النعمان اليعلاوي
دق أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، جرس الإنذار حول التراجع الحاد في أعداد قطيع الأغنام الوطني، موضحا خلال ندوة صحفية أعقبت انعقاد المجلس الحكومي، أن القطيع الوطني من الأغنام انخفض بنسبة 38 في المائة مقارنة بسنة 2016، وهو ما انعكس بشكل مباشر على إنتاج اللحوم الحمراء وأسعارها في الأسواق الوطنية، حيث تراجع عدد الرؤوس المذبوحة سنويا من 230 ألف رأس إلى ما بين 130 و150 ألف رأس فقط، حسب أرقام الوزير بواري، الذي لم يحسم في الجدل المثار حول إلغاء عيد الأضحى، واكتفى بالقول إن «الحسم في مسألة إلغائه ليس من اختصاص وزارة الفلاحة، بل هو قرار يحتاج إلى تنسيق بين مختلف الجهات الحكومية المعنية».
وفي السياق ذاته، أوضح الوزير أن التراجع الحاد في قطيع الأغنام مرده إلى سبع سنوات متتالية من الجفاف، مما أدى إلى ضعف المراعي وارتفاع الاعتماد على الأعلاف، الأمر الذي زاد من تكاليف الإنتاج وأسعار اللحوم. ولمواجهة هذا النقص، اعتمدت الحكومة سياسة استيراد المواشي واللحوم الحمراء بكميات كبيرة، حيث بلغ عدد الأبقار المستوردة 218 ألف رأس، إضافة إلى 124 ألف رأس من الأغنام و704 أطنان من اللحوم الحمراء، وهو ما ساهم في تحقيق نوع من التوازن في السوق.
وحسب البواري، فإنه «لتخفيف الأعباء عن المربين والمستهلكين، أقرت الحكومة مجموعة من الإجراءات في قانون المالية لسنة 2025، شملت تعليق رسوم الاستيراد والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة عند استيراد الأبقار والأغنام واللحوم الحمراء»، موضحا أن وزارة الفلاحة وضعت برنامجا شاملا لدعم الإنتاج الحيواني، يهدف إلى توفير الأعلاف بكميات تصل إلى 18 مليون قنطار، وتعزيز الصحة الحيوانية، وتشجيع الحفاظ على إناث الأبقار والأغنام والإبل لإعادة بناء القطيع، بالإضافة إلى تقديم دعم تقني متطور للمربين، وإطلاق برنامج لمساعدة الشباب القروي على الاستثمار في مجال الإنتاج الحيواني.
من جانب آخر، أعلن مجلس مصدري المواشي الأسترالي عن استعداد المغرب لاستيراد ما يصل إلى 100 ألف رأس من الأغنام الحية سنويا من غرب أستراليا، وذلك في إطار اتفاق يجري التفاوض حوله بين الطرفين. وأفاد مارك هارفي ساتون، الرئيس التنفيذي للمجلس، بأن المغرب يعتبر هذه الصفقة أولوية ملحة، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى، مضيفا أن بعثة مغربية مكونة من 15 مسؤولا حلت بمدينة بيرث خلال الأسبوع الجاري، لمناقشة تفاصيل الاتفاق.
وأكد المصدر نفسه أن استيراد الأغنام الأسترالية قد يمتد ليشمل الأبقار والماعز، وفقا للبروتوكول الصحي المعتمد بين البلدين، مع إمكانية بدء الشحن قبل بداية الحظر الصيفي في يونيو، علما أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود عدد كاف من السفن لضمان وصول الشحنات إلى السوق المغربية في أسرع وقت ممكن.
من جانبه، أوضح توفيق العشابي، رئيس البعثة المغربية، أن المغرب بحاجة ماسة إلى الأغنام والماعز والأبقار، بسبب الجفاف المستمر واضطرابات الإمداد في الأسواق القريبة، مشيرا إلى أن السوق الأسترالي يوفر مزايا كبيرة من حيث الشروط الصحية، ورعاية الحيوان، والإمكانيات اللوجستية، مما يقلل من تأثير المسافة البعيدة بين البلدين.
