العيون: محمد سليماني
كثفت «البوليساريو»، خلال الأيام الأخيرة، دعواتها إلى مناصري أطروحتها والموالين لها بكل من مدينتي العيون والداخلة، من أجل التظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية بالشوارع والفضاءات العامة، تزامنا مع وصول المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي مستورا.
ورغم تصاعد حدة التحريض على الاحتجاج، والعصيان والتظاهر خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن دعوات «البوليساريو» لم تلق آذانا صاغية، حيث لم يتم التجاوب مع هذه الدعوات رغم الإغراءات الكثيرة التي حاولت الجبهة تقديمها لمناصريها بالأقاليم الجنوبية المقرر أن يزورها المبعوث الشخصي للأمين العام، حيث تعرف مدينتا العيون والداخلة هدوءا عاديا كما هو شأن باقي الأيام.
واستنادا إلى المعطيات، كانت «البوليساريو» والجزائر تعولان على خروج الاحتجاجات والمظاهرات إلى الشوارع من أجل إرباك السلطات المحلية بكبرى حواضر الصحراء المغربية من جهة، ومن جهة أخرى توجيه رسائل إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا، بكون المنطقة تعرف تواجد رافضين للطرح المغربي، يجب الاستماع إليهم وتسجيل مواقفهم، غير أن هذا المسعى خاب واستقبلت مدينة العيون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أول أمس الاثنين، في زيارة للمنطقة دون تسجيل ما من شأنه أن يعكر صفو الزيارة.
إلى ذلك، يعرف برنامج زيارة ستيفان دي مستورا إلى المنطقة تنوعا، حيث عقد، بعيد وصوله إلى العيون، اجتماعا بمقر بعثة «المينورسو» مع الجنرال البنغالي محمد فخر الإحسان، قائد قوات البعثة الأممية بالصحراء. وبعد ذلك انتقل دي مستورا إلى دار الضيافة بالعيون، حيث أقام والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بيكرات، مأدبة عشاء على شرفه. وحضر هذه المأدبة منتخبو أقاليم جهة العيون- الساقية الحمراء، ورئيس مجلس الجهة، ورؤساء المجالس الإقليمية وبرلمانيو أقاليم جهة العيون- الساقية الحمراء، باعتبارهم ممثلي السكان الذين أفرزتهم صناديق الاقتراع بمختلف الهيئات المنتخبة.
وخلال مأدبة العشاء، ألقى والي جهة العيون- الساقية الحمراء كلمة مقتضبة، رحب فيها بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كما رحب بالممثلين الشرعيين للسكان، المنتخبين عن كل مدن وأقاليم الجهة في مختلف المؤسسات المنتخبة، وتمنى الوالي التوفيق لـستيفان دي مستورا في مهمته في إطار المساعي الحصرية للأمم المتحدة لتسوية هذا النزاع المفتعل.
بدوره ألقى دي مستورا كلمة مقتضبة، أبرز فيها أن زيارته إلى المنطقة تأتي في سياق جمع المعلومات والاستماع إلى وجهات نظر المنتخبين وأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية ومختلف الفاعلين بالمنطقة بخصوص قضية الصحراء.
ومن المقرر أن يلتقي دي مستورا، في وقت لاحق من اليوم الثاني من زيارته للمنطقة، بشيوخ القبائل الصحراوية وأعيانها، ومنتخبي إقليم العيون وبعض الفعاليات المدنية والحقوقية، قبل أن يطير إلى مدينة الداخلة في الإطار نفسه.
