب البوقرعي، فإن هذه الشركة أعلنت أنها ستعقد خلال سنة 2020، مؤتمرا لها بمراكش بحضور راقصات شرقيات، داعيا إلى «التصدي لهذا الأمر لأن بلدنا يجب أن يكون محصنا ضد الاختراق الصهيوني»، مشيرا إلى أن «المنتجات الإسرائيلية تدخل في إطار حرب استراتيجية على الدول العربية والإسلامية، مشيرا في هذا السياق، إلى منتوج البطاطس الذي دمر التربة في إحدى الدول العربية».